محميات الحياة البرية في المملكة العربية السعودية

محميات الحياة البرية في المملكة العربية السعودية

التنمية الاقتصادية بما صحبها من توسع زراعي وصناعي، واستخراج المعادن والنفط، وتحسين الصحة والتغذية، أدت إلى انفجار سكاني عالمي. وقد أدى هذا بدوره إلى زحف المناطق المأهولة مثل المدن والبلدات إلى أراضي غير مأهولة سابقًا كانت مناطق للحيوانات البرية.

بينما ارتفعت مستويات المعيشة على مر القرون، فإن المسار التصاعدي للتنمية غير المستدامة قد وضع عبئًا ثقيلًا على النظم البيئية في العالم، مع انبعاثات الكربون وإزالة الغابات والاستغلال المفرط للأراضي ومصايد الأسماك. وبينما تمكنت محميات الحياة البرية في المملكة العربية السعودية من الحفاظ على العديد من الإنواع من الإنقراض. فقد تسببت هذه التنمية الإقتصادية في أضرار لا توصف للحياة النباتية والحيوانية في العالم ككل.

وفقًا لتقرير الكوكب الحي نصف السنوي لعام 2020 الصادر عن الصندوق العالمي للطبيعة، يواجه حوالي مليون نوع حيواني خطر الانقراض في العقود القادمة، مع عواقب وخيمة محتملة على الملقحات وأنظمتنا الغذائية.

موارد كبيرة لجهود حفظ البيئة وحماية محميات الحياة البرية في المملكة العربية السعودية

لكن كما تظهر جهود المملكة العربية السعودية، فإن الصورة ليست قاتمة بشكل كامل. من جبال الحجاز الوعرة والواحات الخضراء المورقة في الشرق إلى الوديان الواسعة والسهول الصحراوية الشاسعة التي تشكل 30 في المائة من أراضي البلاد، تعد المناظر الطبيعية المتنوعة موطنًا لمجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات.

الحياة البرية

للحفاظ على هذه الثروة من التنوع البيولوجي ، خصصت السلطات في المملكة موارد كبيرة لجهود حفظ البيئة، بما في ذلك تمويل المشاريع المصممة لحماية الأنواع المهددة وتوسيع محميات الحياة البرية في المملكة العربية السعودية، ومنع المزيد من التعديات البشرية على الموائل المعرضة للخطر.

تمتد المملكة العربية السعودية على غالبية شبه الجزيرة العربية ما يجعلها من بين الدول الأقل كثافة سكانية في العالم، مما يسمح لها بتخصيص مساحات شاسعة من الأرض كمحميات الحياة البرية في المملكة العربية السعودية، في مأمن من التوسع الحضري أو الزراعي أو الصناعي.

تعود هذه الجهود إلى عام 1978، عندما خصصت السلطات السعودية مساحة أولية تبلغ 82.700 كيلومتر مربع لحماية المنابع الطبيعية. في عام 1986، أنشأت المملكة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وتنميتها للإشراف على مبادرات الحفظ.

مركز تكاثر الحباري – الحفاط على الأنواع المهددة بالإنقراض

كل من الصيد الجائر والصيد بالصقور والصيد غير المنظم والرعي الجائر وفقدان المراعي كلها عوامل ساهمت في تصنيف الطيور على أنها “معرضة للخطر” في قائمة الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة للأنواع المهددة بالانقراض.

تكاثر الحباري

تم البدء في العديد من مشاريع التكاثر طويلة الأجل لبناء مجموعة مكتفية ذاتيًا من طير الحبارى ضمن شبكة من المواقع المدارة لمنع الانقراض المحلي. نجح مركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية في فقس بيضة الحبارى الأولى عام 1989.

بعد ذلك بعامين، قام المركز بتربية أعداد كافية لإطلاق سراحهم في محمية طبيعية. في العامين الأولين من المشروع، قام المركز بتربية أكثر من 2000 طائر حبارى لإطلاقها في البرية. وبناءً على العمل الضخم للمركز، أعلنت هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن ​​عبد الله الملكية الطبيعية في أغسطس من هذا العام أنها أطلقت مركزًا خاصًا لتكاثر الحبارى.

اللجنة الوطنية لحماية الحياة البرية – جهود الحماية البيئية

كجزء من جهود الحماية البيئية، حشدت المملكة العربية السعودية علماء البيئة وفرق العمل الخاصة للتعاون مع الهيئات الدولية، ووضع خطط لمحمياتها الطبيعية. تم إنشاء محميات الحياة البرية في المملكة العربية السعودية لحماية الأنواع المهددة بالانقراض في المنطقة. يجمع العديد منهم بين أعمال الحفظ وتطوير السياحة البيئية والأماكن الترفيهية العامة.

تدير اللجنة الوطنية لحماية الحياة البرية وتنميتها حاليًا 15 محمية طبيعية، وهناك مقترحات لمنح وضع الحماية لـ 20 محمية أخرى قيد المراجعة. علاوة على 40 منطقة إضافية تديرها كيانات أخرى، بما في ذلك وزارة البيئة والمياه والزراعة، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، واللجان الملكية للجبيل وينبع والعلا، وغيرها.

مركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف

يعد مركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف، ومركز الأمير محمد السديري لتربية غزال الريم بالقصيم، ومحمية النمر العربي شرعان الطبيعية في العلا، من بين محميات الحياة البرية في المملكة العربية السعودية والتي لديها يد في مساعدة الأنواع المهددة بالانقراض على الازدهار. وتغطي محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الطبيعية الملكية مساحة 130700 كيلومتر مربع، وهي أكبر محمية في المملكة، وتضم حوالي 277 نوعًا من الفقاريات المحلية من الطيور والثدييات والزواحف والبرمائيات.

اقرأ ايضاً
ارتفاع نسبة الصادرات غير النفطية السعودية في الربع الاخير من العام 2021
غزال الريم

توفر العديد من محميات الحياة البرية في المملكة العربية السعودية ملاذًا للغزال، والذئب العربي، والمها العربي، والثعلب الرملي، والوعل النوبي والسحلية العربية ذات الذيل الشوكي، وأنواع مختلفة من الطيور المهاجرة، بما في ذلك الحبارى والنسر الذهبي والكروان الحجري الأوراسي. هناك حاجة إلى بذل جهود جبارة لحماية الأنواع المهددة بالانقراض والحفاظ عليها، وذلك بشكل أساسي لضمان حماية هذه الأنواع من التهديدات الطبيعية والتهديدات التي يسببها الإنسان.

وتشمل هذه الجهود، على سبيل المثال لا الحصر، العديد من برامج الحماية لاستعادة المراعي وإعادة توطين ومراقبة وحماية هذه الأنواع. تشمل برامج إعادة التوطين الحالية بشكل رئيسي الأنواع الرئيسية والمهددة مثل المها العربي والوعل النوبي وغزال الرمال والغزال العربي والحبارى الآسيوية.

النتائج الأولية لهذه البرامج والجهود واعدة، مثل تسجيل علامات تأقلم الأنواع ونجاح وجود فراخ حديثي الولادة في البرية من الأنواع المعاد إدخالها، بما في ذلك المها الأول الذي ولد في البرية منذ تسعة عقود. قصة نجاح أخرى تم تسجيلها وهي تكاثر نسر غريفون، الذي يعتبر واحدًا من أكبر مجموعات التكاثر المقيمة لهذا النوع في الشرق الأوسط.

الجهود العالمية للحفاظ على النظم البيئية

على الرغم من الجهود الأخيرة التي بذلتها الحكومات في جميع أنحاء العالم للحفاظ على النظم البيئية، فإن وتيرة فقدان الحياة البرية والمراعي الطبيعية مذهلة. وتتمثل العقبات الرئيسية التي تواجه الحيوانات في تدهور المراعي بسبب الرعي الجائر لقطعان الماشية المحلية، وخاصة الإبل، وكذلك الصيد. يتم العمل على إجراء برامج ترميم، بالإضافة إلى استخدام الأساليب والتقنيات المتقدمة لمراقبة الحيوانات وحمايتها.

تعاني المراعي البحرية على وجه الخصوص من التلوث والتحمض وارتفاع درجات الحرارة. على سبيل المثال، فقد الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا أكثر من نصف شعبه المرجانية نتيجة ارتفاع درجات حرارة المحيطات في السنوات الأخيرة. وفي الوقت نفسه، تختفي الحياة البحرية بسرعة في جميع أنحاء العالم، مع اختفاء الحيتان والدلافين وأبقار البحر والسلاحف البحرية والعديد من أنواع الأسماك بمعدل ضعف الأنواع الموجودة على اليابسة.

المراعي البحرية

تشتهر جزر فرسان، وهي أرخبيل يقع قبالة الساحل الجنوبي الغربي للمملكة العربية السعودية، بتنوعها البيولوجي الفريد. فهي موطن لأكثر من 230 نوعًا من الأسماك ومجموعة متنوعة من الشعاب المرجانية والعديد من الحيوانات البحرية المهددة بالانقراض، بما في ذلك أبقار البحر.

منذ عام 1996، أصبحت المنطقة واحدة من محميات الحياة البرية في المملكة العربية السعودية حيث تغطي 5400 كيلومتر مربع وأضيفت مؤخرًا إلى شبكة اليونسكو العالمية لمحميات المحيط الحيوي والساحلية التابعة لليونسكو. وهي تعتبر ملاذ لأكبر مستعمرة في المملكة لغزال إدمي، المستوطن في المنطقة، وكذلك النمس أبيض الذيل والعديد من أنواع القوارض.

تعد المنطقة أيضًا ممرًا مهمًا للطيور المهاجرة، حيث يمر عبره حوالي 165 نوعًا. كما أن لديها أكبر تجمع من طيور البجع ذات الظهر الوردي على البحر الأحمر، وأكبر تجمع من طيور الأوسبري في الشرق الأوسط.

الحفاظ على النظم البحرية

تطور الحياة الساحلية ومرور السفن وارتفاع درجة حرارة المياه ادت الى تهديد بعض أنواع الحيوانات البرية والبحرية. وهذا يؤكد على أهمية الجهود المبذولة للحفاظ على النظم الإيكولوجية البحرية واستعادتها. سيتم مثلا زراعة عشرة مليارات شجرة في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية كجزء من المبادرة السعودية الخضراء، التي تم إطلاقها العام الماضي لمعالجة تغير المناخ وتقليل انبعاثات الكربون وتحسين البيئة. وتساهم محميات الحياة البرية في المملكة العربية السعودية الطبيعية في مبادرة التشجير في المملكة. مع طموحات لزراعة 70 مليون شتلة من الأنواع البرية المحلية.

الحفاظ على النظم البحرية

على الرغم من هذه الجهود المبذولة الممتازة، وعمل دعاة الحفاظ على البيئة في أماكن أخرى، يحذر الخبراء من أنه يجب القيام بالمزيد، سواء في المنطقة أو على مستوى العالم، إذ أن هناك المزيد من الأنواع الحيوانية التي نتشارك معها كوكبنا مازالت معرضة للإنقراض.

شاهد أيضاً

مواجهة بايدن نتنياهو

مواجهة بايدن نتنياهو – فقدان ثقة بسبب تمسك الأخير بالسلطة

صرح مسؤول إسرائيلي بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر التصدي للرئيس الأميركي جو بايدن، مشيراً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *