أطلق مزارعون، ومهتمون زراعيون، عددًا من الضفادع في مزارع ببلدتي الشهارين والجبيل، في واحة الأحساء الزراعية، ويجري حاليًا توسيع نطاق توزيعها، في مزارع في مواقع أخرى بالواحة، وذلك بعد اختفاء في بعض الحيازات الزراعية الفترة الأخيرة، ويأتي ذلك لأهميتها في النظام البيئي الزراعي.

نواقل الأمراض

أوضح الخبير الزراعي والبيئي أحمد بو خمسين لـ«الوطن»، أن الضفادع جزء مهم من النظام البيئي، لأغلب الأنظمة الطبيعية المائية في الغابات والأنهار والبحيرات والواحات، في جميع المناطق، إذ إن وجودها مهم لحفظ التوازن البيئي، لأنها تتغذى على الحشرات، وتحد من انتشارها، لذلك فهي تساعد على المكافحة الحيوية لآفات النبات ونواقل الأمراض، كما أن العديد من الثدييات والطيور تتغذى على الضفادع، وكذلك بعض أنواع الأسماك، تتغذى على يرقات الضفادع الصغيرة، فوجود الضفادع ضمن السلسلة الغذائية في النظام البيئي مهم جداً، كما أن علماء البيئة يستطيعون الاستعانة بوجود الضفادع من عدمه في منطقةً ما، من تحديد مدى تلوث المياه بها، فالضفادع تستطيع التنفس من جلدها، لأن المسام به عالية، ولابد أن يكون الجلد دائمًا رطبا ليتمكن من التنفس، وهذا الشيء يجعله معرضا لامتصاص الملوثات المتسربة في المياه، لذلك تزداد نسب نفوق الضفادع، فبهذه الطريقة نستدل بأن المنطقة التي تحتوي على نسب عالية من نفوق الضفادع، تكون مياهها ملوثة على الأرجح.

اقرأ ايضاً
98 % تشطيبات بحدائق جدة

الإفراط في المبيدات

أضاف بو خمسين، خلال العقود الماضية، بدأت أعداد الضفادع تتناقص بشكل ملحوظ في الأحساء، وتعود أسباب انحسارها في بيئاتها وقلتها في المسطحات المائية، إلى الإفراط في استخدام المبيدات الزراعية والأسمدة الكيميائية، ويجعلها تتسرب في التربة، ومن ثم إلى قنوات التصريف، التي تعيش فيها هذه الضفادع، فتسممها وتموت، موضحًا أنه لنجاح إعادتها الى سابق عهدها، التأكيد على المزارعين بالحد من المبيدات والأسمدة الكيمائية، والرجوع الى الوسائل الطبيعية، حتى تعود الدورة الطبيعية القديمة متزنة كما كانت، وعلى هذا يتطلب إعادة إطلاقها فيما تبقى من القنوات والبرك المائية، بداخل واحة الأحساء، حتى تبدأ بالتكاثر والانتشار من جديد.