KSA News
تقوم السلطات السعودية بالتصعيد من جهودها لمكافحة الفساد وفرض الشفافية داخل مؤسسات الدولة في إطار حملة مستمرة انطلقت مع تسلم الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد لدعم الحوكمة الرشيدة وفي ظل رؤية جديدة تهدف لاستغلال موارد الدولة لتحقيق الرفاه والتقدم للشعب السعودي.
توقيف 142 متهما بالفساد
وبينت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد السعودية “نزاهة” الإثنين، توقيف 142 متهما بالفساد في تسع وزارات بينهم الداخلية، والدفاع، والحرس الوطني، والطاقة مؤكدةً على أنها باشرت عدداً من القضايا الجنائية والإدارية خلال الشهر الماضي.
وقالت الهيئة أنها أجرت 2364 جولة رقابية، والتحقيق مع 307 متهمين، وأوقفت 142 منهم وأطلق سراح بعضهم بكفالة ضامنة. وبينت “نزاهة” إلى أن أبرز جرائم الفساد المالي والإداري في قضايا رشوة، واستغلال نفوذ، وغسل الأموال وتزوير.
وأضافت الهيئة أن الموقوفين ينتسبون لوزارات الداخلية، والدفاع، والحرس الوطني، والطاقة، والعدل، والشؤون البلدية والقروية والإسكان، والصحة، والتعليم، والبيئة والمياه والزراعة، علاوة على هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك.
تعزز الشفافية والحوكمة الرشيدة
وقامت السعودية خلال السنوات الماضية بالكشف عن العديد من ملفات الفساد داخل وزارات حساسة في الدولة بما فيها قضية فساد في وزارة الدفاع تعود لديسمبر/كانون الاول 2020 حيث تورط فيها عدد من الضباط والموظفين المدنيين بتعاملات مالية مشبوهة، بنحو 328 مليون دولار.
وترى القيادة السعودية ان تعزيز الشفافية والحوكمة الرشيدة سيساهم في دعم جهود الدولة لتحقيق نقلة نوعية ضمن رؤية 2030.
لمحة عن أبرز قضايا الفساد
في سبتمبر/أيلول 2020 أعلنت الرياض، تم إقالة قائد القوات المشتركة فهد بن تركي بن عبدالعزيز وأمير منطقة الجوف عبد العزيز بن فهد بن تركي وإحالتهما للتحقيق في واقعة “فساد” في وزارة الدفاع. وفي مارس/آذار من نفس العام أيضاً احتجزت المملكة 298 مسؤولا من بينهم ضباط بالجيش والشرطة للاشتباه بضلوعهم في جرائم الرشوة واستغلال مناصبهم وقالت حينها إن محققين سيوجهون إليهم اتهامات.
وقبل ذلك في مارس/آذار 2018، أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمرا ملكيا بالموافقة على إحداث دوائر متخصصة لقضايا الفساد في النيابة العام، وذلك “في إطار مكافحة الفساد بكافة صوره وأشكاله والمحافظة على المال العام”. ومثل احتجاز العشرات من أفراد النخبة الاقتصادية والسياسية السعودية في 2017 من بينهم أمراء ووزراء ورجال أعمال في فندق ريتز كارلتون الرياض ابرز خطوة في حملة الدولة على الفساد.
موعد نهاية الحملة
أكد الديوان الملكي في 2020 انه وضع نهاية للحملة بعد مرور 15 شهراً. ومع ذلك قالت السلطات بعد ذلك إنها ستبدأ في ملاحقة فساد موظفي الدولة وهو ما يحصل بالفعل.
ومن ناحية أخرى تقوم السعودية بخطوات هامة لدعم العديد من القطاعات مثل السياحة والصناعة والترفيه والرياضة وفي البنية التحتية ضمن رؤية 2030 بهدف الحد من تعويل المملكة على عائدات النفط.
مكافحة الفساد في ظل سمو ولي العهد محمد بن سلمان
في نوفمبر 2020 قال سمو ولي العهد إن “الفساد انتشر في المملكة خلال العقود الماضية مثل السرطان”. وتابع: “الفساد أصبح يستهلك 5% إلى 15% من ميزانية الدولة، هذا يعني أداء 5% إلى 15% أسوا على أقل تقدير في مستوى الخدمات والمشاريع وعدد الوظائف وما إلى ذلك. ليس فقط لسنة أو سنتين، ولكن تراكميا على مدى ثلاثين سنة، وإنني بصدق أعتبر هذه الآفة العدو الأول للتنمية والازدهار وسبب ضياع العديد من الفرص الكبيرة في المملكة العربية السعودية”.
وشدد ولي العهد على أن “هذا الشيء أصبح من الماضي ولن يتكرر بعد اليوم على أي نطاق كان دون حساب قوي ومؤلم لمن تسول له نفسه، كبيرا أو صغيرا”. وأفاد بأن “نتائج الحملة كانت واضحة للجميع، حيث بلغ مجموع متحصلات تسويات مكافحة الفساد 247 مليار ريال في الثلاث سنوات الماضية تمثل 20% من إجمالي الإيرادات غير النفطية، علاوة على أصول أخرى بعشرات المليارات تم نقلها لوزارة المالية، وستسجل في الإيرادات عندما يتم تسييلها بما فيها من عقارات وأسهم”.
ملفات حقوق البشر والمرأة
تحدث ولي العهد أيضا عن”جهود المملكة في ملف الحقوق، وأشار إلى أن المرأة السعودية في السابق لا تستطيع السفر بدون تصريح، ولا تستطيع حضور المناسبات الرياضية والثقافية، ولا تستطيع قيادة السيارة، ولا تستطيع ممارسة الكثير من الأعمال، ولا تستطيع إنهاء قضاياها دون محرم، وقد عانت من ذلك لعشرات السنين، أما اليوم فتعيش المرأة السعودية مرحلة تمكين غير مسبوقة”.
وقال: “عملنا على تمكين المرأة السعودية في مجال العمل والأحوال الشخصية، وباتت اليوم فعليا شريكا للرجل السعودي في تنمية وطننا جميعا دون تفرقة.. أنا لا أتطرق إلى قيادة المرأة للسيارة فقط، أنا أتحدث عن تقديم الفرصة لها لتقود التنمية في وطنها بالمعنى الأشمل، فعلى سبيل المثال، تضاعفت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 17% إلى 31%”.
مصير الأموال المستردة في قضايا الفساد
وكان وزير الإعلام السعودي المكلف، الدكتور ماجد القصبي، أكد بعد حديث سمو ولي العهد على أن هذه الحملات في المملكة هو نهج مستمر، مشيرا إلى تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بأنه لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد سواء كان وزيرا أو أميرا أو أي كان. وأضاف القصبي خلال المؤتمر الدوري للتواصل الحكومي، أن “مكافحة الفساد ركيزة من ركائز رؤية 2030 وحماية لمكتسبات الوطن والمواطن”.
أما عن مصير الأموال المستردة في قضايا الفساد، أجاب القصبي بأن “هذه الأموال هي أموال البلد والمواطن، وتعاد إلى خزينة الدولة، ويتم تسجيلها ضمن الإيرادات وتعلن في ميزانية كل عام حيث تصرف على خدمات المواطن ومشروعات البنية التحتية”.
