مأساة جديدة على طريق مهد الذهب – المدينة المنورة

توفيت امرأة حامل وجنينها واثنين من أطفالها بسب حادث مروري وقع على طريق قريضة الزراعي الذي يربط بين المدينة المنورة ومحافظة مهد الذهب .

مأساة على طريق مهد الذهب

حاول الأب الذي يقود السيارة على طريق مهد الذهب أن يتفادى الاصطدام بمجموعة من الجمال السائبة التي كانت متواجدة على الطريق ما أدى إلى انحراف السيارة وانقلابها. وتتكون العائلة اليمنية من 8 أشخاص كانوا متجهين إلى المدينة المنورة بعد حضور حفل زفاف أخ المرأة المتوفاة في مدينة بيشة.

وقال المتحدث باسم تجمع المدينة المنورة الصحي عبدالرحمن حمودة، أن قسم الطوارئ في مستشفى المهد العام استقبل في الساعة السابعة مساء يوم الجمعة الماضي ثمانية حالات حرجة نتيجة حادثة مرورية على طريق المهد، وقد وصلت إلى المشفى عن طريق هيئة الهلال الأحمر السعودي.

محاولة إسعاف المصابين

وباشرت فرق الطوارئ معالجة الحالات عند وصولها. وتم إحالة ثلاث حالات حرجة إلى مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة. وأضاف حمودة أن إحدى الحالات وهي سيدة انتقلت إلى رحمة الله هي وجنينها مباشرة في موقع الحادثة على طريق مهد الذهب. في حين توفي أحد الأطفال أثناء وصوله قسم الطوارئ في مستشفى المهد العام، بينما توفيت الحالة الثالثة وهي لطفل آخر فور وصوله إلى مستشفى الملك فهد في المدينة المنورة.

كما أكد المتحدث أن الحالات الخمسة أخرى تمت معالجتها في مستشفى المهد العام، حيث تلقى جميعهم الرعاية الطبية اللازمة إلى أن استقرت حالاتهم الصحية وغادروا المستشفى في نفس اليوم. ولكن بقيت حالة حرجة في المستشفى إلى الآن حيث لاتزال تتلقى الرعاية الطبية الفائقة في مستشفى الملك فهد العام.

طريق يفتقد لمقومات السلامة

الجدير بالذكر أن طريق مهد الذهب – المدينة المنورة يعتبر عالي الخطورة لمرتاديه بسبب ضيقه وعدم وجود جوانب للطريق، وقد شهد حوادث دموية من ضمنها وفاة عروس قبل زواجها بعدة أيام وحوادث معلمين ومعلمات وطلاب.

ولايزال هذا الطريق يشكل هاجساً للعابرين والقرى المحيطة به بعدما تم افتتاحه في عام ٢٠٠٨ بتكلفة إجمالية بلغت ٦٠ مليون ريال، لكن بعد مرور ١٤ عاما من الافتتاح ما زال يعاني من ضعف الصيانة وعدم مراعاته للسلامة المرورية والتوسعة اللازمة.

أسباب خطورة الطريق

ويعتبر طريق مهد الذهب خطراً بسبب ضيقه وعدم احتوائه على أكتاف للحماية. وتتخلله الحفر والتشققات والعبارات غير المسيّجة. ووفقاً للأهالي، فإن آخر عملية صيانة وتوسعة للطريق كانت قبل نحو عامين، حيث رصدت أمانة المدينة للتوسعة والصيانة حوالي ٢٠ مليون ريال لكن تأهيل الطريق لم يحدث كما يجب، وبقيت مآسي الطريق تتوالى كل عام. وأشهر الفواجع كانت وفاة عروس وشقيقيها قبل الزفاف بعدة أيام، وكذلك حادثة تطاير أطفال من سيارة والدهم بعد اصطدامها بمركبة أخرى في مشهد أبكى من شاهدوا الحادث أو سمعوا عنه. ليأتي حادث اليوم ويضاف إلى هذه القائمة.

غياب التحذيرات والتوسعة اللازمة

ومن الغريب دخول خط حيوي كهذا لقرية الهرارة بدون أي تحذيرات، فلا يوجد مدخل محدد للقرية ولا مسار يحد من الخطر المحتمل، فضلا عن غياب الإنارة. ويعتبر هذا الطريق أقصر طريق بين المهد والمدينة، ويعبره المسافرون بشكل متكرر من تبوك وعسير ونجران مروراً بالمهد.

وأوضحت أمانة منطقة المدينة المنورة أن الطريق خضع لمجموعة من المشاريع التطويرية والتحسينية ضمن المبادرات العاجلة لتطوير منظومة الخدمات المقدمة لأهالي المحافظة، كما جرى بحث إمكانية جدولة مشاريع توسعة الطريق وهيكلتها وفق الأولويات مع الجهات ذات الاختصاص بحكم نطاق الإشراف على الموقع.