الهجوم الجوي الايراني على اسرائيل

الهجوم الجوي الايراني على اسرائيل – رسائل ايرانية ومواقف دولية

ليلة أمس، بدأ الهجوم الجوي الايراني على اسرائيل باستخدام عشرات الطائرات المسيرة وصواريخ كروز، وذلك في أول تصعيد مباشر بعد مقتل قائد كبير في الحرس الثوري في هجوم يُعتقد أنه إسرائيلي استهدف مجمع السفارة الإيرانية في دمشق الأسبوع الماضي. هذا التصعيد ينذر بمزيد من التوتر في المنطقة المضطربة في الشرق الأوسط.

الخارجية الإيرانية

الخارجية الايرانية

وأفادت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان بأن الهجوم الجوي الايراني على اسرائيل استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية كرد على “أفعال عدائية” من جانب إسرائيل. وأكدت الوزارة في بيانها أن إيران تحتفظ بحقها الشرعي في الدفاع عن نفسها والرد على أي عدوان من قبل إسرائيل، مشيرة إلى استعدادها لاتخاذ المزيد من التدابير الدفاعية لحماية مصالحها.

من جهتها، أفادت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا” بأن إيران استهدفت قاعدة جوية إسرائيلية في النقب، والتي يُعتقد أنها كانت نقطة انطلاق الهجوم على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، العاصمة السورية. وأوضحت الوكالة أن قاعدة النقب الجوية كانت الهدف الرئيسي لصاروخ “خيبر” المطلق من طهران.

شرعية الهجوم الجوي الايراني على اسرائيل

تعتبر ايران أن هذا الهجوم هو دفاع مشروع ورد مضاد على الهجمة الإسرائيلية على المركز الدبلوماسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق والذي يمثل تعدي صريح على الأراضي الإيرانية.

وتقول السلطات الإيرانية أن هذا الرد هو استجابة ضرورية لطلب وطني في إطار الحفاظ على العزة والكرامة الوطنية للإيرانيين، الأمر الذي سيحظى بالتأكيد بإعجاب الشعب والنخب الإيرانية.

تقول ايران أن الهجوم الجوي الايراني على اسرائيل قانوني من وجهة نظر القانون الدولي بدليل أن سلطات الدول التي دعت إلى ضبط النفس في الأيام الأخيرة لم تنكر هذا الحق القانوني.

رسائل إيران المبطنة

أرادت ايران من هذا الهجوم إعادة صياغة لقواعد اللعب مع اسرائيل حيث أنها أعادت رسم الخطوط الحمراء للحرب الباردة القائمة بين ايران واسرائيل منذ 45 عاماً، وخاصة فيما يتعلق بالهجمات الإسرائيلية على المصالح الإيرانية في دول المنطقة. كما أرادت ايران استعراض ما لديها من أسلحة قادرة على الوصول إلى الأراضي الفلسطسنية المحتلة.

علاوة على ذلك تحاول إيران أن تجد لنفسها قبولاً أكبر في العالمين العربي والإسلامي الذين يتعاطفون مع الشعب الفلسطيني بشكل كبير خاصة بعد الحرب الدائرة منذ أكثر من 6 أشهر على قطاع غزة. وهذا ما سيؤدي بطبيعة الحال إلى توسيع النفوذ الإيراني في المنطقة.

من الأمور الجدية الأخرى التي تفكر ايران بها هي ملفها النووي، حيث قد يكون الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الجوي الايراني على اسرائيل بمثابة حجة مقنعة يمكن أن تستفيد منها ايران لقطع علاقاتها مع منظمات الطاقة الذية وقيامها باستئناف نشاطاطها التي قد تنتهي بالوصول إلى القنبلة النووية.

أرادت ايران كذلك استكشاف حدود الردع الأمريكي في المنطقة وفي ما اذا كانت الولايات المتحدة مستعدة بالفعل لمغامرة القيام باعتداء على الأراضي الإيرانية وهذا ما أجاب عليه البيت الأبيض مباشرة بعدم مشاركته بأي رد هجومي على ايران. بينت هذه الهجمة كذلك ضعف الردع الإسرائيلي وحاجته المستمرة للدعم الأمريكي.

القاعدة الجوية التي ضربتها الصواريخ؟!

تعد قاعدة نيفاتيم الجوية، التي تم إخراجها من الخدمة بسبب الهجوم الصاروخي الذي شنته ايران صباح اليوم، إحدى أكبر القواعد العسكرية الإسرائيلية. وتقع هذه القاعدة بالقرب من بلدة بيرال سابا وجنوب الأراضي المحتلة.

قاعدة نيفاتيم الجوية هي إحدى القواعد الجوية القليلة للكيان الصهيوني التي لديها ثلاثة مدارج وهي المكان الذي يتم فيه حفظ طائرات F35.

خسائر الموساد

وبالإضافة إلى نشر أسراب طائرات إف-35 الإسرائيلية، كانت قاعدة نيفاتيم الجوية أيضًا مكانا لحفظ طائرات التجسس التابعة للموساد، وبحسب مصادر ميدانية كان عدد كبير من ضباط المخابرات وكبار عناصر الموساد متواجدين بشكل دائم في هذه القاعدة.

وفي عملية الليلة الماضية على وجه الخصوص، تعرض المبنى الذي تتواجد فيه هذه العناصر لقصف مباشر بصاروخين إيرانيين، والذي، بحسب معلومات المصادر الميدانية، دمر بالكامل وما زال الصهاينة مشغولين بانتشال الجثث من تحت الأنقاض.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي

أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن إسرائيل نجحت في اعتراض 99% من قذائف الهجوم الجوي الايراني على اسرائيل ، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز الاستراتيجي يعتبر أمرًا بالغ الأهمية. وأوضح أدرعي على منصة إكس أن إيران شنت أكثر من 300 هجوم على إسرائيل، مستخدمة فيها صواريخ باليستية وصواريخ كروز وطائرات مسيرة، إلا أن التفوق الجوي والتكنولوجي لجيش الدفاع الإسرائيلي، بالإضافة إلى تحالف قوي، ساهم في اعتراض الأغلبية الساحقة من هذه التهديدات.

ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن وزير الدفاع يوآف غالانت تصريحه يوم الأحد، حيث أكد أن إسرائيل نجحت في صد الهجوم الإيراني الرئيسي، إلا أنه حذر في الوقت نفسه من أن “الحملة لم تنته بعد”، بعد تقييم الوضع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعضو مجلس الحرب بيني غانتس.

الأمم المتحدة

أكدت بعثة إيران في الأمم المتحدة أنها لا تسعى لزيادة التصعيد أو الصراع في المنطقة، معلنة تحذيرها لإسرائيل من ممارسة “أي استفزازات عسكرية أخرى”. وأضافت البعثة: “نؤكد التزامنا بالدفاع عن أمننا القومي وسيادتنا وسلامة أراضينا ضد أي تهديد أو اعتداء، وسنرد بما يتماشى مع القانون الدولي على أي تهديدات أو اعتداءات من هذا النوع”.

اقرأ ايضاً
استمرار أعمال الإزالة في 14 حياً من «عشوائيات جدة»

من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة عن عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي في وقت لاحق من يوم الأحد لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط. ونقلت شبكة “إن بي سي” NBC الإخبارية عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية ومسؤول دفاعي بارز قولهما إن القلق ينتاب كبار المسؤولين في الولايات المتحدة بشأن رد فعل إسرائيلي سريع على هجوم إيران دون مراعاة التداعيات المحتملة.

الولايات المتحدة

ووفقًا لمسؤول دفاعي أميركي تحدث إلى شبكة “إن بي سي”، أعرب مسؤولون بارزون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في محادثات خاصة عن استيائهم من توقيت الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مجمع السفارة الإيرانية في العاصمة السورية، محذرين من احتمال أن تؤدي إلى “تصعيد كارثي”.

وفي أعقاب الهجوم الإيراني، أبلغ الرئيس جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الولايات المتحدة ستعارض أي هجوم إسرائيلي مضاد على إيران، وفقًا لمسؤول في البيت الأبيض تحدث إلى موقع “أكسيوس”.

غوتيريش

أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الأحد، الهجوم الجوي الايراني على اسرائيل واعتبره تصعيد الخطير كما وصفه بأنه “هجوم واسع النطاق”، داعيًا إلى وقف فوري لهذه الأعمال العدائية.

وأعرب غوتيريش في بيانه عن قلقه العميق إزاء خطر التصعيد المدمر في المنطقة، وحث جميع الأطراف على ضبط النفس بأقصى درجاته لتجنب الوقوع في مواجهات عسكرية كبرى في الشرق الأوسط.

المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي

رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أدانت بشدة “الهجوم الإيراني الصارخ وغير المبرر على إسرائيل”، مطالبة إيران ووكلاءها بالوقف الفوري لتلك الهجمات. وأكدت المسؤولة الأوروبية عبر منصة “إكس” على ضرورة عدم التصعيد المزيد والعمل نحو استعادة الاستقرار في المنطقة.

من جانبها، نددت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، بالهجمات الإيرانية التي وصفتها بأنها “تصعيد كبير” وتهدد بزيادة الفوضى في الشرق الأوسط، مؤكدة على إدانة الاتحاد الأوروبي لهذا الهجوم بأشد العبارات وسعيه المستمر نحو خفض التصعيد ومنع مزيد من الانزلاق نحو التصعيد والعنف.

بريطانيا

رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، أدان بشدة “الهجوم الإيراني الطائش على إسرائيل”، مشيرًا إلى أن إيران “تثبت من جديد نيتها في نشر الفوضى” في المنطقة. وأعرب عن استمرار المملكة المتحدة في دعم أمن إسرائيل وأمن جميع شركائها الإقليميين، بما في ذلك الأردن والعراق، مؤكدًا على بذل الجهود الملموسة مع الحلفاء لاستقرار الوضع ومنع المزيد من التصعيد.

وفي السياق ذاته، حذر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، من أن الهجوم الإيراني على إسرائيل سيزيد من التوتر في الشرق الأوسط، داعيًا إيران إلى وقف هذا التصعيد الخطير “لأنه لا يخدم مصلحة أحد”.

المانيا

أشار المستشار الألماني، أولاف شولتس، إلى أن الهجوم الجوي الايراني على اسرائيل “غير مبرر وغير مسؤول”، محذرًا من أن طهران تخاطر بزيادة التصعيد في المنطقة. وأكد شولتس وقوف ألمانيا إلى جانب إسرائيل، معلنًا أنه سيتم مناقشة الوضع مع حلفائه.

السعودية

من جانبها، عبرت السعودية عن قلقها البالغ إزاء التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، داعية جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب تعريض المنطقة وشعوبها لخطر الحروب.

وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان على ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين، مؤكدة على أهمية منع تفاقم الأزمة وتوسع رقعتها لتجنب العواقب الخطيرة.

مصر

أعربت مصر أيضًا عن قلقها إزاء التصعيد الإيراني الإسرائيلي، مطالبة في بيان صادر عن وزارة الخارجية بـ”ضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من التوتر وعدم الاستقرار”.

وأشارت الخارجية المصرية إلى أن القاهرة تبذل جهودًا مستمرة من خلال اتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية لاحتواء الموقف ووقف التصعيد، محذرة من مخاطر الانزلاق إلى “منعطف خطير من عدم الاستقرار والتهديد لشعوب المنطقة”.

قطر

من جانبها، حثت قطر المجتمع الدولي على “التحرك العاجل لنزع فتيل التوتر وخفض التصعيد في المنطقة”. وأعربت وزارة الخارجية القطرية في بيان عن قلقها البالغ إزاء تطورات الأوضاع في المنطقة، داعية جميع الأطراف إلى وقف التصعيد وممارسة أقصى درجات الضبط على النفس.

حماس واليمن

أعلنت حركة حماس أنها ترى الهجوم الجوي الايراني على اسرائيل الذي وقع الليلة الماضية “رد عادل ومناسب” على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق الأسبوع الماضي.

في اليمن، أفادت مصادر محلية وقبلية وشهود عيان لوكالة “أنباء العالم العربي” بأن جماعة الحوثي أطلقت عددًا من الصواريخ والطائرات المُسيرة من محافظتي الجوف والبيضاء باتجاه البحر الأحمر.

حزب الله

حزب الله

بعد الهجوم الإيراني، أعلنت جماعة حزب الله اللبنانية، المتحالفة مع إيران، أنها استهدفت عدة مواقع إسرائيلية في الجولان بعشرات من صواريخ الكاتيوشا.

وأوضح الحزب في بيان نشره على تليغرام أن الهجوم الجوي الايراني على اسرائيل يأتي ردًا على غارات إسرائيلية استهدفت عدة قرى وبلدات في جنوب لبنان، بما في ذلك الخيام وكفر كلا، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.

وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي قصف منشآت عسكرية تابعة لحزب الله في منطقة جباع في جنوب لبنان.

حركة الطيران

أُغلق المجال الجوي في الأردن والعراق الليلة الماضية، مما أدى إلى إعلان العديد من شركات الطيران في المنطقة، مثل الخطوط الجوية القطرية ومصر للطيران وطيران الشرق الأوسط اللبناني والخطوط الجوية الكويتية، عن تحويل مسار رحلاتها وتعليق بعض الرحلات الأخرى نتيجة للأوضاع الحالية في المنطقة.

صباح اليوم الأحد، أعلنت سلطات الطيران المدني في الأردن والعراق فتح الأجواء الخاصة بهما أمام حركة الطيران. كما أفادت وسائل إعلام محلية بأن إسرائيل قامت أيضًا بإعادة فتح مجالها الجوي في السابعة والنصف صباحًا بتوقيت المنطقة.

المصدر: أخبار السعودية 24العربية

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *