بندر القرهدي

جريمة قتل تودي بحياة الشاب بندر القرهدي وتشعل مواقع التواصل

سادت حالة من الاستياء والتذمر الشديدين بين مرتادي موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قبل أيام، بعد تداول خبر عن جريمة قتل بشعة وقعت في مدينة جدة، راح ضحيتها الشاب السعودي بندر القرهدي. الخبر تم تداوله من خلال مقطع فيديو يظهر فيه الشاب عقب تعرضه للحرق، وهو يسير على قدميه ويصرخ بصوت عال من الألم ويردد عبارة «أنا شو سويت؟» (ماذا فعلت؟)، ليفارق الحياة على إثرها.

هاشتاق بندر القرهدي يتصدر تريند تويتر

مغردو «تويتر» أطلقوا هاشتاقا بعنوان «بندر القرهدي» تصدر الترند بسرعة البرق، استنكروا فيه هذه الأفعال غير المسؤولة، وطالبوا الجهات الرسمية بفتح تحقيق في الحادثة والقبض على الجناة كما طالبوا تضامنا مع والد المغدور بحذف المقطع رأفة بأسرته، وفي تفاصيل الحادثة، أشارت مصادر إلى أن الشاب- رحمه الله- تعرض للغدر من قبل صديق له استوقفه عند طريق في مدينة جدة لحل مشاكل عالقة بينهما.

تريند تويتر

السؤال المطروح: لماذا يلجأ الفرد منا إلى العنف لعلاج أي خلاف مع الآخر، لماذا ننفعل بهذه القسوة والحدة وبهذه السرعة في الشوارع والأسواق والمطار، لماذا نترجم غضبنا هكذا فورا وبكل سهولة إلى عنف وشتائم واعتداء وقتل، أين إذن تأثير كل ما ننعم به من تعليم وثقافة وترفيه وراحة بال؟!

من هو بندر القرهدي

‏هو طيار سعودي الجنسية ينتمي لعائلة معروفة جدا في المملكة وهو قائد طيار ‏يعمل في هندسة الطيران منذ فترة لا تقل عن خمس سنوات وقد كان شخص متخصص تماما في المجال الذي يعمل فيه وأيضا كانا من الأشخاص المحبين جدا الرياضة والمهتمين بها فهو ينتمي لوالده له بطولات رياضية فهو بطل الجودو السعودي وأيضا لاعب قوي سابق في المنتخب الوطني السعودي. وعلى الرغم من أنه لم يكن شخص مشاغب أو له اعداء كثيره إلا أنه تم الإعلان عن خبر وفاة في اليوم الموافق الخميس 15 ديسمبر 2022.

تفاصيل الحادث

‏أما عن قصة مقتله يقال من الكثير من المصادر أنه حدث خلاف بينه وبين مجموعة من الأشخاص على سبب ما غير معروف وهذا السبب أدى إلى قيام هؤلاء الأصدقاء بربط هذا المهندس في سيارته والقيام بعملية الحرق.

تفاصيل الحادث

‏ولكن الاختلاف بعد ذلك حول أن هذا المهندس مات بالفعل داخل سيارته بعد عملية الحرق أو أنه استطاع أن يصل إلى مركز طبي وبعدها توفى في هذا المركز. ولكن يبدو أنه أفصح عن الأشخاص الذين قاموا بهذه العملية الشنيعة وتم بالفعل القبض عليهم ولكن هذه المعلومات غير موثقة بشكل كبير جدا وحتى الآن تدور الخلافات و الآراء تظهر حول هذه الأحداث.

اقرأ ايضاً
ضوابط الحج - القوانين والتحذيرات والخدمات

أهمية الثقة بمؤسسات الدولة

ما جدوى هذا كله إذا كنا شعباً غضوبا انفعاليا إلى هذا الحد، لا نثق حتى بتسليم خلافاتنا إلى مؤسساتنا القضائية والأمنية، ونلجأ إلى العنف لحل أي خلاف مع الآخر لأتفه الأسباب؟ العنف أنواع، ليس أسوأه الجسدي وإن كان أخطره وأكثره مباشرة، فالعنف ليس فقط حرقا وإحراقا وليس كذلك قنبلة يدوية أو ذرية تنفجر هنا وهناك ولا مسدسا ينطلق ولا سكينة تغرز فقط.

العنف كلمة، العنف إهانة، العنف تحقير وبث كراهية، كل تلك صور للعنف لا تخلو في ممارساتنا ففي شوارعنا تنفجر طاقة الغضب، فنسب ونشتم السيارات وأصحابها، ونشتم إشارة المرور، ونسب الشوارع والأرصفة ولا أبالغ أبدا بالقول إننا أحيانا المغني الذي يصرخ في الإذاعة، والمذيع الذي يتحدث عن الحب والسلام… ثم نصل البيت ونصب جام غضبنا على أسرتنا… وبهذا ترتفع نسبة الطلاق في المجتمع، لاحظوا، كلما زاد الغضب زادت نسبة الطلاق!

من هو المسؤول؟

في الحقيقة أقولها بكل صراحة الجميع مسؤول، فنحن شاركنا بصورة أو بأخرى في هذا الناتج العنيف. وعلينا العمل على الجدي في مختلف النواحي والقطاعات لعدم السماح بتكرار حادثة بندر القرهدي. نادينا وسنبقى ننادي وزارة التعليم بتكثيف برامج القيم الإنسانية وحقوق الإنسان في المدارس والجامعات وكذلك طالبنا بوجود طبيب نفسي في عيادات في المدارس ،ووزارة الصحة مسؤولة كذلك عن وضع طبيب نفسي في عيادات الأسرة، فمجموعة من الدراسات تشير إلى أنه كلما زاد عنف الإنسان وشراسته، دل ذلك على خوف يعشش داخله. الإنسان العنيف.

الذي يقتل ويعذب أشخاصاً يعرفهم أو لا يعرفهم هو إنسان خائف، وللتعبير عن ذلك الخوف يستسهل كراهية وتصفية الآخر، ويبحث عن مبررات ذلك العنف لاحقاً، فهي دينية حيناً، وعرقية حيناً آخر، وطائفية ولغوية وثقافية وغير ذلك أحياناً أخرى. ولذلك مؤسسات مثل حقوق الإنسان وهيئة الترفيه ووزارة الثقافة، جميعها مسؤولة عن بث برامج تكرس ثقافة الحب والسلام واحترام القانون وإدارة الخلاف والاختلاف، ونبذ التطرف والكراهية.

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *