مباحثات بيئية بين بغداد وطهران

مباحثات بيئية بين بغداد وطهران

أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أمس (الأحد) أن تعزيز الشراكة مع دول المنطقة سيدعم التكامل الإقليمي ويعزز من قابلية مواجهة التحديات المشتركة، وفي مقدمتها التحديات البيئية. وقال الكاظمي، خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني رئيس منظمة حماية البيئة علي سلاجقة الذي يزور بغداد، إن «العلاقات التاريخية بين العراق وإيران تدعمها الرغبة المتبادلة في تطوير التعاون في مختلف المجالات». وذكر أن مسؤولية وضع الحلول الناجعة للتحديات البيئية وصد تأثيرات التغير المناخي باتت مسؤولية الجميع.
من جانبه، أعرب نائب الرئيس الإيراني عن رغبة بلاده في حل المسائل العالقة بين البلدين في المجال البيئي وضرورة تعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال. وقال إن حل مشكلات الجفاف ومواجهة خطر العواصف الترابية أضحى مطلباً إقليمياً مشتركاً ويتطلب من الجميع الإسهام في وضع الحلول الفاعلة له. وحسب بيان للحكومة العراقية، جرى خلال اللقاء التباحث في تعزيز التعاون الثنائي بين العراق وإيران وبقية دول المنطقة في مجال مواجهة التحديات البيئية، وبما يضمن الحقوق والمصالح المشتركة لجميع الدول بعدالة.
وأعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عن اتفاق العراق وإيران على استمرار الاجتماعات بين الجانبين لمناقشة التغيرات المناخية والتصحر والعواصف الترابية التي يتواصل هبوبها في العراق ويصل تأثيرها إلى إيران، وجاء إعلان حسين خلال مؤتمر صحافي عقده مع نائب الرئيس الإيراني. كما أعلن خلال المؤتمر عن زيارة مماثلة سيقوم بها وزير البيئة الإيراني لذات الغرض.
وقال وزير الخارجية العراقي إن «هناك مباحثات تم التطرق إليها مع الجانب الإيراني بشأن ملف المياه والجفاف والتصحر وكل ما يتعلق بالتغيرات المناخية». وأضاف، أن «التغيرات المناخية لا تخص بلداً معيناً بل عابرة للحدود»، مشيراً إلى أنه «تم التطرق خلال المباحثات أيضاً إلى ملف المياه وإدارته بين العراق وإيران». وذكر حسين، أنه «ستكون هناك زيارات واجتماعات بين البلدين لمناقشة ملف المياه والأنهار المشتركة».
من جانبه، أوضح نائب الرئيس ورئيس منظمة حماية البيئة الإيراني، أن «اجتماع اليوم بداية جيدة للتعاون بشأن ملف العواصف الترابية، وقد تمت مناقشة ملفات عدة ومختلفة مع الجانب العراقي». وأضاف، أن «لدى العراق وإيران خبرات في مجال تثبيت الكثبان الرمية وسنشهد تعاوناً قريباً بشأن ذلك». وكشف سلاجقة عن «زيارة قريبة سيقوم بها وزير الطاقة الإيراني إلى العراق لبحث موضوع تصاعد الغبار».
وتتهم وزارة الموارد المائية العراقية، إيران بتعمدها حرف مسار أكثر من 30 نهراً داخل الأراضي الإيرانية وعدم السماح لها بمواصلة جريانها داخل الأراضي العراقية ما تسبب في جفاف معظم الأنهار والبحيرات في شرق وشمال البلاد، مثل نهر ديالى وبحيرة دربندخان في محافظة السليمانية بإقليم كردستان، ما أدى بدوره إلى تضرر السكان ومناطق زراعية واسعة في تلك المناطق. وسبق أن لوحت وزارة الموارد العراقية بتدويل قضية المياه مع إيران.
من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية إحسان الشمري أن «الجانب الإيراني يسعى ربما إلى امتصاص النقمة الشعبية العراقية الناجمة عن مشكلة المياه وتعمد طهران قطعها عن العراق». وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الزيارة ربما ستقتصر على الجوانب البيئية ومشكلة المياه كما هو معلن ولن تمتد إلى الجوانب السياسية وقضية الانسداد السياسي وتأخر تشكيل الحكومة، ذلك أن قضايا من هذا النوع يتولاها كبار المسؤولين الإيرانيين في الدولة أو الحرس الثوري».

اقرأ ايضاً
الكويت تستحضر الذكرى الـ32 للغزو العراقي: عين على المخاطر وأخرى على شبكة الأمان

المصدر: الشرق الأوسط

شاهد أيضاً

باسكال سليمان

مقتل باسكال سليمان – اغتيال سياسي أو قتل بقصد السرقة

أعلنت قيادة الجيش اللبناني عبر منصة “إكس” مساء الاثنين أنها تمكنت من توقيف معظم أفراد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *