معسكرات الأندية.. 72 عاما خارج الحدود

عرفت الأندية السعودية المعسكرات الخارجية منذ نحو 72 عامًا، عندما نظم فريق الاتحاد الأول لكرة القدم معسكرًا خارجيًا في مصر 1950، كأول فريق سعودي يعسكر خارجيًا.
وخاض خلاله ثلاث مباريات أمام البارجة الإنجليزية شيفرون وكسبها بهدف دون مقابل ثم أمام شل وشباب الأهلي، بحضور الأمير منصور بن عبد العزيز ، وفق ما ذكره لـ”الرياضية”المؤرخ الرياضي فالح السمحان الذي استند على سرده هذا التقرير.
وشهدت حقبة الستينيات الميلادية سفر ناديين فقط إلى أوروبا والدول العربية لتنظيم معسكرات إعدادية في فترات الصيف، هما الأهلي الذي غادر إلى إنجلترا عام 1966، والنصر إلى البحرين في 1969.
وفي النصف الثاني من السبعينيات الميلادية، انتظمت المعسكرات الخارجية كما هي بصورتها الحالية، بعد الدعم السخي الذي أولته الحكومة للقطاع الرياضي أسوة بغيره من القطاعات بهدف التطوير والرقي.
وأحجم الكثير من الفرق عن المعسكرات الخارجية في حقبة التسعينيات، ما عدا القليل منها، لكنها عادت بقوة مع مطلع الألفية الجديدة، إذ كانت أغلب الفرق تفضل الإعداد في أوروبا خاصة دول النمسا وإسبانيا وهولندا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا والدول العربية مثل مصر وتونس.

إيقاف.. وحرمان من المصروف

عاقب النصر لاعبه الراحل مبروك التركي في معسكر بلجيكا بثلاث عقوبات بسبب تذمره من قوة التدريبات التي كان يفرضها المدرب اليوغسلافي لوبيشا بروشتش، فأقدم على إتلاف الكرات الطبية بعد عودة الجهازين الإداري والفني واللاعبين إلى الفندق، لكن من سوء حظه أن المسؤولة عن المركز شاهدته، فعاقبه الأمير الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود رئيس النادي الذي كان يحضر للمركز دائمًا قبل وصول أعضاء الجهاز الفني ،بالحرمان من المصروف اليومي لمدة ثلاثة أيام، ومن الإجازة الأسبوعية وعدم خروجه من الفندق.

أما الاتحاد ، فتعاقد مع أكاديمية “جيمي هيل” في نهاية السبعينيات الميلادية لتطوير لعبة كرة القدم وأصبحت المعسكرات أكثر تنظيمًا وترتيبًا. وفي عام 1978م غزت الأندية السعودية قارة أوروبا لإجراء معسكراتها هناك، واتجه الاتحاد إلى النمسا وإسبانيا والنصر إلى بلجيكا.

إتي تونيك

ذهب الاتحاد إلى إيطاليا عام 1981م لتنظيم معسكر إعدادي، لكنه لم يلعب أي مباراة تجريبية بسبب الأمطار الغزيرة التي ضربت إيطاليا، ليعود ويكمل المعسكر داخليًا.

وفي عام 1984 غادر النصر مع مدربه البرازيلي باولو سيزار كربيجاني إلى هولندا، أما الأهلي فذهب إلى ألمانيا بينما ذهب الاتحاد إلى البرتغال.

وفي عام 1987م غادر الاتحاد إلى النمسا وهناك تم تصوير إعلان منتجات الاتحاد “إتي تونيك” واستمر معسكره لمدة شهر خاض خلاله سبع مباريات تجريبية. وفي عام 1989م عسكر الهلال في إسبانيا وفي عام 1990م عسكر الهلال أيضًا في ألمانيا، وفي العام التالي عسكر في البرتغال وكانت في أيام عشر ذي الحجة إذ طلبت إدارة الهلال من المسؤولين في الفندق السماح لهم باستخدام مطبخ الفندق لتجهيز وجبة السحور لرغبة اللاعبين في صيام يوم عرفة. وسافر الاتفاق إلى ألمانيا عام 1987، وقضى هناك ثلاثة أسابيع، خاض خلالها مواجهة واحدة أمام الوحدة اليمني، بمناسبة اعتزال لاعبيه غدرة ومفتاح غريب.

حقبة الستينيات

طار الأهلي إلى إنجلترا عام 1966 ونظم معسكرًا هناك استعدادًا لموسم 1967، وتزامن مع نهائيات كأس العالم الثامنة، التي نظمتها إنجلترا وفازت بها، لكنه لم يلعب أي مباراة تجريبية. وتابع لاعبو الأهلي البطولة من المدرجات. كما نظم النصر معسكرًا في البحرين عام 1969 ولعب مباراة تجريبية مع فريق النهضة البحريني وتغلب عليه بـنتيجة 4ـ3 في ملعب المحرق البحريني، وسجل الأهداف كل من محمد سعد العبدلي وعبد الرحمن خير الله وناصر الجوهر ومبارك الناصر.

رحلة لبنان

في بداية السبعينيات غادر النصر إلى لبنان، ونظم معسكرًا إعداديًا قصيرًا في بيروت، بعد فوزه بكأس ولي العهد عام 1973م، ولعب خلاله مباراة تجريبية واحدة أمام فريق النجمة بطل الكأس في لبنان، وكتبت عنها الصحف اللبنانية خاصة مجلة الصحة والجمال التي أفردت للزيارة “8” صفحات وعنونت في أولى الصفحات ما يلي: “أول سفارة لكرة القدم والنصر السفير الأول”.

وجهات متتابعة

ازداد عدد الفرق التي تنظم معسكراتها خارجيًا، في بداية الثمانينيات الميلادية، فخرج الهلال في جولة بدول الخليج، وذهب الاتحاد إلى إيطاليا والنمسا ثم الإمارات، والنصر إلى هولندا ثم إلى إسبانيا، والرياض إلى فرنسا، بينما ذهب الشباب إلى المغرب والنهضة إلى تونس، والاتفاق إلى الإمارات. ولعب الاتحاد في الإمارات مع ثلاثة من أنديتها، والهلال مع المحرق البحريني، أما الأهلي فسافر إلى قطر لتكريم عبيد جمعة قائد السد والمشاركة في اعتزاله. وفي عام 1980م نظم الهلال رحلة خليجية لعب خلالها مع العين الإماراتي ثم اتجه إلى الكويت ولعب مع القادسية والكويت بينما ذهب الأهلي إلى تونس ولعب مع المرسى والملعب والترجي .

تبرعات واحتكاك

انهالت التبرعات على فريق الاتحاد الأول لكرة القدم بعد فوزه على فريق شيفرون تجريبيًا بهدف دون مقابل خلال معسكر 1950 في مصر.

وتكفل الأمير منصور بن عبد العزيز بتذاكر السفر ذهابًا وإيابًا إلى مصر، كما تكفل الأمير عبد الله الفيصل بنفقات الإقامة لمدة 15 يومًا.

وخاض الاتحاد في تلك الرحلة أيضًا مباراة أمام فريق شل الرياضي وتعادل معه بنتيجة 2ـ2، كما التقى بفريق الأهلي القاهري لدرجة الشباب وتعادل معه سلبًا، لتسجل هذه الرحلة ذاتها أولى الرحلات السعودية الرياضية للخارج، وقد كانت فرصة للاحتكاك.