هدوء حذر بعد اشتباكات أسفرت عن 32 قتـيلا و159 جريحا في العاصمة الليبية

هدوء حذر بعد اشتباكات أسفرت عن 32 قتـيلا و159 جريحا في العاصمة الليبية

عاد الهدوء إلى طرابلس الأحد غداة اشتباكات بين مجموعات مسـلحة اندلعت في العاصمة الليبية ليل الجمعة السبت أسفرت عن سقوط 32 قتـيـلا و159 جريحا، حسب حصيلة رسمية.

وسمع إطلاق نار كثيف ودوي قصف مدفعي طوال ليل الجمعة ويوم السبت حتى حلول الظلام في عدد من أحياء العاصمة وسط فوضى سياسية مع حكومتين متنافستين.

وتتنافس حكومتان على السلطة منذ آذار/مارس: واحدة مقرها طرابلس ويقودها عبد الحميد الدبيبة، والأخرى بقيادة فتحي باشاغا ويدعمها المشير خليفة حفتر رجل الشرق القوي.

وذكرت وسائل إعلام وخبراء أن الاشتباكات “انتهت بهزيمة محاولة باشاغا للإطاحة بحكومة منافسه”.

وتبادل رئيس حكومة طرابلس عبد الحميد الدبيبة ورئيس الحكومة المكلفة من البرلمان فتحي باشاغا الاتهامات بشأن الاشتباكات الأخيرة.

وقال الدبيبة في كلمة متلفزة مساء الأحد “من شنوا العدوان على طرابلس، رضوا بأن يكونوا مطية لأجندات دولية لا تريد الاستقرار لليبيا”. ومضى قائلا، “فشل مشروع الحكومة الموازية، لأن الشعب يرفض التمديد لأجسامهم الفاقدة للشرعية”، في إشارة لحكومة باشاغا والبرلمان.

من جانبه، حمّل فتحي باشاغا، الدبيبة بالمسؤولية عن الاشتباكات في طرابلس. وقال باشاغا في بيان “حالة الفوضى الأمنية في طرابلس، أحدثتها مجموعات إجرامية خارجة عن القانون، تأتمر بأمر زعيمها الدبيبة الذي انتهت ولايته وشرعيته”. وأشار إلى ان “الدماء التي سفكت والأموال التي نهبت” يتحمل مسؤوليتها الدبيبة والعصابات المسلحة الداعمة له.

وأصدر الادعاء العسكري في طرابلس وفق رسالة نشرتها وسائل إعلام محلية، مذكرات منع من السفر بحق عدد من المسؤولين بينهم باشاغا، على خلفية الاشتباكات التي شهدتها طرابلس. كما أصدر الدبيبة تعليمات تقضي بالقبض كل عسكري أو مدني تورط في الاشتباكات.

وتسببت الاشتباكات بحالة من الرعب في صفوف المدنيين في مناطق وسط العاصمة، التي تعد من أكثر الأحياء اكتظاظاً بالسكان والمرافق الخدمية.

وقال محمد عباية (38 عاما) الذي يعيش في حي شهد معارك لوكالة فرانس برس، “لقد كانت صواريخ من تلك المضادة للطائرات تحلق فوق رؤوسنا في مبان سكنية”.

من جانبه، أكد لطفي بن رجب وهو متقاعد يعيش في نفس الحي: “كنا مرعوبين حقا”.

وأضاف: “القـتال كان عنيفا للغاية… سقط صاروخ على غرفة جلوس جاري ولكن الحمد لله لم ينفجر”.

ولعبت مجموعات مسـلحة محايدة في هذه المواجهة السياسية، ولا سيما “قوة الردع” التي وقفت إلى جانب الدبيبة، دورًا حاسمًا في نتيجة القـتال.

وهذا ثاني انقلاب يقوم به باشاغا وزير الداخلية السابق، ويفشل لمحاولة إزاحة منافسه من السلطة التنفيذية.

اقرأ ايضاً
مستغلا رحلات الطيران.. الحوثي يرسل مسلحيه للتدريب في طهران

من جانبها، دعت الأمم المتحدة الأطراف الليبية إلى “الحوار” لحل الخلافات. وحثت في بيان، كافة الأطراف على”الانخراط في حوار حقيقي لحل المأزق السياسي الحالي وعدم اللجوء إلى القوة لحل خلافاتهم”.

جرت الاشتباكات على نطاق غير مسبوق منذ فشل محاولة المشير حفتر في حزيران/يونيو 2020 لاحتلال العاصمة عسكريا، في ذروة الحرب الأهلية التي أعقبت سقوط نظام معمر القذافي في 2011.

وكانت ليبيا غارقة في أزمة سياسية كبيرة منذ نهاية حكم القذافي مع التنافس بين المناطق الرئيسية وصراعات على السلطة والتدخل الأجنبي.

وشكلت حكومة مؤقتة في طرابلس مطلع 2021 في غطار عملية رعتها الأمم المتحدة ومهمتها الرئيسية تنظيم انتخابات في كانون الأول/ديسمبر الماضي.

لكن الانتخابات تأجلت إلى أجل غير مسمى بسبب خلافات شديدة على الأساس القانوني للانتخابات ووجود مرشحين يسببون انقساما بينهم بالتحديد الدبيبة وباشاغا وحفتر، إلى جانب نجل القذافي المثير للجدل سيف الإسلام.

ونظرا لانتهاء مدة ولايته، عيّن البرلمان الشرقي في شباط/فبراير الماضي باشاغا رئيسًا للوزراء، ما دفع الدولة الواقعة في شمال إفريقيا إلى أزمة سياسية خطيرة. من جانبه أكد الدبيبة مرات عدة أنه لن يخضع إلا لحكومة منبثقة عن صناديق الاقتراع.

ولم يرد باشاغا الذي نصب حكومته مؤقتًا في سرت (وسط) ليبيا، على هذه الهزيمة الجديدة. وظهر خصمه الدبيبة في مقطع فيديو ليل السبت في أحد مقار قواته وهو يحيي المقـاتلين الداعمين لحكومته.

وصافح الدبيبة الذي كان محاطا بحراسه أنصاره، والتقط صورًا تذكارية وتبادل بضع كلمات تشجيعية معهم.

وقال لحشد من المقـاتلين في تسجيل نشره على حسابه على تويتر إن “هذا البلد لن نتركه للأوغاد” مشيرا إلى أن الهجوم مدعوم “داخلياً وخارجياً”. وعلت هتافات تأييد في صفوف المقـاتلين وقادتهم المحيطين به.


لكن الأزمة لم تنته بعد، والوضع الأمني غير مستقر إطلاقا لا سيما في طرابلس، حيث ما زال عدد لا يحصى من المجموعات المسلحة ذات الولاءات المتغيرة “مؤثراً جدا”.

وقال ولفرام لاشر الخبير الدولي في شؤون ليبيا إن “المجموعات المسـلحة التي وجدت نفسها في جانب واحد في قتـال الأمس في طرابلس، ستشتبك غدا على الأراضي والمواقف والميزانيات”.

وأضاف الخبير في المعهد الألماني الدولي للشؤون الدولية والأمنية أن “الفصائل التي كانت موالية للدبيبة أمس ستتحداه غدا (…)، هذه قصة لا نهاية لها”.


المصدر: أخبار24

شاهد أيضاً

هجوم القنصلية الايرانية

الرد الإنتقامي على هجوم القنصلية الايرانية قادم – أين ومتى ؟!

خلال الأيام الأخيرة، أكدت إيران عبر عدة مسؤولين بما يقطع الشك باليقين بأنها سترد بقوة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *