هيرمز 900 النجم الإسرائيلي الذي أسقطته غزة

هيرمز 900 هي أحدث مسيرات إسرائيل، سقطت في سماء غزة وعلى حدود لبنان لكن تل أبيب تصر على استخدامها وتقول أنها من الأفضل في العالم لا تطلق الصواريخ والقذائف لكنها تجمع لإسرائيل ما تريد من معلومات تحلق لمدة 30 ساعة متواصلة وتصل لأبعد النقاط التي تريدها الدولة العبرية تكلفتها الملايين وتمنحها الكثير لكنها هددت بالدمار بعد حرب غزة.

هيرمز 900 النجم الإسرائيلي

ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل كل ما في جعبتها ضد غزة فقد اعتادت على إخراج أحدث الأسلحة والصواريخ لضرب القطاع خصوصاً إذا كانت هذه المرة تختلف عن أي مرة سابقة فقد بدأ الهجوم من القطاع نحو المستوطنات في السابع من أكتوبر والذي وصف بأنه أكبر اختراق استخباراتي وعسكري بحق الدولة العبرية.

طائرتان هيرمز 900 في أجواء قرى فضاء صور .. pic.twitter.com/U1QShCRgx7

— Mohamed. H. N🇱🇧💛 (@Mohamed68651800) April 18, 2024

لم تكن إسرائيل تريد قصف القطاع فقط بل تريد الحصول على المعلومات اللازمة لمنع هجوم مستقبلي وحتى ضرب نقاط قوة الفصائل الفلسطينية في القطاع فأخرجت لنا البت هيرمز 900 وهي طائرة إسرائيلية مسيرة متوسطة الحجم ومتعددة الحمولة صممت للممات التكتيكية في الارتفاعات المتوسطة وفي نفس الوقت تمتلك مدة تشغيل طويلة مقارنة بغيرها فهي تعمل لمدة 30 ساعة في الجو ويصل ارتفاعها الأقصى إلى 3 آلاف قدم.

مهمتها الرئيسية كما يريد الجيش الإسرائيلي هي المراقبة والتنصت وترحيل الاتصالات. استخدمت الطائرة لأول مرة في الحرب على غزة عام 2014 لكنها دخلت الخدمة رسميا في الجيش الإسرائيلي عام 2017 وعدت بذلك أحدث طائرة مسيرة في الجيش الإسرائيلي حتى اليوم وفي نفس الوقت سوقت لها إسرائيل بشكل كبير كونها أثبتت قوتها خلال التجارب وعام 2014 أيضاً حتى جاء العام 2024 ليكسر ذلك المفهوم وتتغير نظرة العالم إليها جزئياً.

اسقاط متكرر

ففي يناير من العام الحالي أسقطت الفصائل الفلسطينية واحدة منها في قطاع غزة وبعدها بمدة قليلة أسقط حزب الله اللبناني واحدة أخرى على الحدود ما أثار الشك حول الطائرة وقدراتها خصوصاً إذا كانت لم تنفذ غارة واحدة حتى الآن. ولنعرف التفاصيل أكثر تعال لنروي لك قصة النجم الإسرائيلي ومواصفاته.

طائرة هيرمز 900 المسيرة أنتجت على يد شركة أمريكية إسرائيلية وهي شركة ألبت الشهيرة في الصناعات الموجهة للجيش الإسرائيلي حيث تنتج الشركة عدة أنواع من المسيرات والطائرات العسكرية وأنظمة الطائرات المروحية وأنظمة الطيران والهياكل الجوية وأنظمة الطائرات من دون طيار والأنظمة الكهربائية الضوئية. وتختص أيضًا بصناعة الرؤية الليلية والأنظمة البحرية وأنظمة المركبات البرية بالإضافة إلى القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والأنظمة السبرانية والحرب الإلكترونية وأنظمة استخبارات الإشارات.

ولهذا تعد تلك الشركة من أكثر الشركات تعاونًا مع جيش إسرائيل فكونها تتدخل في كل تلك الصناعات العسكرية يكاد لا يخلو سلاح إسرائيلي من لمسة شركة ألبت ولهذا فإن طائرة هيرمس 900 المسيرة حظيت بتقدير مميز ومختلف عن باقي الأسلحة حتى من حيث تكلفتها إذ تقول وكالة جينز للاستخبارات العالمية أن سعر القطعة الواحدة من تلك الطائرة يبدأ من 5.83 مليون دولار إلى 6.85 مليون دولار أمريكي وتلك التكلفة دون احتساب تكاليف صيانة الطائرة.

المواصفات

وبالانتقال لمواصفات وخصائص الطائرة الإسرائيلية فوزن طائرة هيرمز 900 يقدر بـ 1180 كيلوغرامًا وتبلغ حمولتها الإجمالية 350 كيلوغرامًا وكما ذكرنا لديها القدرة على الطيران لأكثر من 30 ساعة مع إمكانية التحليق على ارتفاع 30 ألف قدم وتصل سرعتها إلى 220 كم في الساعة الواحدة.

وعلى الرغم من أن هيرمز يتم توظيفها حاليًا في الاستطلاع والتنصت إلا أنها قادرة على حمل أربعة صواريخ جو-أرض من طراز إي جي أم 114 هيل فاير أو صواريخ جو-جو من طراز إي إي إم 92 ستينجر المستخدمة لاعتراض الطائرات والمسيرات كما لديها القدرة على حمل قنابل موجهة بالليزر من نوع جي بي يو 12 فاي واي أو قنابل جدام المستخدمة في استهداف المواقع وشن هجمات وتنفيذ اشتباكات واغتيالات وعمليات نوعية.

الميزات الأساسية

ومن ناحية المميزات فللطائرة الإسرائيلية أربعة مميزات وهي:

1. الهيكل الكبير للطائرة والذي يتيح قدرة استيعابية عالية لتنوع الحمولات
2. تضم أجهزة استشعار عالية الأداء
3. قدرتها على اكتشاف الأهداف البرية والبحرية
4. القدرة على تنفيذ مهمتين متزامنتين في رحلة واحدة.

تلك المواصفات والمميزات دفعت الكثير من الدول للحصول على هيرمز 900، فبحسب تقرير للشركة المصنعة فإن ثماني دول حصلت على تلك الطائرة من بينها كندا وسويسرا والبرازيل، ويوجد 20 طلبا آخر لشرائها من دول مختلفة، وتعد الطائرة واحدة من بين مجموعة متنوعة من الطائرات المسيرة الحديثة التي بدأت إسرائيل باستخدامها ضد الفلسطينيين بعد العام 2000، وتعمل بشكل دوري على التسويق لها حول العالم لتكون قادرة على تطوير المزيد من الطائرات المشابهة لها.

ضربة موجعة

لكن هيرمز 900 تلقت ضربة موجعة هذا العام، وذلك بعد إسقاطها مرتين، فعلى الرغم من أنها إسقطت بالمرتين وهي غير محصنة أبداً، إلا أن ما حدث يهدد سمعة الطائرة والشركة المصنعة، وقد تدفع دولاً عديدة للتراجع عن شرائها وذلك لسلبيات موجودة فيها، فهي تحلق على مستوى ارتفاع متوسط لتنفيذ مهام مراقبة وتنصت بشكل أدق، وذلك المستوى المتوسط يسمح للمضادات الأرضية بإسقاطها ما يعني أنها تحلق دون ذخيرة وقد يتم إسقاطها في أي لحظة.

والأمر الآخر أنها من بين أغلى الطائرات المسيرة في العالم، فسعرها قد يصل في بعض الأوقات لأكثر من سبعة ملايين دولار أمريكي، وهي تكلفة عالية بالنسبة لجيوش قد تكون في خضم حرب مستعرة تهدد طائراتها وكل أسلحتها، وخسارتها عدداً من تلك الطائرات يعني خسائر مادية فادحة وهو ما تخشاه إسرائيل. بعد تكرار عمليات الإسقاط خفضت إسرائيل من الطلعات الجوية لـِ هرمز 900 بحسب مراقبين لكنها حتماً ستحتاجها في قادم الأيام، فهل تنجح بمهمتها الجديدة أم ستسقط وتكون النهاية لنجم إسرائيل؟

المصدر: أخبار السعودية 24