القمة الخليجية الإيرانية

القمة الخليجية الإيرانية – مقدمة استعادة العلاقات مع كل الدول العربية

بعد أن تم الإعلان عن المصالحة السعودية الإيرانية التي تمت برعاية صينية، تغيرت معطيات المنظقة بشكل كبير وكان هذا الإعلان مفاجئ للكثير من الأطراف. فكيف يمكن للسعودية أن تتصالح مع إيران بعد سبع سنوات من القطيعة ومن الحرب الباردة إن صح التعبير. هذا الإتفاق سيطرح الكثير من الأسئلة التي علينا أن ننتظر لنعرف جوابها.

  • بعد الترحيب الإماراتي والقطري والبحريني والكويتي والعماني بهذه المصالحة، فهل نشهد حقاً انعقاد القمة الخليجية الإيرانية التي تتحدث عنها مصادر صحفية غربية؟
  • هل ستكون هذه القمة بداية لإستعادة العلاقات مع بقية الدول الخليجية والعربية والإسلامية؟
  • هل تم إلغاء فكرة مشاركة الخليج في ضرب إيران وتعطيل برنامجها النووي؟
  • هل ستتخلى إيران عن برنامجها النووي؟
  • هل ستكون إسرائيل قادرة على ضرب إيران بعد هذا الإتفاق؟
  • هل ستتحرك أمريكا وتصعد مع الصين في حال انعقاد القمة؟

غياب أمريكا

على الرغم من أن أمريكا رحبت ظاهريا بالمصالحة السعودية الإيرانية. ولكن بلا شك فإنها ليست راضية أن تكون هذه المصالحة تمت باشراف صيني ولم تكن الولايات المتحدة على اطلاع بوجود تحركات صينية تسعى للتوفيق بين الجارين السعودية وإيران. كذلك فإن أمريكا لم تطلع على بنود الإتفاق السري الموقع بين السعودية وإيران واكتفت المملكة بإطلاع الحليف الأمريكي على وجود اتفاق لإعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين الجارين.

لطالما كانت الولايات المتحدة هي اللاعب الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط بفض نفوذها السياسي والإقتصادي والعسكري في المنطقة بالإضافة لحليفتها إسرائيل. ولها قواعد عسكرية في كل الدول الخليجية. وليس بإمكانها القبول أن تتم المصالحة بين القوتين الأساسيتين في الشرق الأوسط عن طريق الصين. فما الذي امتلكته الصين لتستطيع تحقيق هذه المصالحة بدون أن تقدم إي من الخسائر التي قدمتها أمريكا على مدى سنوات، لا بد أنها المصداقية.

التحرك الصيني المقبل

Chinese move

الخطوة المقبلة التي تسعى الصين لتحقيقها هي عقد القمة الإيرانية الخليجية رفيعة المستوى على في بيكين. وستعقد هذه القمة بعد فتح السفارة السعودية في طهران. وقد اقترح الرئيس الصيني عقد القمة بشكل سري على سمو ولي العهد محمد بن سلمان أثناء زيارته للمملكة في ديسمبر الماضي.

حيث تستعد الصين لاستضافة قمة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي الست مع إيران خلال وقت لاحق من العام الحالي، حسبما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن مصادر لم تسمها. وتأتي هذه الأنباء عقب أيام على وساطة صينية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران.

موعد القمة الخليجية الإيرانية

قالت “وول ستريت جورنال” أن القمة الخليجية الإيرانية في بكين ستعقد بعد إعادة فتح السفارات في الرياض وطهران، وهي خطوة يفترض أن تستغرق أقل من شهرين ويسبقها اجتماع لوزيري خارجية السعودية وإيران لإبرام الاتفاق. وبحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، فإن فكرة القمة الخليجية الإيرانية في بكين “غير المسبوقة” طرحها الزعيم الصيني، شي جيبينغ، عندما التقى القادة الخليجييين في الرياض خلال ديسمبر الماضي.

وتُظهر مبادرة شي الدبلوماسية أن بكين توجد لنفسها دورا مركزيا باعتبارها وسيطا جديدا للقوة في الشرق الأوسط، وهي منطقة استراتيجية كانت الولايات المتحدة فيها اللاعب الخارجي الأكثر نفوذا لعقود. ولم يعد تركيز الصين حصريا على تدفقات الطاقة والتجارة ويشير دخول بكين في سياسات المنطقة إلى فصل جديد في المنافسة بين بكين وواشنطن، وفقا للصحيفة.

اقرأ ايضاً
قيادي إخواني سابق: الصراعات فككت «الجماعة» إلى 3 جبهات

بنود الإتفاقية

وأفادت الصحيفة الأميركية أن الصفقة السعودية الإيرانية، التي تم الاتفاق عليها خلف أبواب مغلقة في بكين الأسبوع الماضي، تتناول بعضا من أكثر القضايا حساسية بين دولتين كانتا على طرفي نقيض في صراعات بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط منذ سنوات.

وقال مسؤولون من البلدين إن السعودية وافقت على تخفيف حدة التغطية الانتقادية لإيران عبر قناة فضائية إخبارية ناطقة باللغة الفارسية يمولها رجال أعمال سعوديون. في الناحية المقابلة، وافقت طهران على وقف تشجيع الهجمات ضد المملكة من قبل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين سيطروا على أجزاء من اليمن ويقاتلون ضد تحالف عسكري بقيادة السعودية منذ ذلك عام 2015، وفقا لمسؤولين سعوديين وإيرانيين وأميركيين.

توسيع المصالحة لتشمل دول أخرى

الكثير من الدول العربية والإسلامية تعتبر السعودية هي البوصلة المحركة لها في سياساتها الخارجية. وبالتالي سيؤدي هذ التوافق السعودي الإيراني وخصوصاً بعد عقد القمة الخليجية الإيرانية إلى إعادة العلاقات وفتح السفارات بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي علاوة على مصر والمغرب وجزر المالديف وغيرها.

جزر المالديف

قالت وزارة الخارجية في جزر المالديف، في بيان أمس الاثنين، إن الحكومة قررت استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران. وأشارت الوزارة في بيانها، إلى أن حكومة جزر المالديف ترحب بالإعلان الثلاثي المشترك للسعودية وإيران والصين عن التوصل إلى اتفاق بين السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية.

جزر المالديف

وأضافت الوزارة: “في ضوء هذه التطورات الإيجابية والمشجعة ، قررت حكومة جزر المالديف استئناف العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية إيران الإسلامية”. ومن المعروف، أن جزر المالديف قطعت العلاقات السياسية مع إيران في 17 مايو 2016 في عهد الرئيس السابق عبد الله يمين عبد القيوم.

البحرين

أفادت مصادر مطلعة أن مباحثات مهمة تجري في الوقت الراهن بين البحرين وإيران على مستوى ثنائي من أجل استئناف العلاقات بين البلدين، وذلك بعد أيام على إعلان الاتفاق بين طهران والرياض. ومن المؤكد أنه بعد انعقاد القمة الخليجية الإيرانية سوف تتجه المباحثات إلى مرحلة التوافق على استعادة العلاقات الديبلوماسية.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية، عن مصادر وصفتها بالمطلعة، قولها: إن “المشاورات التي تجرى بين البلدين حتى الآن هي على مستوى ثنائي دون وساطة من أطراف أخرى، وأنه من المرتقب الإعلان عن النتائج في وقت قريب حال التوافق على القضايا الخلافية التي يجري مناقشتها”.

مصر

Egypt

بعد إعلان استئناف بلاده علاقاتها مع السعودية، علّق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني على تطور العلاقات المصرية الإيرانية، معتبراً أنّ مصر دولة مهمّة في المنطقة، وكلا البلدين يعتقدان بأهمية الآخر في المنطقة، وهي بحاجة لدورهما معاً.

وأوضح في المؤتمر الصحفي الأسبوعي أنّه جرى لقاء عابر وإيجابي بين وزير الخارجية الإيراني والرئيس السيسي في عمان، موضحاً أنّ هناك متابعة لتحسين العلاقات، ولكنّ العلاقات الدبلوماسية طريق ذات اتجاهين، ويجب أن نرى الموقف المصري بهذا الشأن.

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *