الحرس الوطني الروسي – ضربة بوتين الإستباقية التي نجته من التمرد

وكأن بوتين كان قد قرأ المستقبل حين قرر تأسيس الحرس الوطني. وكان الرئيس الروسي كان يعلم ان التمرد في روسيا قد يحدث، وفعلا حدث. وهنا تعريف بالحرس الوطني الروسي. الذين قالت بريطانيا عنهم انهم من سيحسمون الصراع في بلاد الروس.

قوات فاجنر

مع اعلان قوات فاجنر الخاصة التمرد على موسكو ومع اعلان الكريملين ان هذه القوات خانت موسكو كان التعليق الاول لوزارة الدفاع البريطانية على ما جرى في روسيا يتعلق بالحرس الوطني الروسي. والذين وصفتهم وزارة الدفاع البريطانية ان مستقبل الصراع واي صراع يتعلق بهم وبولائهم.

والتقرير البريطاني الصادر عن وزارة الدفاع كان قد نشر عقب تدحرج الاحداث في بلاد الروس بعد ان اعلن قائد الفاجنر الروسية يفغين بريغوجين تمردا على قيادة الجيش الروسي متعهدا بانه سيذهب حتى النهاية وان يدمر كل من يعترض طريقه. وان لديه خمسة وعشرين الف مقاتل مستعدون للقتال حتى الموت.

بريجوجين الخائن

تهديد اعتبره الرئيس الروسي قاتلا للدولة على حد وصفه. وواصفا لبريجوجين بالخائن ما كان بمثابة الاعلان على تحييد قوات فاغنر التي قالت انها تتواجد داخل حدود الدولة الروسية. وهو ما يعني ان على ما في روسيا حمايتها من فاغنر ذكرت موسكو. وفعلا صدق البريطانيون في تحليلهم حيث كان اول تحرك جرى ضد فاجنر هو من قوات الحرس الوطني الروسي. الذين تحركوا مباشرة لمقر فاجنر في مدينة سان بطرسبورج شمال البلاد وهي ثاني اهم المدن في روسيا على الاطلاق. فمن هم هؤلاء؟

قوات الحرس الوطني

تعريف

الهيئة الفيدرالية لقوات الحرس الوطني للاتحاد الروسي وتعرف اختصارا بالحرس الوطني الروسي. وهي مؤسسة فيدرالية تتبع السلطة التنفيذية لروسيا الاتحادية. تم تأسيسها في الخامس من نيسان ابريل عام الفين وستة عشر. وقد تم انشاء هذه القوات على قاعدة قوات الامن الداخلي الروسية. والتي تتبع وزارة الداخلية وهي قوات شبه عسكرية. لكن يحق لها الحصول على اسلحة عسكرية.

مهام قوات الحرس الوطني الروسي

ووفقا للقانون اسس فيه بوتين هذه القوات فان من ابرز مهامها:

• المشاركة في حماية النظام العام
• ضمان السلامة العامة
• حماية مرافق الدولة المهمة والحمولات الخاصة وهياكل التواصل وفقا للقوائم المعتمدة من قبل حكومة الاتحاد الروسي
• المشاركة في مكافحة الارهاب والتطرف
• المشاركة في تنفيذ انظمة حالة الطوارئ والاحكام العرفية والنظام القانوني. لعملية مكافحة الارهاب
• المشاركة في الدفاع عن اراضي الروسي
• مساعدة سلطات الحدود التابعة لجهاز الامن الفيدرالي في حماية حدود الاتحاد الروسي
• الاشراف على تنفيذ تشريعات الاتحاد الروسي. في مجال تداول الاسلحة وفي مجال الامن الخاص وانشطة المباحث الخاصة
• ضمان سلامة مباني الوقود والطاقة
• مراقبة انشطة الوحدات الامنية للكيانات القانونية ذات المهام القانونية الخاصة ووحدات الامن في الادارات المختلفة
• ضمان امن كبار المسؤولين في المكونة للاتحاد الروسي كرؤساء الهيئات التنفيذية العليا لسلطة الدولة في الكيانات المكونة للاتحاد الروسي وغيرهم من الاشخاص

وبمعنى اخر فان مهام هذه القوات هي حماية اركان النظام الروسي. وبمعنى اكثر دقة حماية سلطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وعلى الرغم من تبعية هذه القوات رسميا لوزارة الداخلية او وزارة الامن الداخلي. فان هؤلاء الحرس يتبعون الكرملن مباشرة بامره. وهم باختصار اكثر من شرطة واقل من جيش.

حراس بوتين الشخصيون

امر اثار الجدل كثيرا في موسكو حين اعلن الكرملن تأسيس الحرس الوطني الروسي. حتى ان البعض وصف الحرس الوطني بانهم حراس بوتين الشخصيون وانه لا يثق الا بهم. ما دفع المتحدث باسم الكريملين انذاك ديمتري بيسكوف للخروج والقول ان تأسيس الحرس هذا لا يتعلق بازمة الثقة. خاصة ان شركة الاستخبارات والتحليل الامريكية سترات فور كانت قد اعتبرت انشاء الحرس الوطني كمحاولة من قبل الرئيس فلاديمير بوتين لحماية نفسه من عدم الولاء المحتمل من وكالات انفاذ القانون الاخرى. بما في ذلك القوات المسلحة في حالة حدوث انقلاب.

تهديد لروسيا الإتحادية

صحيح ان لا انقلاب قد جرى. لكن قد حدث ما هو قريب منه. والحديث عن تمرد فاجنر. الذي بات يشكل تهديدا للدولة الروسية. سيما في حالة تلقى فاجنر هذا دعما غربيا. فقد يكون بمثابة بداية النهاية لروسيا الاتحادية. وهذا تعبير استخدمه الرئيس الاوكراني في تعليقه على ما جرى مؤخرا في بلاد الروس.

لذا كل الاعين تصب الان على قوات الحرس الوطني الروسي التي قالت لندن انها من ستحسم الصراع في بلاد الدب. والتي بدأت فعلا بالتحرك ضد الفاجنريين. الا اذا جرى ما قد لا يكون بالحسبان. وهذا ما للمستقبل القريب.