رمضان في فلسطين
رمضان في فلسطين

رمضان في فلسطين . . . صعوبات و تحديات

التأخر في العودة الى المنزل عن موعد الإفطار في رمضان يعتبر من المشاكل الشائعة للصائمين و خاصة في المدن الكبرى و المزدحمة. و هذه المشكلة تصبح أصعب وأكثر تعقيداً على الفلسطينيين. وذلك بسبب الإنتشار الكثيف للحواجز الإسرائيلية الذي يجعل العودة الى المنزل عملاً مليئا بالمشقة والمخاطرة.

وكان من الملفت هذا العام أن يقوم الشباب المسيحي بالتدخل وتقديم المساعدة للمسلمين الصائمين. حيث ينتشر مجموعة تابعة لكشافة كنيسة اللاتين تدعى “كشافة تراسنطة” قبل حوالى الساعة من موعد الإفطار. ينتشرون على المفترقات التي تعاني من الإختناقات. و يقومون بتوزيع صناديق كرتونية أعدوها مسبقاً على المارة تحوي على التمر والماء واللبن.

02 7
الشباب المسيحي يوزع التمر والماء واللبن على الصائمين المسلمين المتأخرين عن الوصول لمنازلهم

وفي حين يعتبر شباب فرقة الكشافة أن هذا العمل هو أقل واجب ممكن للفلسطيني بالنسبة لأخيه. يعبر السائقين عن شكرهم وامتنانهم لهذا العمل الأخوي ليس بالغريب عن أبناء هذا الشعب الذي يعاني من المحتل. والذي يقوم بانتهاك الحريات في فلسطين والحق في الحركة. كما ينتهك حرمة المساجد والكنائس، ويداهم المنازل دون تفريق وتحت بندقيته، وإيصال هذه الرسائل الوحدوية للشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه.

04 3

صعوبات مادية في رمضان

الولائم والعزائم عادة هيمنت على مشهد العلاقات الاجتماعية في شهر رمضان المباركفي فلسطين كما في غيرها من البلدان العربية. حيث تجتمع العائلات والأصدقاء والأقارب على مائدة واحدة. يعتبر كثيرون أن هذه العزائم هي من أهم الواجبات الاجتماعية وعادة من تقاليد الصائمين التي لا مفر ولا مهرب من أدائها.

عاطف دغلس- السمانة ولوازم رمضان ارتفعت اسعارها بشكل كبير-سوق البلدة القديمة بنابلس- الضفة الغربية- نابلس- الجزيرة نت7

ولكن وبسبب صعوبات الوضع الإقتصادي وبمقارنة بسيطة لارتفاع الأسعار بين رمضان العام الماضي والحالي. فمثلاً سعر كيلو الدجاج ارتفع من 13 شيكلا (4 دولارات) إلى 21 شيكلا (7 دولارات) وكذلك ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء والسكر والأرز والزيوت النباتية إلى 30%. فضلا عن السلع الأخرى كالمحروقات “. ويعتبر الفلسطينيون أن ارتفاع الأسعار سببه تلاعب التجار وليس الغلاء العالمي.

على سبيل المثال موظف بالقطاع الخاص يتلقى حوالي (800 دولار)- وهذا المرتب كان يكفي في العام السابق لأن يبتاع طعام الوليمة أحيانا من السوق. ولكن هذا العام أصبح يكلف ضعف المبلغ ما دفع الفلسطينييين الى اعداد الطعام في البيت هذا العام، وبالتالي تقليل التكلفة لنحو 200 دولار. كما يلجأ الفلسطينيون لقيام الولائم المشتركة كأن يقوم أخوان اثنان بدعوة شقيقتهم ويتقاسمان تكاليف الوليمة التي يمكن أن تكون ثقيلة على أحدهما بمفرده.

تكافل وتدبير

إن الإفطار الجماعي بمنزل والده يجمع العائلات الفلسطينية حول بعضها ويقلل النفقات والمصروفات المترتبة على كل عائلة لو أعدت الطعام بمفردها. في بعض الإحيان مثلاً يتقاسم الأقرباء ثمن العصائر والحلويات، وحتى يتشاركون المال من أجل شراء الطعام.

عاطف دغلس-بعض الولائم قد تعد بالمطاعم وآخرون يفضلون طبخها بالمنزل- الضفة الغربية- نابلس- الجزيرة نت10

لقد أوجد هذا الغلاء تكافلا بين أفراد المجتمع الذين اضطروا الى اللجوء لشراء موادهم التموينية مرة كل شهر ومن محل بيع الجملة.

