KSA News
بقلم: د.أسامة السقاف خبير العلاقات الدولية – متخصص في شؤون أوروبا وأمريكا
شعرت الولايات المتحدة بالقلق بسبب تدهور علاقاتها مع دول الخيج العربي وعلى رأسها السعودية، خصوصاً بعدما أدى هذا الفتور بالعلاقات إلى تشكيل تحالفات جديدة بين المملكة العربية السعودية والدول الشرقية وعلى رأسها الصين وروسيا، المنافسين التقليديين للولايات المتحدة.
أعلنت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة أنهما ستتعاونان في مجموعة من الصناعات المستقبلية بما في ذلك شبكات الجيل الخامس، والأمن السيبراني، واستكشاف الفضاء، بالإضافة إلى الصحة العامة.
جاء هذا الإعلان بعد أن التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن بقادة المملكة العربية السعودية الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في جدة.
على صعيد الإتصالات أعلن بيان للبيت الأبيض أن مذكرة تفاهم ستربط بين شركات التكنولوجيا السعودية والأمريكية لنشر تقنية 5G باستخدام شبكات لاسلكية مفتوحة وافتراضية، بالإضافة إلى تطوير تقنية خلايا 6G.
جاء ذلك كجزء من مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السعودية والإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات الأمريكية.
وبحسب ما ورد التزمت المملكة العربية السعودية باستثمار كبير في هذا المشروع تحت مظلة الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار التي تم الإعلان عنها في قمة مجموعة السبع في يونيو.
وفيما يتعلق بالأمن الإلكتروني، سيقوم البلدان بتوسيع العلاقات الثنائية. وسيشهدان مرحلة إضافية من التعاون فيما يتعلق بالتهديدات الخطيرة والأنشطة الخبيثة في الفضاء السيبراني.
وقال البيان إن هذه الخطوة “ستعزز الدفاع المشترك” لكلا البلدين وتساعد على التعاون في “أفضل الممارسات والتقنيات والأدوات ونهج التدريب والتعليم في مجال الأمن السيبراني”.
وبحسب ما ورد تم توقيع اتفاقية بين الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية ووكالتين أمريكيتين هما مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية التابعة لوزارة الأمن الداخلي (CISA).
أما موضوع استكشاف الفضاء فسيتم أيضًا تضخيم رحلات الفضاء البشرية والتنمية التجارية في قطاع الفضاء بعد توسيع التعاون بين البلدين. وجاء في البيان أن “الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية توسعان التعاون في جميع مجالات استكشاف الفضاء، بما في ذلك رحلات الفضاء البشرية، ومراقبة الأرض، والتنمية التجارية والتنظيمية، والسلوك المسؤول في الفضاء الخارجي”.
كما رحب الرئيس الأمريكي بتفاني المملكة في الحفاظ على السلام في الفضاء من خلال التوقيع على اتفاقيات أرتميس و “إعادة التأكيد على التزامها بالاستكشاف والاستخدام المسؤول والسلمي والمستدام للفضاء الخارجي”.
طما وقعت وزارة الصحة السعودية ووزارة الصحة الأمريكية مذكرة تفاهم من شأنها تعزيز التزام الدول بالصحة العامة.
ستجلب الاتفاقية تعاونًا أكبر في بناء القدرات ومراقبة الأمراض والسياسات العامة لتعزيز الصحة وأنظمة المعلومات الصحية.
وقال بايدن أيضًا إنه ناقش الاحتياجات الدفاعية للسعودية خلال اجتماعاته مع الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في جدة.
إبعاد السعودية عن الصين وروسيا
التقى بايدن، الذي وصل إلى المملكة بالملك سلمان في قصر السلام الملكي في جدة قبل أن يترأس ولي العهد اجتماعا مع الرئيس الأمريكي ومسؤولين من البلدين.
وفي حديثه للصحفيين عقب اجتماعاته، قال بايدن إنه أجرى مناقشات جيدة حول ضمان أمن الطاقة العالمي وإمدادات النفط الكافية خلال اجتماعاته مع الملك سلمان وولي العهد.
كما تم الكشف عن حزمة من الإجراءات تتراوح بين إخراج قوات حفظ السلام من جزر إستراتيجية قبالة السواحل السعودية والمصرية عقب الاجتماع رفيع المستوى.
لكن بطبيعة الحال يبقى من المؤسف أن تعتبر الولايات المتحدة حليفتها السعودية مجبرة على الإلتزام بعقود ومذكرات تفاهم قد لا تكون في صالحها. إن اختيار المملكة للقطاعات التي ترغب بالإستثمار فيها هو موضوع سعودي بحت لا يمكن القبول أن يكون عن طريق املاءات أمريكية. كما أن اختيار الشركات المناسبة التي تحقق أفضل عائد للشعب السعودي هو موضوع يجب أن يبقى بيد الإقتصاديين السعوديين. وليس بما يحقق أكبر منفعة للأمريكيين، الذين حان الوقت لأن يفهموا أن المملكة بقيادتها الجديدة وضعت مصلحة الشعب السعودي نصب عينيها. وستكون هذه المصلحة هي المعيار الوحيد لإبرام أي عقود ومذكرات تفاهم خارجية بغض النظر عن كون هذه الشركات صينية أو أمريكية أو غير ذلك.
المصدر: أخبار السعودية24
الآراء التي عبر عنها الكاتب في هذه المقالة هي آراء خاصة ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر اخبار السعودية 24
