زيارة نتنياهو للإمارات

مخاطر زيارة نتنياهو للإمارات – أبرز العواقب التي قد تحدث

تم الكشف عن زيارة سرية لوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الأحد من أجل مناقشة زيارة نتنياهو للإمارات، وذلك حسب ما أكدته وسائل إعلام اسرائيلية.

طمأنة أبو ظبي

ولعب ديرمر دورًا فعالا في مفاوضات اتفاقيات أبراهام، التي شهدت تطبيع إسرائيل للعلاقات مع أبو ظبي عندما كان سفيرا للولايات المتحدة، في حين يعتبر أول وزير إسرائيلي يزور الإمارات منذ تشكيل الحكومة الجديدة. وديرمر هو الوزير الأقرب لنتنياهو، وهو المسؤول في حكومته عن العلاقات مع الولايات المتحدة، والصراع ضد إيران، والاتصالات مع السعودية، علاوة على مسؤوليته المتعلقة بتوسيع “اتفاقيات أبراهام” للتطبيع مع العالم العربي، وهي المواضيع الإستراتيجية التي تحاول إسرائيل الوصول إليها بأي طريقة.

وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر

وتهدف الزيارة أيضا إلى طمأنة أبو ظبي فيما يتعلق ببعض أعضاء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية الجديدة، لا سيما بعد أن قام إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي باقتحام حرم المسجد الأقصى في وقت سابق من شهر يناير، وفقًا لما أوردته موقع “والا” الإخباري الإسرائيلي، الذي كان أول من أبلغ عن زيارة ديرمر. وذكر موقع “والا” أيضاً أن رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي رافق ديرمر في الزيارة.

مخاطر زيارة نتنياهو للإمارات

الزيارات المتكررة للسياسيين الإسرائيليين إلى المنطقة وخصوصاً إلى الإمارات العربية المتحدة سوف يكون له آثار سلبية كبيرة على المنطقة. حيث أنها من الممكن أن تؤدي إلى ردود فعل غاضبة من قبل الدول العربية والإسلامية غير الموافقة على التطبيع. كما أن إسرائيل يمكن أن تعتبرها بمثابة ضور أخضر عربي وإسلامي لتوسيع استيطانها في الضفة الغربية والمتابعة في ممارساتها العنصرية ضد الفلسطينيين. ويمكن تلخيص هذه المخاطر كما يلي:

  • أولا: خلق حالة من انعدام الأمن في المنطقة: لأن بعض الدول العربية بالإضافة إلى إيران لا ترغب برؤية الإسرائيليين في المنطقة. والزيارات المتكررة للمسؤولين الإسرائيليين قد تدفعهم للقيام بأعمال تهدف إلى محاولة منع حصول الزيارة أو عدم نجاحها. وقد يشمل ذلك إجراءات غير محسوبة تهدد أمن الإمارات أو دول الخليج حتى. وقد تؤثر على اقتصاد دول الخليج في حال شملت ردود الفعل إجراءات ضد حركة التجارة في مياه الخليج العربي.
  • ثانياً يمكن أن تكسب هذه الزيارات اسرائيل الكثير من الثقة بالنفس: وبالتالي لن ترغب إسرائيل في تقديم أي تنازل فيما يتعلق بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم. بل ستشعر أيضا بتأييد وهمي لها من قبل الدول العربية والإسلامية. ولن يكون هناك داعي لأي قلق من هذه الدول ولن تشعر اسرائيل كذلك بأي ضغط من شأنه أن يدفعها لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم. لا بل سيشجعها ذلك على متابعة إجراءاتها العنصرية في كل أرض فلسطين.

تأجيل متكرر للزيارة

في البداية كان من المقرر أن تكون زيارة نتنياهو للإمارات قبل مغادرته السلطة في عام 2021، لكنه لم يقم بالرحلة في النهاية. كذلك كان من المقرر أيضا أن يقوم بالزيارة في يناير مطلع هذا العام، لكن تم إلغاؤها في أعقاب انتقادات أبو ظبي الشديدة لإقتحام بن غفير لحرم المسجد الأقصى.

اقرأ ايضاً
السعودية: تخصيص خيام لعزل الحجاج المصابين بـ«كورونا»

من ناحية أخرى أثارت هذه الخطوة، التي أدانتها أيضا السعودية والأردن ومصر وتركيا، دعوات للتهدئة وحماية الوضع الراهن الحساس من الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي، وقوبلت بتهديدات من قبل حركة حماس في غزة. بينما قال مقربون من نتنياهو في ذلك الوقت إنه لا توجد صلة بين موضوع إدانة الإمارات وموضوع اقتحام بن غفير لحرم المسجد الأقصى، وأنه تم تأجيل الزيارة لاعتبارات لوجستية.

نقاط ضعف في اتفاقيات إبراهيم

وذكرت مصادر أن زيارة نتنياهو للإمارات لا تزال قائمة حيث أنه يعتزم أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة هي أول وجهة له في برنامج زياراته الخارجية، على الرغم من التأخير. وعلى الرغم من وجود دلائل تشير إلى نقاط ضعف في اتفاقيات إبراهيم – مثل نقص السائحين الإماراتيين والبحرينيين في إسرائيل خلال العامين الماضيين – فإن العلاقات الرسمية بين اسرائيل والإمارات تبدو لا تزال قوية، وتعتبر إسرائيل أن العلاقات تجاوزت موضوع انتخاب حكومة نتنياهو المتشددة.

السائحين الإماراتيين في إسرائيل

علاوة على ذلك اتصل رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنتنياهو لتهنئته بعد أداء اليمين الدستورية. كما اتصل وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان لتهنئة نظيره الإسرائيلي في الحكومة الجديدة إيلي كوهين.

مصير الضفة الغربية

التقى الشهر الماضي سفير الإمارات لدى إسرائيل محمد آل خاجة مع رئيس حزب “الصهيونية الدينية” تسلئيل سموتريتش، بعد أقل من أسبوع من تصويره وهو يحيي بن غفير بحرارة. يذكر أن سموتريتش دعا مراراً إلى توسيع المستوطنات الإسرائيلية على نطاق واسع علاوة على ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية دون منح حقوق متساوية للفلسطينيين في تلك المناطق.

سفير الإمارات لدى إسرائيل

وتحاول الإمارات من هذه اللقاءات وقف برنامج التوسع الإستيطاني في الضفة الغربية. حيث أن الإمارات وافقت على “اتفاقات أبراهام” مقابل وعد من حكومة نتنياهو آنذاك بعدم المضي قدما في ضم أجزاء جديدة من الضفة الغربية. وقد تكون زيارة نتنياهو للإمارات قد تأخرت بسبب معرفة الإسرائيليين بهدف الإمارات من قبول الزيارة.

توتر اماراتي اسرائيلي

إيتمار بن غفير
إيتمار بن غفير

اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للأقصى مطلع الشهر خلق توترات على الصعيد الإقليمي، جعل من الصعب تنسيق موعد جديد بين تل أبيب وأبوظبي بشأن زيارة نتنياهو للإمارات خصوصاً بعد أن أدانته الإمارات والسعودية ودول خليجية وعربية أخرى.

الجدير بالذكر أن الإمارات عندما أدانت بشدة اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، جدّدت موقفها الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى، ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه. كما شددت على احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في رعاية المقدسات والأوقاف، بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم وذلك في بيان رسمي.

ووقعت كل من الإمارات والبحرين في سبتمبر 2020، اتفاقية تطبيع للعلاقات مع إسرائيل، برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. عُرفت هذه الإتفاقيات باسم “اتفاقات أبراهام” وانضمت إليها لاحقا كل من المغرب والسودان.

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *