عملية الحدود المصرية

عملية الحدود المصرية تذكر اسرائيل أن حدودها ليست آمنة

على ما يبدو ان اغنية الفنان الشعبي المصري الراحل شعبان عبدالرحيم ليست مجرد اغنية عابرة. بل يبدو انها قاعدة وايمان راسخ في نفوس المصريين شعبا وجيشا وجمعا وافرادا. والتاريخ يشهد. ونحن هنا لنتلو عليك قصة عملية الحدود المصرية هذه كي نذكر من نسي وننبه من غفل.

التناول الإعلامي

ثلاثة قتلى من بني اسرائيل بينهم مجندة لم يتجاوز عمرها تسعة عشر عاما. حرصت اسرائيل على ترويج مقتلها كي تكسب تعاطفا من العالم. وهذا سياق بات مفهوما في اللعبة الاعلامية او الحرب الاعلامية. بين العبريين والعرب. لكن بالعودة لعملية الحدود المصرية التي حرصت مصر على اظهارها انه تصرف فردي. والمحت الى انه حدث بالخطأ اثناء مطاردة رجل امن لمجموعة من مهربي المخدرات في سيناء قرب معبر العوجا.

هذا كلام مصري مفهوم باعراف السياسة وللامانة اسرائيل بداية ارادت تصديق المصريين لطمأنة شعبها بان لا احد يكرههم من الجانب المصري والتنسيق عال ومستمر بين الطرفين. لكن هذا لم يدم طويلا. وذاتها اسرائيل. عادت للقول ان ما جرى عملية خطيرة ووصفت الهجوم بالارهابي.

وجهة النظر الإسرائيلية

وهنا سنوضح لكم معنى ارهابي بنظر الاسرائيليين. فهو يعني ان منفذ عملية الحدود المصرية كان يقصد التنفيذ وفكر وقرر وان نواياه كانت الهجوم لدوافع واسباب تسميها اسرائيل كراهية. وهذا التوصيف والكلام نقلته صحيفة معارف الاسرائيلية عقب اجتماع لنتنياهو مع حكومته وقادته الامنيين. وانتهى الاجتماع للتأكيد على ضرورة التحقيق المشترك مع مصر بحيث لا يمر الامر مرور الكرام ويضمن الاسرائيليون الا يتكرر.

عملية الحدود المصرية ليست حادثاً عابراً

قبل ان نعلق على الاحداث والتطورات سنفتح قوسا للتعقيب على بعض الامور. اسرائيل تألمت من الحادث الذي وصفته بالهجوم الارهابي وزادت ونمت مخاوفها واكدت على المؤكد وهذا سنشرحه لكم بعد الانتهاء من التعليق على الخبر.

القتلى الإسرائيليين على الحدود المصرية

اذا عملية الحدود المصرية بنظر المصريين حادث وقع بالخطأ. وباحسن الاحوال قد تتحول الى حادث فردي. وفي نظر الاسرائيليين هو اعتداء وهجوم ارهابي. لكن بنظر الجمهور هو اثبات وتأكيد على حقيقة واحدة. يسعى الاسرائيليون لتغطيتها عن جمهورهم. وتسعى الانظمة العربية للتقليل منها امام شعوبهم. وهي ان اسرائيل تعيش في وسط لا ولن يكن لها الود ابدا. وهنا القضية.

عمليات بعد توقيع اتفاقية السلام

وقعت اسرائيل اتفاقية للسلام مع مصر. عام الف وتسعمائة وتسعة وسبعين بعد محادثات سلام وتفاوض وشروط بين الطرفين. واقيمت الافراح في تل ابيب. ورقص بنو اسرائيل فرحا وطربا. فقد تمكنوا من نيل اعتراف من اكبر دولة عربية ومن اقوى دولة عربية ومن اكثر دولة عربية حاربتهم عبر التاريخ. وقالوا اخيرا سننام مطمئنين على الحدود الغربية مع مصر. فالسلام حصل والامن استتب.

اقرأ ايضاً
واشنطن: بلينكن بحث مع نظيره السعودي سلوك إيران المزعزع

عملية 1985

لكن ما جرى كان مختلفا. حيث بعد مظاهرات عدة رفضت التطبيع مع اسرائيل وبعد مقتل الرئيس انور السادات. وبعد ان استعادت القاهرة كامل اراضيها بموجب الاتفاقية. جاء عام الف وتسعمائة وخمسة وثمانين ليقول ان النفوس لم تهدأ بعد وان السلام حبر على ورق. وقرر جندي مصري يدعى سليمان ان يحمل الرسالة لبني اسرائيل حين سعى لاختراق الحدود من نقطة رأس برقة جنوب سيناء باتجاه اسرائيل وفتح النار من بندقيته وقتل سبعة اسرائيليين. ثم سلم نفسه للسلطات المصرية التي وصفته بالمجنون واعلنت خبر وفاته لاحقا بالسجن بعد انتحاره شنقا. وفي حين قالت اسرائيل لجمهورها انه حادث فردي ولم يتكرر.

عملية 1990

جاء العام الف وتسعمائة وتسعون بعد شهر من احتفالات المصريين بنصر اكتوبر ليقوم الجندي المصري ايمن حسن بعملية الحدود المصرية الشهيرة آنذاك والتي تحتاج كتيبة كاملة لتنفيذها وتحديدا في منطقة رأس النقب حين هاجم رتلا لجنود اسرائيليين وقتل منهم واحدا وعشرين شخصا وجرح عشرين اخرين فيما قال انه رد على قيام هؤلاء باهانة العلم المصري ثم سلم نفسه للسلطات وحكم عليه بالسجن اثني عشر عاما.

عملية 2011

حيث في عام الفين واحد عشر قتل ثمانية اسرائيليين بهجوم جاء منفذه من سيناء. ليذكر الاسرائيليين بان حدودهم مع مصر ليست امنة. ثم جاءت عملية الحدود المصرية هذه التي كان بطلها شرطي مصري، لينشط ذاكرة من نسي وينبه عقل من غفل. بان اسرائيل حظها عاثر حين قرر اجتماع الصهاينة القديم بقيادة هرتسل اختيار فلسطين كوطن قومي لهم. وحين جاء بها هذا القرار لتصبح جارة للعرب الذين وان اجبرتهم السياسة وظروف الواقع على توقيع اتفاقية هنا او هناك. لكن ما في النفوس والقلوب غير ذلك. التاريخ.

المنفذين – أبطال شعبيين

تحديات استخباراتية

وما جرى لاحقا ان كلا من سليمان خاطر وايمن حسن تحولا الى ابطال شعبيين في مصر وحتى في كافة الدول العربية. وهكذا كان الرعب الاكبر على دولة العبريين. فمن تقول الحكومات انهم نفذوا عملياتهم بالخطأ ولدوافع فردية باتوا ابطالا تروى قصصهم للجميع. لاحقا لم تخرج عمليات شبيهة بالمعنى الحرفي للكلمة. لكن ظلت الحدود الاسرائيلية المصرية تشهد هجمات ولكن هذه المرة سجل جنود اسرائيل تجاوزات وفتحوا النار اكثر من مرة على رجال امن مصريين بحجة ملاحقة مهربين او ارهابيين. وكذلك كان يفعل الجانب المصري سيما حين كان يمر مسلحون لينفذوا عملية ضد اسرائيل.

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *