التفاهم السعودي الإيراني

التفاهم السعودي الإيراني – الخارطة السياسية الجديدة للشرق الأوسط

قام موقع أخبار السعودية 24 بلقاء خاص مع الباحث منصور الصويان خبير الشؤون الإقليمية المتخصص في شؤون غرب آسيا حول التفاهم السعودي الإيراني الجديد. وتوقع الصيوان أن يؤدي إحياء العلاقات بين السعودية وإيران إلى تطوير العلاقات مع الدول العربية الأخرى.

التفاهم السعودي الإيراني يعزز السلام والاستقرار في المنطقة

اعتبر منصور الصويان الخبير في الشؤون الدولية أن التفاهم السعودي الإيراني سيؤدي إلى تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة وقال: “بما أن بعض الدول العربية في منطقة الخليج كانت تضع بوصلة علاقاتها مع إيران مع البوصلة السعودية. وبالتالي فإن تعميق العلاقات بين السعودية وإيران سيكون فعالاً للغاية في تحسين العلاقات الخليجية مع إيران”.

قال الصويان في مقابلة مع موقع ksanews24 : إن اتفاق السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الديبلوماسية بينهما بعد وساطة الصين وبإلقاء نظرة شاملة على العلاقة بين دول المنطقة اليوم في ظل هذا التغير في نظام القوى الدولي، فإن هذا التوافق هو من أهم العوامل التي سترسم الخارطة السياسية لمنطقة الشرق الأوسط في المراحل المقبلة.

لا مستفيد من القطيعة سوى اسرائيل

وأضاف: خلال السنوات السبع الماضية، عندما وصلت العلاقات السياسية بين السعودية وإيران، كدولتين مؤثرتين في المنطقة الدولية والعالم الإسلامي، إلى أدنى مستوى لها واشتدت الخلافات. لم يكن من طرف مستفيد من ذلك الوضع إلا اسرائيل. والحقيقة أن البلدين الجارين، المملكة العربية السعودية وإيران، يمكنهما حل الخلافات المحتملة بينهما في مختلف المجالات من خلال الحوار وبدون وساطة، ويمكنهما تبادل شكوكهما ومخاوفهما وأسئلتهما مع بعضهما البعض.

تزايد الإستقرار الإقليمي مع استعادة العلاقات بين السعودية وإيران

قال خبير القضايا الدولية: في الواقع، فإن الانفصال والخلاف وعدم وجود علاقة بين دول الخليج وإيران يضر بدول المنطقة ويوفر بيئة مناسبة لقوى خارجية لتتدخل في المنطقة. وفيما يتعلق بالتفاهم السعودي الإيراني، وبالنظر إلى تاريخ العلاقات الثنائية للبلدين، فإن إحياء العلاقات الديبلوماسية وتعميقها من خلال إعادة فتح السفارتين يمكن أن يكون علامة على التحرك نحو السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وقال: إن بعض الدول العربية في منطقة الخليج كانت تنسق بوصلة علاقاتها مع إيران مع بوصلة السعودية، وبالتالي فإن تعميق العلاقات بين السعودية وإيران سيلعب دوراً في تخفيف القلق من إيران لدى العديد من دول المنطقة. ولهذا السبب، ينبغي القول أنه كلما تضاءلت المشاكل في العلاقات بين السعودية وإيران، وتطور التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، سيزداد الاستقرار الإقليمي.

اقرأ ايضاً
لماذا يرفض الصدريون «مستديرة» الكاظمي؟

توافق أعضاء أوبك – استقرار أسعار الطاقة في العالم

قال الصيوان أن كل من السعودية وإيران فعالتين للغاية في مجال الطاقة وخاصة في أوبك وتعتبران الذراعين الرئيسيين لهذه المنظمة و يمكن أن تؤثر علاقتهما على أسعار الطاقة في العالم. ولم يكن من مصلحة البلدين أن تزداد هذه الخلافات أو أن يستمر قطع العلاقات الديبلوماسية لأن طهران والرياض لن تستفيدا من تدهور العلاقات. بل يمكن أن يكون له آثار سلبية على المنطقة بأسرها.

وأضاف: بسبب اهتمام السعودية وإيران بتصحيح العلاقات، بدأ موضوع ربط واستعادة العلاقات بين السعودية وإيران قبل عامين من بوساطة العراق، الذي عقد خمس جولات من المفاوضات في بغداد، وتم حل العديد من القضايا الخلافية في هذه المفاوضات، حيث كانت إيران تسعى للوصول إلى هذا التوافق قبل عدة شهور.

وأكد الصيوان أن هذا التوافق الإيجابي والفعال يمكن أن يمثل نهاية لتدخل الغرب في القضايا الداخلية للشرق الأوسط.

إبطاء عملية التطبيع مع اسرائيل فشل للإدرارة الأمريكية

قال الخبير في الشؤون الدولية في جوابه لسؤال حول تأثير هذا التوافق على مشروع تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية: أنا متأكد من أن الإجراءات الأخيرة يمكن أن تبطئ مشروع النظام الصهيوني الذي يعتمد على النفوذ في العالم الإسلامي من خلال تطبيع العلاقات مع الدول الإسلامية، والتعاون مع الدول الكبرى والمؤثرة في المنطقة. ستتجه مشاكل العالم الإسلامي والدول الإسلامية إلى الحل، التفاهم السعودي الإيراني وعودة العلاقات السعودية الإيرانية إلى حالتها الطبيعية ستوفر قدرات كبيرة للبلدين والمنطقة والعالم الإسلامي.

وفيما يتعلق بموقف الأمريكيين في هذه الحادثة، قال الصيوان: كما كان متوقعا، ادعت أمريكا أنهها كانت على علم بهذا الإتفاق وقالت أنها تدعمه لأنه يؤدي إلى خفض التصعيد في اليمن. وهو في الحقيقة اعتراف في الوقت نفسه بعدم قدرة أمريكا على فرض تهدئة في المنطقة.

دور الصين أكثر تأثيرا في المنطقة

وتابع: النقطة الجديرة بالملاحظة في هذه المفاوضات هي إخراج أمريكا من موقع العراب في العلاقات بين دول المنطقة. كذلك إظهار الدور الفاعل للصين في إحياء العلاقات بين السعودية وإيران. والحقيقة أن هذه الحادثة تدل على ضعف الحكومة الأمريكية في المنطقة لأنها تثبت أن الأمريكيين فقدوا نفوذهم حتى بين حلفائهم في المنطقة، بما في ذلك السعودية، لأن الأمريكيين غير مهتمين باستئناف العلاقات بين السعودية وإيران.

وفيما يتعلق بدور الصين والوساطة في هذا التفاهم السعودي الإيراني قال الصيوان: لقد كانت وساطة الصين ومبادرتها لحل الخلافات بين السعودية وإيران فعالة للغاية ويظهر أن المملكة العربية السعودية وإيران تقدران الدور الإيجابي لجميع الدول المؤثرة في المنطقة والعالم ويهتمون بدورهم البناء.

شاهد أيضاً

مواجهة بايدن نتنياهو

مواجهة بايدن نتنياهو – فقدان ثقة بسبب تمسك الأخير بالسلطة

صرح مسؤول إسرائيلي بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر التصدي للرئيس الأميركي جو بايدن، مشيراً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *