العنصرية ضد الفلسطينيين
العنصرية ضد الفلسطينيين

العنصرية ضد الفلسطينيين منتشرة بشكل كبير ويجب معالجتها

بقلم:إبراهيم العجيري

اختلال التوازن الواضح في الجدل الدائر حول إسرائيل وفلسطين، أنه بينما تحظى قضية التحيز ضد اليهود ومعاداة السامية بالاهتمام الكامل، يتم تجاهل العنصرية ضد الفلسطينيين. والأسوأ من ذلك، أنه لم يتم الاعتراف بها كقضية. بالكاد ستجد أي إشارات إلى القضية الفلسطينية في الخطابات السياسية الغربية أو الإنتاج الإعلامي، تمامًا كما لا توجد أي إشارات إلى القضية الأوسع والأكثر انتشارًا وهي العنصرية ضد العرب.

هذه المشكلة تحتاج إلى معالجة. قد تكون الخطوة في الاتجاه الصحيح هي الاتفاق على وصف مناسب للعنصرية ضد الفلسطينيين. وللمضي قدمًا في هذا الأمر، نشرت جمعية المحامين العرب الكنديين تقريرًا مفصلاً عن العنصرية ضد الفلسطينيين، بما في ذلك كيفية وصفها وتأطيرها. يعتبر الوصف الذي تم وضعه من خلال عملية استشارية واستقصاء محاولة جيدة لتلخيص المشكلة. ويمكن بمرور الوقت تطوير هذا الطرح عن طريق المزيد من المشاورات. ويمكن اعتباره بالتأكيد لبنة بناء لمناقشة عالمية أوسع.

يعتبر التقرير العنصرية ضد الفلسطينيين كشكل من أشكال العنصرية ضد العرب. التحدي هنا هو أن الشكل الأوسع للعنصرية يتم تجاهله تمامًا أيضًا. وبقدر ما يحتاج التمييز ضد الفلسطينيين إلى معالجة، تحتاج العنصرية ضد العرب إلى المعالجة أيضاً. ولا يمكن التعامل مع أحدهما دون الآخر.

انكار العنصرية ضد الفلسطينيين

ينكر الكثيرون اليوم وجود الفلسطينيين كشعب. وصف رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق نيوت غينغريتش الفلسطينيين بأنهم “شعب خلاق”. وهو تعليق لم يلحق به أي ضرر سياسي على الإطلاق. يتم تقديم جميع الفلسطينيين بشكل متكرر على أنهم عنيفون في جوهرهم ومعادون لليهود. بدلاً من تقديمهم كمقاومين ضد مضطهدهم، مع نزع الصفة الإنسانية، ولا سيما في إسرائيل، على مستويات خطيرة.

من الممارسات الأخرى أيضاً هو لوم المظلوم على أفعال الظالم، ولوم الفلسطينيين على جرائم المحتَل. يُفترض على الفلسطينيين بطريقة ما أن يكونوا مسؤولين عن أمن المحتل. ويشير العديد من السياسيين إلى حق الإسرائيليين في العيش بسلام وأمن، لكنهم لا يمنحون هذا الحق للفلسطينيين، الذين يعيشون تحت الاحتلال العسكري منذ 55 عامًا.

جاريد كوشنر على سبيل المثال، المكلف بوضع خطة ترامب للسلام بشأن قضية حقوق الفلسطينيين. كان واضحًا: “أعتقد أنه يجب أن يكون لهم حق تقرير المصير”. لكنه أضاف أن الفلسطينيين غير قادرين بعد على حكم أنفسهم. حيث يصور السكان الأصليين على أنهم متخلفون وعديموا الجدوى، وعادة ما يستخدم هذا الوصف لتبرير الاستعمار وتفوق الظالم على المظلوم.

جمعية المحامين العرب الكنديين

أكد تقرير جمعية المحامين العرب الكنديين أن العنصرية ضد الفلسطينيين “يعاني منها: الفلسطينيون، وأولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم فلسطينيون أو مؤيدون للفلسطينيين بطبيعتهم، وغير الفلسطينيين الذين يعبرون عن دعمهم لحقوق الفلسطينيين”. أحد أعضاء البرلمان البريطاني وصف المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين بأنهم “بدويين”. تخيل لو كان قد وصف المتظاهرين المناهضين للفلسطينيين على هذا النحو. لم يتم توبيخ النائب بأي شكل من الأشكال. بينما النشطاء المؤيدون للفلسطينيين يتم الإساءة إليهم باعتبارهم متعاطفين مع الإرهاب.

اقرأ ايضاً
نائب وزير الدفاع يلتقي مستشار الأمن القومي الأمريكي في واشنطن
جمعية القانون الكندية | العنصرية ضد الفلسطينيين

كما أفاد العديد من الفلسطينيين أن العنصرية ضد الفلسطينيين تؤثر عليهم في حياتهم الشخصية. لقد وجدوا تمييزًا فيما يتعلق بالحصول على وظائف أو استخدام في الجامعة أو رعاية لمشاريعهم.
ليس من الغريب اكتشاف أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة قد انغمست في العنصرية ضد الفلسطينيين. يُعاقب الفلسطينيون في غزة بشكل جماعي على جرائم حماس بسبب الطريقة التي يتم بها تجريدهم من إنسانيتهم ​​بشكل منهجي في وسائل الإعلام الإسرائيلية. هناك أيضا استيلاء على الثقافة والتراث الفلسطيني.

وفقًا لمنظمة العفو الدولية، أنشأت إسرائيل “نظامًا مصممًا لمنح امتياز لليهود الإسرائيليين على حساب الفلسطينيين”. باختصار، من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى نهر الأردن، لليهود الإسرائيليين حقوق أعلى من أي فلسطيني، سواء أكانوا مواطنين إسرائيليين أو يعيشون في الضفة الغربية المحتلة أو تحت الحصار في قطاع غزة.

كان يجب أن تستحق التقارير حول حقوق الإنسان والتقارير القانونية حول قضية العنصرية ضد الفلسطينيين مناقشة سياسية شاملة. ولكن رفضت الجماعات المناهضة للفلسطينيين هذه التقارير ووصفتها بأنها أكاذيب. والكثير ممن أثاروا جريمة الفصل العنصري متهمون بمعاداة السامية. ما يعنيه هذا هو أن السياسيين الأوروبيين والغربيين غير معنيين بهذا الوضع من القمع المنهجي ضد الفلسطينيين.

التعاطف مع أوكرانيا

في حالة أوكرانيا، السياسات والمواقف التي كان الفلسطينيون ينادون بها على مدى عقود، بما في ذلك إنهاء الاحتلال والمساءلة عن الجرائم. أصبحت طروحات مقبولة في العالم عندما يتعلق الموضوع بالأوكرانيين والروس. ولكن نفس هذه الطروحات تعتبر إجرامية اذا تعلق الموضوع بالإسرائيليين.

إذا تم تطبيق وصف رابطة المحامين العرب الكنديين للعنصرية ضد الفلسطينيين على العديد من البيانات الحكومية والبيانات الصحفية والمواقف الغربية، فسيكون ذلك مقلقًا. ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق هو ما لم يقال- غياب الإنتقاد والمحاسبة على الأفعال الإسرائيلية عند قمع الفلسطينيين.

ومع ذلك، لا ينبغي استخدام أي تعريف كسلاح، لأن تعريفات معاداة السامية استخدمت في كثير من الأحيان لقمع النقاش حول إسرائيل وفلسطين. النقاش الصحيح أمر حيوي. قد تكون بعض التعليقات على الفلسطينيين مدفوعة بالسياسة وليس بالعنصرية، أو قد تكون مسيئة أو غير مدروسة ولكنها ليست عنصرية. كما أنه ليس عذراً للناس للإدلاء بتعليقات معادية للسامية.

يجب تبني هذا التقرير. ويجب استكشاف القضية. ومنح الثقة للفلسطينيين، بل وكل العرب للإبلاغ والتوثيق والتحدث عن العنصرية والتمييز الذي يعانون منه.

بقلم إبراهيم العجيري: محلل سياسي متخصص بالقضية الفلسطينية

المصدر: ksanews24

الآراء التي عبر عنها الكاتب في هذه المقالة هي آراء خاصة ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر اخبار السعودية 24

شاهد أيضاً

انفصال تكساس

انفصال تكساس – هل تستقل الولاية مكسيكية الأصل عن أمريكا

ظهر ترامب من لاس فيغاس ليشعل الأجواء ويعيد قصة انفصال تكساس إلى الواجهة، يعدهم بالدعم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *