أرامكو النووية – من سيكون الشريك، أمريكا أو الصين

“هذا عرضنا وان لم توافقوا عليه سنذهب للصين” . هذا ما قاله سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على طاولة الحوار مع واشنطن. فحلم المملكة العربية السعودية بتدشين مشروع أرامكو النووية لا يزال حيا. وامتلاك برنامج نووي سلمي مثلها مثل كثير الدول.

عروض صينية روسية

وعلى طاولة الرياض عروض مغرية اخرى. الصين تنتظر الرد. وروسيا لا تمانع بالتعاون. لكن السعوديين لا يريدون افتعال المشاكل قبل ان يعرضوا على صناع القرار في امريكا. الا ان الخيارات البديلة قد تكون هي الحل اذا ما بقيت الولايات المتحدة متمسكة بعدم السماح للمملكة بالحصول على النووي. واخر المشاريع يحمل اسم ارامكو النووية. فهل يتحقق حلم السعودية.

علاقات لطالما وصفت بالعميقة والقوية. لكن لا تخلو من بعض الخلافات. السعي والولايات المتحدة امام تحد جديد. يتلخص في منح المملكة للتقنية اللازمة للنووي. فالولايات المتحدة وكما هو متعارف عليه هي المنتج الاول للطاقة النووية في العالم. لكنها مع السعودية تحديدا دائما ما كانت متواضعة في هذا المجال. فهم يتعاونون امنيا بشكل كبير وعسكري بشكل اكبر. لكن عندما يصل النووي تنقلب الاية.

بداية محادثات النووي

اول المحادثات بين الجانبين انطلقت في العام الفين وثمانية. عندما وقعت الرياض وواشنطن مذكرة تفاهم على بناء برنامج نووي مدني. وذلك ضمن اطار البرنامج الامريكي الذرة من اجل السلام. لكنه في الحقيقة لم يرى النور.

تكرر النقاش في العام الفين وتسعة عشر. وقالت رويترز حينها ان الاتفاق تم فعلا على بناء التطعيم للطاقة النووية ستتسع لاحقا لتصل الى ستة عشر مفاعلا نوويا. وذلك بكلفة تقدر بثمانين مليار دولار. لكن وكما العادة لم يتم ذلك على الارض حتى اليوم.

مقترح سعودي – أرامكو النووية

موقع امريكي كشف تفصيلا جديدا في القضية. فقد ذكر ان المملكة قدمت مقترحا جديدا لواشنطن لبناء برنامج نووي مدني تحت مسمى أرامكو النووية. الموقع اكد ان ادارة بايدن عقدت محادثات عدة مع الرياض خلال الاشهر الماضية لتعزيز التعاون الدفاعي والاقتصادي. والتي تضمنت خطة لاتفاق سلام بين السعودية واسرائيل مقابل ان تقدم واشنطن دعمها للمملكة في تطوير الطاقة النووية.

لكن عرض المملكة الجديد قد يضرب طموح شروط واشنطن. فكرة المشروع الذي طرحته الرياض جاءت من التجربة الناجحة في شركة ارامكو للنفط. والتي دخلت بشراكات مع القطاع الخاص الامريكي. وان عملية الشراكة او المشروع الجديد يمكن ان تعود بالمنفعة على التعاون النووي بين البلدين.

شركة نووية جديدة

كما اشار الموقع الى مقترح ثان لتأسيس شركة جديدة باسم الشركة العربية الامريكية للطاقة النووية. والتي ستضم شركات وكيانات امريكية ستمنحها السعودية مهمة الاشراف على المشاريع النووية لديها. السعودية تذهب بقوة لتدشين مشروعها النووي بهدف استغلال مواردها من اليورانيوم. ولذلك تؤكد مرارا ان برنامجها النووي سيكون سلميا وتجاريا بشكل كلي ومدفوعا بالاحتياطات الضخمة التي تملكها من اليورانيوم. حيث تمثل احتياطات السعودية سبعة بالمائة من الاحتياطي العالمي من مادة اليورانيوم. ما يسمح لها بلعب دور مهم في سوق الوقود النووي.

الصين تبدأ استخراج اليورانيوم

على الجانب الاخر تخرج تدخلات دول اخرى لاقناع السعودية في تدشين برنامجها والشروع ببرنامج أرامكو النووية بعيدا عن الولايات المتحدة. حيث ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال ان السعودية بدأت بالفعل بتطوير برنامجها النووي بمساعدة الصين. حيث انطلقت بتشييد منشأة لاستخراج اليورانيوم وتحديدا في مدينة العلا شمال غربي البلاد.

ان ذلك التعاقد لا يمنح السعودية كل ما تريد لكنه يؤكد فاعلية الصين في مساعدة المملكة في الملف النووي. اذ سبق ان قالت مصادر رسمية حكومية في المملكة انها تعاقدت مع الصينيين لاستكشاف اليورانيوم. كما اكد خبراء الحد من انتشار الاسلحة النووية ان المملكة لم تنتهك الاتفاقات الدولية بهذا الخصوص. والتي تعد طرفا فيها بشكل مباشر.

مماطلة أمريكية

في الحقيقة أنه من غير الواضح ما اذا كانت ادارة بايدن تتشجع لإقامة مشروع أرامكو النووية أو اذا ما كانت ستنظر الى المقترح السعودي بجدية. لكن الحقيقة ان الولايات المتحدة تواجه خيارات صعبة في وقت تحاول كبح سباق التسلح النووي في الشرق الاوسط. وانها في حال اصرت على الرفض وعدم الرد فان المملكة ستتجه نحو الصين وروسيا.

والتي سبق ان لمح ولي العهد السعودي محمد بن عليهما. خصوصا في ظل توتر العلاقات في العام الاخير بين الدولتين. مقترح السعودية يؤكد عزمها على تطوير بنيتها النووية باي شكل كان. وفي ذات الوقت وفق شروط يتفق عليها بين الطرفين بشكل عادل. لكن واشنطن يبدو انها ستتجه للمماطلة اكثر واكثر. فهل تتجه الرياض للشرق? ام ان واشنطن فوت فرصة عودة المياه لمجاريها مع الرياض. من خلال نووي وطاقة مرعبة. ستوب.