الناتج المحلي السعودي

القطاع الخاص في الناتج المحلي السعودي – الإقتصاد غير النفطي

قال سمو الأمير محمد بن سلمان “النفط ليس دستوراً سعودياً بعد الآن، بل أصبح استثماراً سعودياً يضيف وسيضيف إلى إجمالي الناتج المحلي السعودي عشرات أضعاف ما كان يضيف في السابق“. لقد أصاب ولي العهد حيث أن نقطة تحول اعتماد اقتصاد المملكة على الاقتصاد النفطي إلى الاقتصاد غير النفطي. بالطبع إنها القيادة الجريئة ذات النظرة المستقبلية والرؤية المدروسة والمحددة أهدافها علميا وعمليا وزمنيا من أجل التحول السريع وبكفاءة عالية.

أهمية الاقتصاد النفطي

على الرغم من أهمية الاقتصاد النفطي فإنه لم يعد هو المورد الوحيد لإيرادات الدولة أو المحرك الأساسي لاقتصادنا في ظل رؤية 2030، كما كان في العقود السابقة للرؤية، رغم محاولات الخطط الخمسية تنويع الاقتصاد وزيادة الناتج المحلي السعودي لكنها لم تحقق إلا القليل.

إن الصناعات التحويلية بمعنى تحويل النفط بشكل أوسع إلى منتجات نهائية وبتروكيميائيات داخليا وخارجيا، يعظم قيمته الاقتصادية المضافة وإيراداته ويدعم الصناعة المحلية والتوظيف والصادرات غير النفطية، لقد كانت الفرص في الماضي تحوم حول تعظيم إنتاج النفط وصادراته، أما اليوم فتحوم حول زيادة الناتج المحلي السعودي وتنمية وتنويع الاقتصاد غير النفطي واستدامته في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها أسعار النفط بين الفينة والأخرى.

موارد المملكة

تتمتع المملكة بكثير من الموارد والمميزات النسبية والتنافسية غير النفطية لكنها غير مستثمرة أو غير مستغلة بما فيه الكفاية منذ عقود طويلة، يعتبر فرصة ثمينة لتنويع الاقتصاد ودعم النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة والرفاه الاجتماعي وخفض المخاطر على المدي الطويل. وهذا ما يحدث لاقتصادنا الذي شهد تحولات وتغييرات هيكلة كبيرة منذ بداية الرؤية في 2016، وذلك بالإستثمار في مدخلات النفط وتعظيم مخرجاتها نحو التحول إلى الاقتصاد الصناعي التحويلي غير النفطي.

تنويع الاقتصاد

سيصبح اقتصاد المملكة بجميع قطاعاته المتنوعة قوة اقتصادية مستدامة مع حلول عام 2030، وسيتمتع بمرونة عالية في وجه التحديات والصدمات الاقتصادية بعيدا عن النفط، ويتضاعف الناتج المحلي السعودي بمشاركة القطاع الخاص، مما يشير إلى قرب انتهاء عصر الاعتماد على الاقتصاد النفطي نحو اقتصاد متنوع وتنافسي إقليمي وعالمي ليحتل مركزا متقدما بين أكبر 15 اقتصادا في مجموعة العشرين.

اقرأ ايضاً
سهم "تويوتا" يتراجع بعد انحفاض كبير في الأرباح الفصلية

الإصلاحات الاقتصادية

بدون أدنى شك فقد أدت الإصلاحات الاقتصادية والاستمرارية في إنجاز أهداف الرؤية إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي غير النفطي بشكل تراكميا في السنوات الماضية من رؤية 2030، حيث نما بـ 7.2 % إلى 1.24 تريليون ريال أو 45.4 % من إجمالي الناتج المحلي في 2021؛ 5.4 % إلى 1.34 تريليون ريال أو 44 % من إجمالي الناتج المحلي في 2022، وفقا للهيئة العامة للإحصاء، كما ترتب على ذلك نمو الإيرادات غير النفطية بـ 200.2 % في عام 2022 مقارنة بعام 2014، ونمت بـ 9.2 % إلى 403 مليارات ريال في 2021؛ 2 % إلى 410.89 مليارات ريال في 2022، في اتجاه الوصول إلى (1) تريليون ريال سنويا بحلول 2030.

مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي السعودي

من ناحية أخرى تستهدف رؤية 2030 رفع مساهمة القطاع الخاص عن مستواه الحالي إلى 65 % والمنشآت الصغيرة والمتوسطة إلى 35 % وحصة الصادرات غير النفطية إلى 50 % في إجمالي الناتج المحلي في 2030. وهذه الأرقام تظهر مدى نجاح استراتيجيات وبرامج التحول إلى الاقتصاد غير النفطي في الوقت الحاضر وما سيكون عليه في 2030.

السعودية اليوم وبسبب القيادة الجريئة ذات النظرة المستقبلية والرؤية المدروسة والمحددة أهدافها علميا وعمليا وزمنيا أصبحت القلب الاقتصادي والاستثماري النابض في الشرق الأوسط، بل إنها مركز الجاذبية للاستثمارات الأجنبية والمقر الإقليمي لأكبر الشركات العالمية، وسيزداد الناتج المحلي السعودي وتتضاعف قوة المملكة وتأثيرها كلما اقتربنا من عام 2030.

السياسة الجديدة لتنويع القطاعات الاقتصادية وبمزايا تنافسية جاذبة، وفرص استثمارية كبيرة ومنخفضة المخاطر في قطاعات؛ المعادن والتعدين، والطاقة المتجددة والنظيفة، والنقل والخدمات اللوجستية، والسياحة والثقافة والترفيه، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات هو ما سيجعل المملكة الإقتصاد الأقوى في المنطقة بحلول 2030.

شاهد أيضاً

الهجوم الجوي الايراني على اسرائيل

الهجوم الجوي الايراني على اسرائيل – رسائل ايرانية ومواقف دولية

ليلة أمس، بدأ الهجوم الجوي الايراني على اسرائيل باستخدام عشرات الطائرات المسيرة وصواريخ كروز، وذلك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *