الرعاية الصحية في السعودية – هل تتماشى مع المعايير العالمية

هل ترتقي الرعاية الصحية في السعودية إلى المستوى المطلوب. من هو المقصر الطبيب أو النظام الصحي أو المريض الذي للأسف يَعتبر حالته أمرًا مفروغًا منه وينتظر لأيام أو أسابيع قبل استشارة الطبيب. وهل الوقت الذي يقضيه الأطباء مع المرضى في المستشفى يسمح بفهم حالة المريض كما يجب.

متوسط مدة الاستشارة الطبية

يعتبر الكثير من المرضى أن بعض الأطباء يقومون بإجراء المعاينة بعجلة و ينهون النقاش بسرعة، في حين يرى البعض أن هذا النقاش في الغالب يكون من جانب واحد. وذلك لأسباب عدة ربما لا تقنع المرضى وذويهم. فمن وجهة نظر الأطباء يُعد اكتظاظ العيادات بالمرضى، وضيق الوقت، وربما بعض الحالات المرضية أهم العوامل التي تجعل من وقت المعاينة الطبية لا تتجاوز بضع دقائق.

من ناحية أخرى فقد كشفت دراسة حديثة نشرتها المجلة الطبية البريطانية، أن متوسط مدة الاستشارة الطبية في الهند دقيقتان لكل مريض! هذا الرقم منخفض جدًّا مقارنة بـ20 دقيقة لكل مريض في الولايات المتحدة، وأعلى قليلًا مقارنة بمتوسط 48 ثانية لكل مريض في بنغلاديش. بينما تُقدر استشارة الرعاية الأولية بأقل من خمس دقائق لنصف سكان العالم حسب الدراسة. فما هو وضع الرعاية الصحية في السعودية مقايسة بدول العالم.

عدم حصول المريض على الوقت الكافي

كثيرًا ما نلحظ تجمّع الكثير من المرضى في غرفة انتظار العيادة الخارجية بأعداد كبيرة صباحًا ومساءً، وقد تحتاج بعض الحالات لما يقارب 30 دقيقة. فهل ينجح الطبيب في تقييم الحالة الفعلية للمريض أمامه في غضون دقائق قليلة؟ ولماذا يلجأ الأطباء إلى السرعة في أغلب الحالات.

قد يكون من ضمن حقوق المريض أن يحصل على وقت كافٍ لنقاش حالته المرضية في العيادة، قد تُقَدّره بعض المؤسسات الصحية بثلاثين دقيقة مثلًا. لكن مع وجود التقنية وسرعة توثيق لقاءات المرضى، وسهولة استخدام السجلات الصحية الإلكترونية، فقد يُمضي الطبيب أقل من ذلك مع المريض.

منح فترة أطول للمراجع الجديد

من جهة أخرى يرى بعض الأطباء أن الأوقات الممنوحة في العيادات لا تزال غير كافية للتعرف على المريض وتاريخه الطبي. وبالتالي تؤدي إلى أخطاء في التشخيص وضعف التواصل، خاصة إذا كانت الزيارة هي الأولى للمريض. وقد تفادت بعض المؤسسات الصحية مثل تلك المشاكل بمنح المراجع للمرة الأولى وقتًا أطول لتمكين الطبيب من التعرف عليه ونقاش مشكلته المرضية بشكل أفضل.

لتحقيق الجودة المطلوبة، وإرضاء الجميع (المريض والمسؤول والفريق الصحي)، ومن أجل تحقيق أفضل مستوى لـ الرعاية الصحية في السعودية وتحقيق شعار “المريض أولًا”، يجب إيجاد حل للمعادلة الصعبة المتمثلة في تزايد عدد المرضى والنقص الحاد في عدد الأطباء وثبات الوقت، وقبل هذا نظام الرواتب الذي لا يتأثر بالزيادة في عدد أو نوعية المرضى أو حتى ساعات العمل.

إقامة علاقة مع المريض

إقامة العلاقة مع المريض يجب أن تقوم قبل التركيز على ما جلب المريض للعيادة، كما يجب التعامل مع مخاوف المريض الأساسية، وقضاء وقت معقول للتفاعل مع المريض، وقبل المغادرة سؤال المريض عما إذا كان هناك أي شيء آخر يحتاج إلى مناقشته.

وتكمن أهمية إقامة العلاقة مع المريض في أنها قد تؤدي إلى تحسين الحالة الطبية والوظيفية والعاطفية للمرضى، وامتثال المريض بشكل أفضل للعلاج الطبي. علاوة على تعزيز رضى المريض تجاه خدمات الرعاية الصحية، وتقليل المخاطر لسوء السلوك الطبي، وكل هذا وغيره يتطلب مزيدًا من الوقت.

نقص المهنيين الصحيين السعوديين

منذ سنين عديدة، اهتمت السلطات بتطوير خدمات الرعاية الصحية في السعودية لفائدة مواطنيها حيث جعلت من هذا القطاع أولوية وطنية. لكن مع ذلك، لا تزال هناك العديد من القضايا والعوائق التي تشكل تحديات في هذا القطاع. ومن بين هذه العوائق والتحديات نجد هناك ظاهرة نقص المهنيين الصحيين السعوديين، وكذلك التغير المستمر لأنماط المرض، وضعف الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية، والارتفاع في طلب المواطنين للخدمات الصحية المجانية.

و من أجل معالجة كل هذه القضايا، يشهد نظام الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية حالياً إعادة شاملة للهيكلة من خلال تنفيذ نموذج جديد للرعاية الصحية، وبرنامج تحول كلي لدعم هذا القطاع الحيوي بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.

تضاعف عدد الأطباء والممرضين

ومن بين الأهداف الرئيسية للمملكة العربية السعودية في هذا القطاع يتمثل في توفير الرعاية الصحية في السعودية لكل المواطنين والمقيمين بطريقة عادلة وفي متناول كل الأفراد. وبفضل هذا الإهتمام المتزايد بقطاع الصحة في المملكة، تضاعف عدد الأطباء والممرضين والممرضات وحتى  عدد المستشفيات،  حيث أصبحت مراكز الرعاية الصحية الأولية تغطي الآن كل أرجاء المملكة الشاسعة.

يعد برنامج تحويل القطاع الصحي الجديد الذي تم إطلاقه مؤخراً عام 2022 جزءًا لا يتجزأ من رؤية المملكة 2030، الذي يضمن التطوير المستمر والرفع من خدمات الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية.

أرقام وإحصائيات خاصة بالرعاية الصحية في السعودية

عدد المستشفيات في السعودية 2022

المستشفى مكان لعلاج وتأهيل المرضى. تم تجهيزه بعيادات للأطباء وغرف العمليات وغرف الإنعاش وغرف المرضى العامة والخاصة. يقدم العلاج للمرضى بواسطة طاقم طبي وتمريضي متخصص ومعدات طبية كما هو الحال في بعض العيادات. خارجي لاستقبال المرضى غير المقيمين.

ويبلغ عدد المستشفيات في المملكة 484 مستشفى منها 67% مستشفيات حكومية ويعتبر هذا الرقم جيّداً ومتماشياً مع المعايير العالمية حيث يبلغ العدد 1.5 مستشفى لكل 100 ألف مواطن سعودي.

عدد الأسرة بالمستشفيات

نظام الرعاية الصحية في السعودية هو نظام وطني لتقديم خدمات الرعاية الصحية المجانية للمواطنين، وكانت بداية الاهتمام بالوقاية والصحة بعد أن أصدر الملك عبد العزيز آل سعود مرسومًا ملكيًا بإنشاء هيئة الصحة العامة ومقرها في مكة المكرمة ويبلغ إجمالي عدد الأسرة في المستشفيات السعودية حوالي 64 ألف و 188 سرير. .

ترتيب المستشفيات في المملكة العربية السعودية

تقدم المملكة العربية السعودية خدمات طبية فائقة الجودة، وسلامة المرضى لها معايير الترخيص اللازمة التي وضعها المركز السعودي لاعتماد المؤسسات الصحية واللجنة الدولية المشتركة. متخصص في المملكة العربية السعودية، مستشفى الرياض العسكري في المملكة العربية السعودية، مؤسسة حمد الطبية في قطر، الشؤون الصحية بالحرس الوطني في المملكة العربية السعودية، مركز أبحاث علاج السرطان بمستشفى الملك فيصل التخصصي في المملكة العربية السعودية.