اقرأ ايضاً
منها رفع خطر الإصابة بالسرطان.. "سعود الطبية": حمض "الفوليك" مهم للجسم وزيادته تسبب هذه المشكلات

فمثلا تشتري العائلة الأم مواد تموينية وخروفا ويتقاسمون ثمنه ولحمه. الكثير يعتبرون أن هذا الإجراء يضمن اللحم الجيد والتوفير بسعر اللحم الذي يصل الى 30 دولارا للكيلوغرام الواحد من الضأن و16 دولارا للحم البقر.

ورغم أهمية هذه الولائم وما تحدثه من تآلف بين الأهل فإنه يمكن عملها بأكثر من طريقة بدعوة الكل مرة واحدة وبإعداد أصناف محددة بأقل التكاليف. كم يمكن أيضا أن تساهم كل أسرة بوجبتها ويجتمعون سويا.

مخاوف من الغلاء

إن نسبة 75% من سلة المستهلك الفلسطيني تعتبر مستوردة. وبالتالي فإن أي تضخم عالمي بالأسعار يتأثر به المواطن الفلسطيني مباشرة.

ويقسم الغلاء لقسمين:

موسمي: ويتمثل بالمنتجات المحلية من الدواجن والخضار والفواكه، وسرعان ما تهبط أسعارها

دائم: ويتعلق بالمنتجات المستوردة كالزيوت النباتية والسمانة بأنواعها وكل ما يخص الاستهلاك اليومي. وهذه الارتفاعات قد تستمر فترة طويلة ولا تعود للخلف مرة أخرى.

وفي مجتمع كفلسطين تصل فيه البطالة بنحو 27% والفقر 29% (الضفة والقطاع) ويعتمد على الاستيراد بشكل كبير. تبقى فيه خيارات الحكومة للمواجهة مرتبطة بأمرين -وفق اشتية- أولهما مراقبة الأسعار وخاصة على السلع المستوردة. ودعم الأسر المحتاجة، فالحكومة لا يمكنها دعم كل السلع.

الحفاظ على التقاليد في رمضان

يحتفظ الفلسطينيون بعادة قديمة وتراثية في شهر رمضان المبارك، توارثوها على مدى عقود. وهي «فقدة رمضان»، ويقوم بواجب الفُقدة عادةً الأب والأخ والجد إن كان ما زال على قيد الحياة، والخال والعم. وأحياناً يجمعون أنفسهم لتكون زيارة الفُقدة على شكل وفد كبير. وتقدم هدية الفُقدة للأخوات والخالات والعمات والبنات المتزوجات.

وكانت الفقدة في ما مضى من الزمن عبارة عن طرد غذائي متنوع يشمل مخلوطة المكسرات الفاخرة، والكعك بأنواعه، والفواكه مختلفة الأنواع، وملبس باللوز، وملبس بالقضامة، وملبس حامض حلو، أو أي نوع آخر. بالإضافة إلى التوفي والشوكولاتة، وكذلك البقلاوة النابلسية. أما في الوقت الراهن، فمع تبدّل الأحوال، تغيّر شكل الفُقدة تدريجياً، ولم يعد هناك من يقدم ذلك الطرد متنوع المحتويات، إلا ما ندر. لتحل محله هدية للبيت، أو هدية شخصية للمرأة، أو مبلغ من المال تختلف قيمته باختلاف الوضع المادي للأهل. 

لا تخلو المائدة الفلسطينية الرمضانية من وجود طبق المخلل، فهو من المقبلات الأساسية في رمضان، ويرتبط وجوده مع مختلف الأطباق والأطعمة. وقد أصبح تناول المخللات عادة شعبية متوارثة وخاصة في شهر رمضان، لما تمتاز به من فائدة وقلة تكلفة وسهولة تحضير ومذاق طيب». كما لا تكتمل المائدة الرمضانية عند الفلسطينيين إلا بالعصائر والمرطبات وحلوى القطايف. إذ يعتبر تقديمها شرطاً في أي وليمة في جميع البيوت من مختلف شرائح المجتمع الفقيرة والميسورة.

المصدر: ksanews24

شاهد أيضاً

النمر العربي

النمر العربي صفاته العربية وتحديات الحفاظ عليه من الإنقاض

يعتبر النمر العربي أقل النمور شهرة واكثرها جمالا. حمل صفات العربي وشهامته وعزته وعنفوانه. حجمه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *