اسرائيل وايران

اسرائيل وايران – تهديد بالرد و تحذير من العواقب

في ظل التصاعد الحاد للتوترات في الشرق الأوسط، وتزايد التحركات العسكرية بشكل غير مسبوق بين اسرائيل وايران بعد تبادل التهديدات بين الجانبين، أعلنت البحرية الإيرانية عزمها مرافقة سفن البلاد في المياه البحرية.

مرافقة السفن التجارية

وفي تصريح للقائد البحري، شهرام إيراني، اليوم الأربعاء فيما يتعلق بالتوتر الحاصل بين اسرائيل وايران، أفادت وكالة تسنيم شبه الرسمية بأن البحرية ستقوم بمرافقة السفن التجارية في البحر الأحمر خلال هذه الفترة المتوترة.

البحرية الايرانية

وأضاف القائد البحري قائلاً: “نسهر على مرافقة سفننا من خليج عدن وصولاً إلى قناة السويس، ونحن جاهزون لحماية سفن الدول الأخرى أيضاً”، مؤكداً استعدادهم لتقديم الدعم والحماية في ظل التوترات الحالية.

بالإضافة إلى ذلك، أكد أن “المدمرة جماران تقوم بمهمتها في خليج عدن حالياً، ومن المقرر أن تستمر في هذا الدور حتى وصولها إلى البحر الأحمر”.

تحذير من رد اسرائيلي محتمل

وفي سياق متصل، أكد قائد القوة البرية في الجيش الإيراني أنه “لا مهادنة مع المعتدي على الأراضي الإيرانية“. وأضاف العميد كيومرث حيدري: “يجب أن يكون الكيان الصهيوني على علم أن أي تصعيد سيواجه رد فعل قوي يجعله يندم”.

جاءت هذه التصريحات في ظل استمرار تحليل إسرائيل للخيارات المتاحة للرد على الهجمات الإيرانية التي شهدتها أراضيها ليل السبت الأحد، والتي تأتي كرد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف السفارة الإيرانية في دمشق في بداية شهر أبريل الجاري.

وذلك بعد مرور خمسة أيام على خطف الحرس الثوري لسفينة تابعة جزئياً لرجل أعمال إسرائيلي في مضيق هرمز، وسحبها نحو المياه الإقليمية الإيرانية.

الرد أو ضبط النفس

ومنذ يوم 12 أبريل الجاري، عقدت حكومة الحرب الإسرائيلية عدة اجتماعات لدراسة الرد على طهران، التي أكدت مراراً أن الرد لا مفر منه.

الرد الاسرائيلي

فيما رجح بعض المراقبين للوضع المتوتر بين اسرائيل وايران والمسؤولين الأميركيين أن يكون الرد مباشرة من إسرائيل نحو الداخل الإيراني، بحيث يستهدف مواقع محددة من دون أن يشعل حرباً أوسع، أو مصالح إيرانية في الخارج قد تكون سفناً أيضا، أو مواقع تخزين أسلحة أو مراكز لميليشيات مدعومة سواء في العراق أو سوريا أو لبنان. كما رأى بعض المحللين أن الرد الإٍسرائيلي قد يأتي على شكل هجمات سيبرانية.

كذلك رجح مسؤولون أميركيون أن يحصل الرد الإسرائيلي نهاية هذا الأسبوع، إلا أن إسرائيل لم تعلن بطبيعة الحال أي تفاصيل لا من قريب ولا من بعيد. إلا أن واشنطن والعديد من الدول الغربية الحليفة لها حثتها على ضبط النفس وعدم الرد، وتصعيد الوضع في المنطقة المشتعلة أصلا منذ تفجر الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

اتخاذ قرار الرد

وفي تصريحات لوزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، عن توتر العلاقات بين اسرائيل وايران قال أنه يبدو أن إسرائيل قد اتخذت قراراً بالرد على الهجوم الإيراني، مع الأمل في أن يتم ذلك بطريقة تحافظ على تقليل التصعيد إلى أدنى حد. وأضاف كاميرون خلال لقاءه مع الصحافيين في تل أبيب اليوم الأربعاء، “يبدو أن الإسرائيليين قد اتخذوا قراراً بالتصرف… نأمل أن يتم ذلك بطريقة تقلل من التصعيد إلى أقصى حد ممكن”.

اقرأ ايضاً
جونسون: باقٍ في منصبي

وأكد كاميرون أن بلاده ترغب في فرض عقوبات متنسقة على طهران، معتبراً أن من الضروري على مجموعة السبع أن ترسل رسالة واضحة في هذا الصدد. تأتي تلك التصريحات في ظل المناقشات الواسعة التي شهدتها الأوساط العسكرية والسياسية الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة حول توقيت وطبيعة الرد المناسب.

اجتياح رفح أو الرد على ايران

على الرغم من تأكيدها على الرد على الهجمات الإيرانية التي استهدفت أراضيها ليل السبت الأحد، يبدو أن المشهد يُعتبر تحديًا كبيرًا أمام إسرائيل.

فقد وُجِدت أمام خيارين صعبين، حيث يعتبر العديد من الخبراء أن الرد على الهجوم الإيراني وشن هجوم على مدينة رفح المزدحمة جنوب قطاع غزة هما جبهتان صعبتان للغاية على إسرائيل التعامل معهما في نفس الوقت، مما يضعها في حالة اضطرار للاختيار.

لكن بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فإن المشكلة تكمن فقط في الجدول الزمني، حيث أكد مرارًا أنه مصمم على تحقيق كلا الهدفين.

اسرائيل وايران تهدئة أو تصعيد

ومع ذلك، لا يمكن تجاهل دعوات واشنطن الملحة لضبط النفس من جهة وحماية المدنيين في جنوب القطاع الفلسطيني. في هذا السياق، يستبعد العديد من المحللين قدرة الجيش الإسرائيلي على التعامل مع جبهتين في نفس الوقت.

وفي إطار التوتر المتصاعد بين اسرائيل وايران ، أشار مايكل هورويتز، مدير شركة لو بيك للاستشارات الأمنية، إلى أن إسرائيل لن تكون قادرة على شن هجوم في رفح والرد على إيران في الوقت نفسه، مشيرًا إلى أنه سيكون هناك تسلسل وقرار يجب اتخاذه.

مجلس الحرب الاسرائيلي

من جانبه، اعتبر جون إيراث، مدير الأبحاث في مركز مراقبة الأسلحة والحد من انتشارها، أنه لا ينبغي على تل أبيب الإسراع في الرد على طهران، حيث أنها حالياً لا تواجه تهديدًا مباشرًا من إيران، وبالتالي يمكن لها أن تأخذ الوقت الكافي لدراسة الخيارات المتاحة التي لا تزيد من التصعيد فحسب، بل من الممكن أن تساهم في إنهاء الأزمة.

رأي الاسرائيليين

من ناحية أخرى، يبدو أن الرأي العام الإسرائيلي مقسم أيضًا. فأظهر استطلاع للرأي أجرته الجامعة العبرية في القدس ونُشر يوم الثلاثاء الماضي، أن 48% من المشاركين يؤيدون الرد على إيران بأي ثمن (في حين يعارضهم 52%)، بينما يؤيد 44% شن هجوم على رفح حتى لو تسبب ذلك في تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة.

ويجدر بالذكر أنه لا يمكن لإسرائيل شن هجوم على المدينة الفلسطينية حتى يتم إجلاء 1.5 مليون نازح فروا من الحرب في غزة وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.

وكانت مصادر أمنية إسرائيلية قد أشارت سابقًا إلى أن الهجوم على رفح كان من المفترض أن يبدأ هذا الأسبوع، ولكن خطط الجيش التي لم يتم الكشف عنها بعد تأثرت.

المصدر: أخبار السعودية 24

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *