الرد الاسرائيلي

اسرائيل تهدد وايران تحذر – الرد الاسرائيلي كيف ومتى ؟!

وسط تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، وتبادل التهديدات بين إسرائيل وإيران، خاصة بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن دراسة خطط الرد الاسرائيلي على الضربة الإيرانية التي وقعت يوم السبت الماضي، وبعد وضع عدة سيناريوهات، جاء تحذير إيران.

أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الثلاثاء، أن رد بلاده سيكون قويا ضد أي تحرك يستهدف مصالحها.

تحذير ايراني

وفي سياق متصل، حذر نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية علي باقري كني من أن بلاده سترد بسرعة فائقة على أي هجوم إسرائيلي جديد.

علي باقري كني

حيث اعتبر أن الإسرائيليين ارتكبوا خطأ استراتيجيًا عندما شنوا غارة على القنصلية الإيرانية في دمشق في بداية أبريل الحالي، مما أتاح فرصة لاختبار القدرات العسكرية والدفاعية الإيرانية بشكل حقيقي. لولا تلك الغارة، لما كانت هناك الظروف الملائمة لهذا الاختبار، حسب تقديره.

عدم تكرار الخطاً

وفي تصريحاته التلفزيونية، حثهم على عدم تكرار خطأهم الاستراتيجي، مؤكدًا أنهم إذا فعلوا ذلك، فإنهم سيتعرضون لضربة أشد وأقوى وأسرع، دون أي تأخير، وستكون هذه المرة القادمة لا تمهلهم 12 يومًا، ولن يتم قياس الوقت باليوم والساعة، بل بالثواني، وفقًا لما نقلته وكالة “تاس”.

وأوضح أيضًا أنه عندما قررت بلاده توجيه ضرباتها، وضعت خططًا لمواجهة أي ردود فعل محتملة في المستقبل، وأضاف قائلاً: “لذلك، إذا تعرضت تراب إيران لأي هجوم، فسيجعلهم عرضة لرد فعل أكبر وأشد بكثير”.

تلك التصريحات جاءت بعد تأكيد العديد من المسؤولين الإسرائيليين، سواء السياسيين أو العسكريين، خلال الساعات والأيام الماضية، على أن الرد على الضربات الإيرانية سيكون بمئات الصواريخ والطائرات بشكل لا مفر منه، بطريقة حاسمة وواضحة.

رد محدود

على الرغم من ذلك، قدّمت تل أبيب إلى واشنطن في نفس الوقت تنويهًا بأن الرد الاسرائيلي المقترح قد يكون محدودًا لتفادي تصعيد التوترات وتصاعد النزاع الذي بدأ منذ السابع من أكتوبر الماضي في قطاع غزة.

وفيما دعت الإدارة الأميركية الحكومة الإسرائيلية إلى التحلي بالتريث وضبط النفس، وعدم الانجراف نحو التصعيد، أكدت في الوقت نفسه عدم تورطها في أي هجوم محتمل يشنه الجانب الإسرائيلي.

اشتعال الفتيل

هذا التوتر الغير مسبوق في منطقة الشرق الأوسط بدأ يتصاعد منذ بداية أبريل الحالي، عقب الضربة التي شنتها إسرائيل على القنصلية الإيرانية في دمشق، والتي أسفرت عن مقتل عميد رفيع في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ونائبه، بالإضافة إلى 5 ضباط آخرين.

هجوم القنصلية الايرانية

هذه الضربة دفعت إيران إلى الانتقام، حيث نفذت غارات عدة على مواقع مختلفة في الداخل الإسرائيلي يوم السبت الماضي، وعلى الرغم من ذلك، لم تتسبب هذه الغارات في أضرار واسعة سواء من ناحية الممتلكات أو الأرواح. وفي الوقت نفسه، هددت تل أبيب بالرد على هذه الهجمات.

اقرأ ايضاً
تهديد الصدر باستقالة نوابه يربك حلفاءه في «إنقاذ وطن»

سيناريوهات الرد الاسرائيلي

كارولين روز

وفقاً لتقديرات المحللة الأميركية كارولين روز، التي تعمل كبيرة الباحثين في معهد نيولاينز الأميركي للدراسات الاستراتيجية، من الممكن أن يتأخر الرد الاسرائيلي على الهجمات الإيرانية، خاصة بعدما لم تتسبب هذه الهجمات في أي خسائر بشرية على الرغم من استخدام إيران مئات الصواريخ والمسيرات.

وأشارت روز في تصريحاتها لـ”العربية.نت” إلى أن “الضغوط الأميركية من شأنها أن تؤدي إلى تأخير الرد الاسرائيلي، حيث تهدف إلى عدم تصاعد النزاع في غزة”.

تأخر الرد

وأضافت أن هناك أسباباً أخرى قد تؤدي إلى تأخير الرد، مشيرة إلى أن إسرائيل قد تركز على التقدم الميداني في رفح، مما قد يؤدي إلى تأجيل ردها لعدة أسابيع.

بالنسبة للأماكن التي قد تتعرض للضربات، اعتبرت أنه من المحتمل أن تستهدف إسرائيل بعثات إيرانية في الخارج، أو مستشارين إيرانيين يعملون في سوريا ولبنان وغيرها من الدول التي تشهد نشاطاً للميليشيات الموالية لطهران.

وجدان عبد الرحمن

من وجهة نظر وجدان عبد الرحمن، الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية لـ”العربية.نت”، يعتبر أن الرد الاسرائيلي لا مفر منه لعدة أسباب، منها موافقة غرفة الحرب الإسرائيلية عليه، بالإضافة إلى أنه يخدم مصالح حكومة بنيامين نتنياهو. كما يوفر الفرصة لتل أبيب لاستهداف الأهداف داخل الأراضي الإيرانية، خاصة بعد التهديدات المتكررة بضرب المنشآت النووية الإيرانية.

رد محتوم

وأشار إلى أن طهران قد استهدفت لأول مرة الأراضي الإسرائيلية، في حين لم تستهدف إسرائيل الأراضي الإيرانية. وبناءً على ذلك، فإن احتمالية شن هجمات مباشرة داخل إيران من قبل إسرائيل تبدو واردة للغاية. وأوضح أن الضربة المتوقعة من جانب إسرائيل قد تحدث قريبًا وباستخدام مقاتلات وطائرات مسيّرة.

مجلس الحرب الاسرائيلي

وأضاف أن نتنياهو، من خلال تصريحاته، ألمح إلى إمكانية الترويج للضربات المتوقعة من جانب إسرائيل ضد إيران قبل تنفيذها فعليًا، مما يشير إلى أن هذه الضربات قد تكون بعد فترة من التوتر النفسي، ولذلك قد يتأخر الرد بضعة أيام أو أسابيع.

توقع العديد من المراقبين أن تستهدف إسرائيل مواقع عسكرية داخل الأراضي الإيرانية بشكل محدود، وأن تقوم أيضًا بشن هجمات سيبرانية، إلى جانب ضرب الميليشيات المدعومة من إيران في عدد من الدول العربية، بما في ذلك العراق وسوريا ولبنان.

رد حكيم

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الاثنين الماضي، أن الرد الاسرائيلي على إيران سيتم لكن بحكمة، وأكد أن طهران يجب أن تعيش التوتر كما عاشته إسرائيل.

وناشد المجتمع الدولي بالبقاء متحدًا في مواجهة “العدوان الإيراني الذي يشكل تهديدًا للسلام العالمي”، وفق تصريحه.

من جانبها، حثت الولايات المتحدة، التي أعلنت في وقت سابق وقوفها إلى جانب حليفتها إسرائيل، على ضرورة التهدئة وضبط النفس، واتخاذ نفس الموقف اتخذته العديد من الدول الغربية والعربية.

وعلى الرغم من ذلك، أبلغت واشنطن إسرائيل بأنها لن تشارك في الضربات ضد طهران أو وكلائها، على الرغم من مشاركتها قبل أيام في التصدي للمسيرات والصواريخ الإيرانية التي استهدفت الأراضي الإسرائيلية.

المصدر: أخبار السعودية 24

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *