المياه العربية – ساحة النفوذ التي تتنافس عليها الدول العظمى

لم يمر مرور فرقاطة روسية في المياه العربية ووصولها الى ميناء جدة مرور الكرام. ولن يمر كذلك ان تجوب السفن العسكرية المياه التي تعتقد امريكا انها مياهها. فاذا ارسلت روسيا فرقاطة سترد واشنطن بارسال فرقة. حيث انتشر مؤخراً خبر يقول أن القوات البحرية الدولية اعلنت تأسيس فرقة بحرية جديدة تحت قيادة امريكية في منطقة الشرق الاوسط حملت اسم الفرقة مائة واربعة وخمسين.

القوات البحرية الدولية المشتركة

القوات البحرية المشتركة في المياه العربية هي عبارة عن تحالف بحري متعدد الجنسيات. انشأته الولايات المتحدة الامريكية في العام 2002. و هذا التحالف مخصص فقط للمياه في الشرق الاوسط حيث يشمل مناطق تغطي حوالي 2.5 مليون ميل بحري. وهذه المياه هي مياه الخليج العربي وبحر العرب وجزء من المحيط الهندي والبحر الاحمر حتى قناة السويس بوابة البحر المتوسط.

ان المياه العربية وبالتحديد مياه البحر المتوسط ليست من اختصاص هذا التحالف او هذه القوات، بل لها حسابات اخرى. اذ أن هذا التحالف مخصص للمياه بالمنطقة العربية. وظاهريا كان الهدف من تأسيس هذه القوات هو ان تتم مكافحة القرصنة في خليج عدن والقرن الافريقي وايضا مكافحة الارهاب. فهذه القوات كان جزءا مما اعلنه الرئيس الاسبق للولايات جورج دبليو بوش وما اسماه بالحرب على الارهاب. هي ذاتها الحرب التي اعادت تنصيب امريكا زعيمة على العالم بعد حربين مدمرتين في العراق وافغانستان. ومنذ ذلك التوقيت والمياه التي ذكرناها سابقا هي في حوزة ورعاية الامريكيين. ولم يعكر صفوها احد سوى حدوث بعض المناوشات الايرانية في الخليج. والتي هدفت طهران منها القول ان لها وجودا في هذه المياه الاقليمية.

الدول المشاركة

تضم القوات البحرية المشتركة خمسة وعشرين دولة مع الولايات المتحدة الامريكية. وهي

1. استراليا
2. بلجيكا
3. كندا
4. الدنمارك
5. فرنسا
6. المانيا
7. اليونان
8. ايطاليا
9. اليابان
10. كوريا الجنوبية
11. هولندا
12. نيوزيلاندا
13. ماليزيا
14. باكستان
15. البرتغال
16. البحرين
17. الكويت
18. الاردن
19. تركيا
20. السعودية
21. اسبانيا
22. تايلاند
23. الامارات
24. بريطانيا

لاحقا ارتفع العدد الى اربعة وثلاثين مع دخول دول اخرى كمصر والهند. وهي شكليا تظهر كقوات دولية ومشتركة في المياه العربية. لكن الكلمة العليا فيها لامريكا.

المشاركة في مكافحة الإرهاب

في تلك الفترة اي فترة تأسيسها. تسارعت اغلب دول العالم للسير في ركب قطار الامريكيين الذي انطلق لما يسمونه بمكافحة الارهاب. اجل ممارسة عمل هذه القوات انشأ التحالف الفرقة الاولى والتي حملت اسم فرقة العمل المشتركة مائة وخمسين.

ولمزيد من الدقة والمصداقية فإن الفرقة مائة وخمسون لم تستحدث من العدم. فهي كانت موجودة قبل تأسيس التحالف هذا. لكنها كانت جزءا من تشكيل البحرية الامريكية وتنضوي تحت القيادة المركزية البحرية الامريكية. وقد قدمت لمنطقة الشرق ومنطقة المياه العربية في العام 2001. وكانت على شكل دورية في منطقة القرن الافريقي.

ألمانيا – مقر القيادة

عقب تأسيس القوات الدولية المشتركة عام 2002 نقلت امريكا قيادة هذه الفرقة مائة وخمسين الى المانيا للايحاء انها باتت دولية. وكانت اول عملياتها في خليج عدن حين اعترضت سفينة تحمل الجنسية الكورية الشمالية على متنها صواريخ سكود ومواد عالية التفجير. لاحقا تبين انها كانت مباعة من كوريا الشمالية لليمن. لكن منذ ذلك الحين كان الاعلان الفعلي ان المياه بات لها قبطان او قرصان شرعي. وحتى ذلك الحين بدأت الفرق بخمس سفن حربية عملاقة تحمل طائرات وقاذفات صواريخ.

فرق جديدة في المياه العربية

ظلت هذه الفرقة وحيدة حتى العام الفين وتسعة. حين قررت امريكا توسيع مهامها وتخصيص العمل اكثر حيث أطلقت للعالم الفرقة مائة وواحد وخمسين. وهذه الفرقة اوكل اليها مهام حراسة منطقة القرن الافريقي فقط. وتولت مهام محددة وهي مكافحة القرصنة.

ثم لاحقا ومع تزايد التهديدات الايرانية تأسست فرقة اخرى لتتخصص بالمياه العربية وتحديداً مياه الخليج. وهي فرقة العمل المشتركة مائة واثنان وخمسون. وهذه كانت مسؤولة عن حماية مياه الخليج. قبل ان تتبعها العام الفين وعشرين فرقة اخرى تخصصت بالعملية في البحر الاحمر حملت اسم فرقة العمل المشتركة مائة وثلاثة وخمسون.