نظام الحجز عبر الإنترنت “مطوّف” خطوة ايجابيّة رغم التحدّيات

مئات الآلاف من المسلمين حول العالم يستعدون لأداء فريضة الحج إلى مكة المكرمة. قبل أسابيع قليلة فقط، أدخلت وزارة الحج السعودية نظام الحجز عبر الإنترنت، المعروف باسم “مطوّف“، للحجاج من بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا وأوروبا.

قبل إدخال “مطوّف”، كانت الطريقة الوحيدة للحجاج المؤهلين لأداء فريضة الحج هي زيارة إحدى الوكالات في البلدان الأخرى وأداء جميع الممارسات يدويًا”.

ولكن بعد إطلاق هذه المنصة في 9 يونيو. أصبح هنالك خطة عامة حول كيفية استخدام هذه المنصة. حيث تم توفير مركز اتصال يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للرد على أي استفسارات من الحجاج. حيث يمكن تقديم طلب للتسجيل وعرض جميع الحزم المختلفة للحجاج وتحديد اختيارهم الشخصي للحزمة المناسبة لهم.

باقات الحجز في منصة “مطوّف”

هناك ثلاث باقات – فضية وذهبية وبلاتينية حيث يمكن للحجاج الاختيار من بينها وفقًا لتفضيلاتهم الخاصة. تبدأ الباقات من 6000 جنيه إسترليني (27253 ريال سعودي)، وهذه الباقات أرخص بنسبة 40 في المائة من تلك التي تقدمها وكالات السفر التقليدية.

تشمل الباقات الأساسية الإقامة الفندقية، والنقل داخل المملكة، والأغذية والمشروبات، ووكلاء الخدمات لمساعدة ومتابعة الحجاج عند وصولهم.

وتشمل الباقات الأغلى التي تصل إلى 9000 جنيه إسترليني، فنادق خمس نجوم، وإقامة أقرب إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة أو المسجد الحرام في المدينة المنورة، وإقامة أطول في المملكة، ووجبات من الدرجة الأولى، ونقل باستخدام وسائل مخصصة تناسب رجال الأعمال.

تحدّيات المنصّة

ومع ذلك، فقد واجه النظام العديد من الشكاوى. حيث أعلن العديد من مقدمي الطلبات إلى وجود خظأ في المنصة ، مما جعل حجز الحج أمرًا صعبًا، بل إن بعض الحجاج تقطعت بهم السبل في المطارات وأصبحوا غير قادرين على أداء فريضة الحج حتى بعد أن أنفقوا مدخراتهم على أمل قيامهم بالحج من خلال هذه المنصة. وتوجه آلاف الحجاج إلى وسائل التواصل الاجتماعي للشكوى من أن الرحلة التي انتظروها لسنوات قد دمرت.

إن اطلاق المنصة هو تطور كبير يجب الإستفدة منه على الرغم من وجود بعض الصعوبات. إن الوقت المناسب لإطلاق المنصة هو الآن، لأنها تضمن أن يكون عمر الحجاج أقل من 65 عامًا وتضمن أن يكون لديهم لقاحات COVID-19، واختبار PCR سلبي في غضون 72 ساعة من القدوم إلى المملكة. ومن الصعب القيام بهذه الإجراءات بشكل يدوي.

إن المنصة جديدة. ومن الطبيعي وجود بعض التحديات عند إطلاق أي منصة جديدة وأي نظام إلكتروني جديد.

المشاكل التي حدثت تتعلق بعدد محدود جدًا من الأشخاص، يقدّر بحوالي 2٪ من إجمالي مستخدمي المنصة. والسّبب هو تأخر بعض الأشخاص في دفع ثمن خدماتهم، مما أدى إلى حدوث تأخيرات. والبعض أيضاً فشل في تقديم المستندات المطلوبة، واختار آخرون عن طريق الخطأ حزمًا لا تشمل تذاكر الطيران.

اقترح بعض النقاد إطلاق المنصة في موسم الحج العام المقبل، لكن المنصة سهلة الاستخدام للغاية، ويوجد فريق دعم واتصال مباشر مع المتقدمين.

بالنسبة للحجاج الذين دفعوا ثمن حزماتهم مقدمًا ولكنهم لم يحصلوا على تصريح القيام بفريضة الحج، لدى “مطوف” حل. يث يمكن للحجاج المؤهلين الذين سدّدوا من خلال المنصة متابعة عملية الإلغاء واسترداد المبالغ المدفوعةبالكامل.

ليس هناك ما يثير القلق

على الرغم من العقبات التي يواجهها نظام الحجز عبر الإنترنت، من المقرر أن يكون موسم الحج لهذا العام أحد أكبر المواسم التي تقوم بها المملكة العربية السعودية منذ عامين.

رفعت المملكة مؤخرًا العديد من القيود المتعلقة بـ COVID-19، بما في ذلك ارتداء أقنعة الوجه في الأماكن العامة في معظم المناطق.

سيتم في هذا الموسم استخدام التكنولوجيا الجديدة التي تقوم بتبسيط تجربة الحج للحجاج. حيث ستمنحهم تطبيقات الهاتف المحمول معرفًا ذكيًا، مما يمكنهم من الوصول إلى الخدمات بسلاسة. كما سيسمح لوزارة الحج بالاتصال بالحجاج عبر الرسائل القصيرة. يمكن للحجاج أيضًا استخدام التطبيقات للاتصال بالعاملين إذا احتاجوا إلى أي مساعدة في الأماكن المقدسة.

مع استمرار وجود قيود كوفيد-19 في أذهان السعوديين والحجاج على حد سواء، يشعر البعض بالقلق من أن فيروس جدري القردة الناشئ يمكن أن يهدد الحج الآمن والصحي. ويتذكر آخرون حالات التدافع التي أدت إلى الوفاة المأساوية للحجاج في مواسم الحج الماضية.

إلا أن بعض القيود لا تزال سارية، مثل إلزامية ارتداء الكمامات في الأماكن المقدسة في مزدلفة ومنى وعرفات. كما جهّزت وزارة الحج أيضا فريقًا طبيًا يضم أكثر من 30 ألف طبيب وممرض، و 185 مستشفى في المملكة يمكنها استيعاب الحجاج الذين قد يصابون بالمرض.

المصدر: أخبار السعودية24