كشف النقاب عن خطط طموحة لبناء شارع الشانزليزيه السعودي في الدرعية

تعتزم المملكة العربية السعودية بناء شارع الشانزليزيه السعودي الذي يعتبر نسختها الخاصة من الشارع الفرنسي الشهير عالميًا، في الدرعية التاريخية. حيث أعلن الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية، جيري إنزيريلو، عن خطط المشروع الطموح خلال جولة الشراكة الاستراتيجية السعودية الفرنسية لتصميم مدن مستدامة للغد في الرياض.

ربط أبواب الدرعية

قال جيري إنزيريلو: أراد ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان ربط الهوية الثقافية والتراثية (بوابة الدرعية 1) بجامعة الملك سعود في (بوابة الدرعية 2)، لربط ماضي المملكة وحاضرها بمستقبلها. “نقطة الاتصال هذه تسمح لنا ببناء شارع جديد وولي العهد هو شخص يحب فرنسا. وقال إنه يود أن يكون لدينا نسختنا الخاصة في الدرعية من الشانزليزيه التي تكرم الفرنسيين ولكن لا تقلدها. وأضاف إنزيريلو: “لدينا ثقافتنا الخاصة، ولدينا تراثنا الخاص، ولدينا تاريخنا الخاص”.

من المتصور أن يشتمل شارع الشانزليزيه السعودي على متحف للفن المعاصر ومركز مؤتمرات ودار أوبرا ومساجد على طول طريقه. وقد تمت مناقشة المشروع الجديد خلال النسخة الثانية من جولة العمارة السعودية الفرنسية التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين المهندسين المعماريين الفرنسيين وبعض المشاريع الكبرى التي تجري في المملكة، بما في ذلك مخطط هيئة تطوير بوابة الدرعية. تربط الجولة مباشرة المهندسين المعماريين الفرنسيين بمدراء المشاريع الكبرى.

مشروع بوابة الدرعية 2

يقع شارع الشانزليزيه في الدرعية ضمن مشروع بوابة الدرعية 2، لكن التفاصيل الكاملة حول حجم المشروع لم يتم الكشف عنها بعد. ووفقًا للحكومة السعودية، لا يزال المشروع في مراحله الأولى ولم يُعطَ بعد اسمًا رسميًا. وقال إنزيريلو: الدرعية مميزة للغاية، وسرعان ما سيلتقط الناس صور قصر آل سعود (التي كانت صورة مجموعة العشرين في جميع أنحاء العالم) بنفس الطريقة التي يلتقطون بها الصور أمام برج إيفل في باريس.

بعد سنوات قليلة من الآن لن يأتي أحد إلى المملكة ولن يأتي أحد إلى الرياض دون التقاط صورة أمام قصور الطريف والدرعية. يعتبر شارع الشانزليزيه في الدرعية مشروعًا مستقبليًا يستمد إلهامه الهيكلي من فرنسا مع تكريم تراث المملكة. الارتفاع والعرض سيكونان مماثلين لشارع الشانزليزيه في باريس.

متحف الفن السعودي

سيكون متحف الفن السعودي المعاصر مطلاً على شارع الشانزليزيه السعودي. سيكون هذا تكريمنا لمتحف اللوفر (متحف في باريس). كما سيشمل هذا الشارع مركز مؤتمرات المملكة العربية السعودية ودار الأوبرا والمسجد الكبير بالإضافة إلى مسجد الملك سلمان. لقد تم الإنتهاء الآن بنسبة 97 بالمائة من تصميم ما يسمّى بوابة الدرعية 1، كما أن العمل في بوابة الدرعية 2 متقدم جداً وسيتم البدء في تصميم بوابة الدرعية 3 قريبًا. بالإضافة إلى تطوير وادي صفر الذي يبلغ طوله 60 كيلومترًا.

تعمل السعودية على أكثر من عشرين عقدًا في المواقع الثقافية والتراثية بما في ذلك علم الآثار. لذلك، هناك علاقة قوية للغاية بين المملكة وفرنسا، وقد انتقلت إلى مرحلة أقوى، خاصة في السنوات الأربع الأخيرة. العلاقة القوية للغاية بين السعودية وفرنسا أتت بثمارها على المشاريع المشتركة حيث أنه يوجد ما يقارب المليار دولار من الاتفاقيات الموقعة بين الهيئة والشركات الفرنسية.

تطوير 14 مليون كيلو مترا مربعاً

قال انزيللو مخاطبًا الوفد المعماري الفرنسي: “عندما جلسنا أنا وولي العهد للحديث عن بوابة الدرعية، كان المخطط الرئيسي طموحًا في تطوير 1.5 مليون متر مربع. “لكن ولي العهد، عندما تعطيه رسومات وتريه التخطيط الرئيسي، فهو لا يوافق عليها فحسب، بل سيدرسها، وسيقوم بتعديلها، وسيغيرها. تحول 1.5 مليون متر مربع إلى 14 مليون متر مربع من التطوير. هذه المشاريع الضخمة الجريئة لم تعد ملهمة، بل تؤتي ثمارها.

تم تنسيق الجولة من قبل وكالة السفارة الفرنسية “Business France” التي تشرف على عولمة الاقتصاد الفرنسي من أجل بناء الوعي بطموحات المملكة فيما يتعلق بالاستدامة البيئية والتكنولوجيا المبتكرة والحفاظ الثقافي والتاريخي.

تنسيق فرنسي سعودي

قال إنزيريللو: “الدرعية هي مسقط رأس شبه الجزيرة العربية، الدرعية هي مسقط رأس المملكة العربية السعودية، الدرعية هي موطن أجداد آل سعود. نريد الاحتفال بالهوية الفريدة للمملكة العربية السعودية من خلال توضيح التناسق بين حاضرها وماضيها من خلال شارع الشانزليزيه السعودي. عندما تنظر إلى العمارة الفرنسية وتنظر إلى التصميم الفرنسي وتنظر إلى فرنسا كواحدة من أعظم بلدان السياحة التراثية الثقافية في العالم، فسوف تدرك بالفعل أن الشانزيليزيه هو مصدر إلهام لنا. نحن بصدد توسع كبير آخر في منافسات الهندسة المعمارية والتصميم في الأشهر الـ 12 المقبلة”.

وأضاف: “سنقوم ببناء 20 ألف مسكن وسنبدأ في الربع الأول من عام 2023. تتمحور بوابة الدرعية 1 حول الثقافة والتراث وسنستخدم الطوب الطيني التقليدي في بنائها. نحن نصنع حاليًا 180 مليون طوبة طينية. لقد أنهينا أول مرحلة لصناعة الطوب الأسبوع الماضي وقد تم الإنتهاء من تصنيع أول مليون. وما زال لدينا 179 مليونا أخرى لنصنعها”.

من المقرر أن تستضيف الرياض القمة العالمية الثانية والعشرين لمجلس السياحة والسفر في الرياض في الفترة من 29 نوفمبر إلى 2 ديسمبر، حيث ستصدر الهيئة إعلانات مختلفة بشأن مشاريعها. وخلال هذه الفترة، لن يتم الإعلان عن الأصول الجديدة لعام 2023 وحسب، ولكن سوف تكتمل الجوانب الرئيسية لرؤية 2030.