العلاقات التجارية التركية السعودية

تسارع وتيرة العلاقات التجارية التركية السعودية بعد تحسن العلاقات السياسية

أكد وزير الخزانة والمالية التركي، نور الدين نباتي، أن العلاقات التجارية التركية السعودية تشهد تحسناً ملحوظاً حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 4.3 مليارات دولار خلال الأشهر الـ 10 الأولى من 2022، وأضاف أن حجم التبادل التجاري بين تركيا والسعودية ارتفع من 3.7 مليارات دولار في 2021، إلى 4.3 مليار دولار خلال الأشهر الـ 10 الأولى من 2022.

منتدى الأعمال والاستثمار التركي السعودي

انطلق منتدى الأعمال والاستثمار التركي السعودي في اسطنبول، يوم الأربعاء الماضي، ودعا الوزير التركي المستثمرين السعوديين للاستفادة من الفرص في الأسواق المالية ببلاده على غرار نظرائهم الدوليين. حيث يشارك في المنتدى كبار المسؤولين الأتراك والسعوديين وعلى رأسهم وزير الخزانة والمالية التركي ووزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، فضلاً عن ورجال الأعمال والمستثمرين من البلدين.

منتدى الأعمال والاستثمار التركي السعودي

وأكد نباتي أن قطاع التمويل يعدّ من أبرز الجوانب المتطورة في  العلاقات التجارية التركية السعودية، وتابع: “أدعو المستثمرين السعوديين للاستفادة من الفرص القائمة لدى الأسواق المالية في تركيا، على غرار المستثمرين الآخرين القادمين من مختلف مناطق العالم.”

نمو حجم التبادل التجاري بين البلدين

الوزير التركي أعرب عن سروره بنمو حجم التبادل التجاري بين البلدين، مشدداً على ضرورة تعزيزه لتحقيق حجم التبادل التجاري المستهدف من قبل أنقرة والرياض، وأفاد أن هناك مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق الكوادر المعنية في كلّ من تركيا والسعودية، مبيناً أن الوفود الاقتصادية للبلدين تتبادل حالياً الزيارات فيما بينها، وشدد على ضرورة تعميق العلاقات التجارية التركية السعودية وتكثيف اللقاءات والزيارات بين البلدين، والتوصل إلى نتائج ملموسة دون الحاجة إلى اجتماعات رسمية.

ويوجد في تركيا حوالي 1100 شركة سعودية تستثمر حوالي 11 مليار دولار في الزراعة والعقارات والطاقة وقطاعات أخرى. بينما تقترح السعودية أيضاً على المستثمرين الأتراك توسيع أنشطتهم التجارية خارج قطاع البناء في المملكة. وتشجع على الإستثمار في قطاع الدفاع والطيران والسياحة والإبتكار والصحة والتكنولوجيا والطاقة والغذاء.

تطور العلاقات التجارية التركية السعودية

في سياق متصل، أشاد نباتي بالدعم الذي يقدمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والقيادة السعودية، لعالم الأعمال في البلدين، معرباً عن ثقته بالتوصل إلى نتائج ملموسة في العلاقات بفضل الإرادة القوية المشتركة، واعتبر الوزير التركي أن الوتيرة الإيجابية في علاقات البلدين، ستساهم في رفع حجم التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولار خلال فترة قصيرة، ومنها إلى 30 مليار دولار، وهو الرقم المستهدف في المرحلة الأولى بين أنقرة والرياض.

شركة بايكار التركية

وقال نباتي إن بلاده تتابع عن كثب الاستثمارات المباشرة التي أطلقتها السعودية في إطار رؤيتها لعام 2030، مؤكداً أن تركيا واحدة من الدول التي تعرض فرصاً جذابة على صعيد الاستثمارات المتنوعة، وأشار إلى النجاحات التي حققتها شركة “بايكار” التركية للصناعات الدفاعية، داعياً وزير الاستثمار السعودي، خالد بن عبد العزيز الفالح، إلى رؤية المشاريع التركية الرائدة في الصناعات الدفاعية، وفي مقدمتها المقاتلة المسيرة “بيرقدار قيزيل إلما” التي حلّقت مؤخراً في الأجواء.

اقرأ ايضاً
تحذيرات من استمرار أزمات قطاع الطيران خلال الصيف

السياحة في تركيا

وعلى الصعيد السياحي، أكد نباتي أن تركيا البلد الرابع الأكثر جذباً للسياح حول العالم، مبيناً أنهم يهدفون لجني عائدات من هذا القطاع بقيمة 46 مليار دولار، بحلول نهاية العام الحالي، واختتم حديثه بالتأكيد على أن تركيا بلد صديق للمستثمر دوماً، وأنها مستعدة لتقديم الدعم للمستثمرين السعوديين “لنقْل العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مستويات متقدمة”.

وقال وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح أن المطار الجديد جعل إسطنبول مركزًا عالميًا وأصبح يشكل أهمية من حيث السياحة وعالم الأعمال. وأضاف: “نعلم أن المستثمرين من المملكة العربية السعودية ودول الخليج يستمتعون بالقدوم إلى إسطنبول وقضاء الوقت فيها”.

مطار اسطنبول

تسريع الأنشطة المشتركة مع تركيا

وأضاف وزير الاستثمار أن السعودية أصبح لديها حافز لتحسين وتسريع العلاقات التجارية التركية السعودية في فترة ما بعد جائحة كورونا. جاء ذلك في كلمة ألقاها الخميس خلال منتدى الأعمال والاستثمار التركي-السعودي، الذي انطلق في إسطنبول الأربعاء ويستمر ليومين. وأشار الفالح إلى مضي 3 أعوام على زيارته السابقة لتركيا، مؤكدا أنه تأثر بالتطورات التي شاهدها في زيارته الحالية لإسطنبول.

وأكد الفالح أن تركيا والسعودية يمثلان أكبر اقتصادين في المنطقة، ويعملان على تطوير العلاقات الاستثمارية المتنامية بينهما. وعبر عن سعادته الكبيرة حيال الاستثمارات والمساهمات التي تقوم بها الشركات التركية في المملكة. ولفت إلى أن منتدى الأعمال والاستثمار التركي-السعودي المنعقد في إسطنبول سيشكل أهمية في وضع خارطة الطريق للمستقبل.

تعويض الوقت الضائع

وتابع وزير الإستثمار: “علينا تعويض الوقت الضائع. ونحن نشعر بحافز فيما يخص تحسين وتسريع أنشطتنا المشتركة هنا في مرحلة ما بعد كورونا”. وأشاد بالأعمال التي تقوم بها تركيا في مجال التصنيع. وشدّد على أهمية موقع تركيا الجغرافي القريب من الأسواق الرئيسية في أوروبا ومكانتها كمركز تصنيع وتجارة متطور على طرق التجارة.

وقال إن السعودية تسعى أيضًا للاستفادة من سلاسل الطاقة العالمية عند تقاطع 3 قارات من خلال الاستثمار في البنية التحتية. وأوضح أنه بالاستفادة من نقاط القوة هذه، يمكن أن تعزز المملكة مقاومتها الاقتصادية من خلال التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا ورأس المال. وذكر أنه في الوقت نفسه، يمكن للسعودية تعزيز هذا الأمر مع شركائنا الدوليين من خلال المساهمات التركية المهمة.

وأكد أن الوفد السعودي رصد احتياجات وفرص مختلفة من العلاقات التجارية التركية السعودية في مجالات السيارات والتعدين ومنتجات الطيران والصناعات الدفاعية. وأشار إلى ضرورة أن يتحلى الطرفان بالشجاعة فيما يتعلق بالاستثمارات، وأنهم سيبذلون قصارى جهدهم لتمهيد الطريق أمام الاستثمارات.

شاهد أيضاً

الهند ترفض طلبا من الإمارات لزيادة حقوق الحركة الجوية

الهند ترفض طلبا من الإمارات لزيادة حقوق الحركة الجوية

قال وزير الطيران المدني الهندي جيوتيراديتيا سكينديا في مقابلة مع رويترز، اليوم الثلاثاء، إن الهند …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.