اقتراب موعد الإنتخابات الإسرائيلية

تزايد هجمات المستوطنين العنيفة في فلسطين مع اقتراب موعد الإنتخابات الإسرائيلية

منذ بداية موسم قطف الزيتون قبل أسبوعين، كانت هناك زيادة ملحوظة في اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين. وتأتي هذه الهجمات مع اقتراب موعد الإنتخابات الإسرائيلية في وقت يخوض فيه المرشحون للانتخابات المقبلة حملة انتخابية للفوز بأصوات المستوطنين الذين يعيشون في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

زيادة حدة الاعتداءات مع اقتراب موعد الإنتخابات الإسرائيلية

تحاول الأحزاب الإسرائيلية كسب رضا الناخبين الإسرائيليين في الإنتخابات المزمع عقدها الشهر المقبل. ويبدو أن أحد طرق الفوز بأصوات الاسرائيليين هو السماح لهم بتنفيذ اعتداءات على الفلسطينيين. وبدا هذا واضحا مع الزيادة الملحوظة في تنفيذ الهجمات والإعتداءات على الفلسطينيين مع اقتراب موعد الإنتخابات الإسرائيلية. وتقف الشرطة الإسرائيلية والقوات الأمنية مكتوفة الأيدي تجاه هذه الإعتداءات. بل وتقوم بحماية المستوطنين وتغطيتهم للقيام برمي الحجارة وتخريب ممتلكات وأشجار الزيتون الخاصة بالفلسطينيين.

زيادة حدة الاعتداءات

قال السياسي الفلسطيني مصطفى البرغوثي: “يجب على السلطة الفلسطينية أن تقف إلى جانب شعبها وأن توقف فوراً التنسيق الأمني ​​مع الاحتلال الإسرائيلي”. وأضاف: “لا يمكن وقف اعتداءات المستوطنات والمستوطنين دون مواجهة الاحتلال والاستيطان من خلال المقاومة بكافة أشكالها”.

الهجوم على مزارعي الزيتون

افادت مصادر فلسطينية ان الجيش الاسرائيلى هاجم يوم الجمعة الماضي المزارعين الذين يعملون في قطف الزيتون بالقرب من مدينة طول كرم شمال الضفة الغربية. كما تعرض رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، مؤيد شعبان، للضرب والرش بالغاز المسيل للدموع. وبحسب بيان الهيئة، زعمت أن شعبان وأعضاء هيئة التدريس ونشطاء المقاومة الشعبية يتعرضون لحملة تحريض اسرائيلية غير مسبوقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. شارك العديد من المستوطنين – بمن فيهم النساء والأطفال – في الهجمات ضد الفلسطينيين مع اقتراب موعد الإنتخابات الإسرائيلية. ينتقد هؤلاء المستوطنون وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس لعدم توفير الأمن لهم في الضفة الغربية ودعوا الناخبين إلى عدم إعادة انتخابه.

الهجوم على مزارعي الزيتون

منير قدوس، الباحث في منظمة “متطوعون من أجل حقوق الإنسان” الإسرائيلية، وصف الهجمات الأخيرة التي نفذها المستوطنون ضد المواطنين الفلسطينيين بأنها “مروعة ومرعبة”. وقال: “كانت هجماتهم في البداية تقتصر على المنازل والمزارع الواقعة على أطراف البلدات والقرى الفلسطينية، لكنهم الآن يهاجمون أي هدف يريدونه في وسط تلك البلدات دون خوف، وتحت حماية الجيش الإسرائيلي”.

اعتراف منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية بالإعتداءات

قالت درور سادوت، المتحدثة باسم منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية “بتسليم” : “إن عنف المستوطنين أصبح جزءاً من الحياة اليومية للفلسطينيين كما نرى في تلك الهجمات الشديدة، التي حدثت في الأسابيع القليلة الماضية”.

ويسكن الكثير من اليهود المتشددين في مستوطنات الضفة الغربية ويقومون بحملات متكررة على الفلسطينيين وممتلكاتهم. وقد وثقت منظمات حقوق الإنسان المئات من هذه العمليات حيث يقوم المستوطنون بإلقاء الحجارة على الفلسطينيين وسياراتهم وممتلكاتهم. كما يقومون بالهجوم على المزارعين في موسم حصاد الزيتون. وتقوم القوات الإسرائيلية بالتساهل في منع هذه الحوادث بينما تقمع أي مظاهرة للفلسطينيين بشدة.

اقرأ ايضاً
الحجب والاستدعاء أبرز التعديلات في لوائح الملكية الفكرية السعودية

حماية القوات الإسرائيلية للمهاجمين

وقال يونس عرار، مدير وحدة العلاقات الدولية في لجنة مقاومة الجدار والاستيطان، إن المستوطنين لم يكونوا ليجرؤوا على الهجوم بهذه الطريقة لولا حماية الجيش الإسرائيلي. وأضاف عرار “إنهم يهاجمون المواطنين وممتلكاتهم في وضح النهار ويطلقون النار على الناس دون تردد أو خوف، ويتمتعون بحماية الجيش الإسرائيلي الذي لا يتدخل لمنعهم من تنفيذ اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم”.

حماية القوات الإسرائيلية للمهاجمين

يعيش حوالي 700 ألف مستوطن في الضفة الغربية في 130 مستوطنة وبؤرة استيطانية، وكلها غير قانونية بموجب القانون الدولي لأنها مبنية على أراض محتلة. يتفق الفلسطينيون بالإجماع على أن الخطر الذي يشكله المستوطنون على حياتهم وممتلكاتهم يساوي، إن لم يكن أكبر، الخطر الذي يشكله الجيش الإسرائيلي. كما أنهم يرون في المستوطنات غير الشرعية أكبر عقبة أمام إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

تكرار الهجمات بدون محاسبة أو تعويضات

قال عبد الله عودة، 50 عاما، من حوارة جنوب نابلس، حيث يمتلك شركة نقل ومنتجع سياحي أن مستوطنين هاجموا ممتلكاته التجارية في 22 مناسبة منذ بداية العام. ولكن في حين اقتصرت الهجمات السابقة على التخريب، في 13 أكتوبر / تشرين الأول، أشعل مستوطنون من “يتسهار” المجاورة النار في شاحنتين من شاحناته إضافة إلى بعض ممتلكاته الأخرى. وهذا أدى إلى أضرار تقدر بنحو 140 ألف دولار. وأعقب ذلك هجوم آخر على ممتلكاته بعد ظهر اليوم التالي.

تكرار الهجمات

وأبلغت مصادر فلسطينية عن حدوث أكثر من 100 هجوم من هذا القبيل خلال الأيام العشرة الماضية. وقال عودة “اشتكيت للشرطة الفلسطينية والإسرائيلية ومسؤول الارتباط العسكري الفلسطيني الإسرائيلي، ولم يفعلوا شيئًا”. وأضاف أن اعتداءات المستوطنين المتكررة على منتجعه السياحي أدت إلى انخفاض كبير في أعداد الزائرين. هذا الأسبوع، يخطط عودة لبدء بناء سياج حول منتجعه الذي تبلغ مساحته 10 فدادين. لأنه يتوقع تزايد هذه الهجمات أكثر مع اقتراب موعد الإنتخابات الإسرائيلية.

عدم رغبة اسرائيل بانهاء هذه الهجمات

وقال المتحدثة باسم منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية: “يمكن لإسرائيل أن تمنع عنف المستوطنين لكنها ليست راغبة في ذلك والعكس صحيح. إسرائيل تمول تلك البؤر الاستيطانية والمستوطنات”. بينما صرحت القوات الإسرائيلية في رد على مثل هذه الإتهامات أنها تعمل في جميع الأوقات، للحفاظ على القانون والنظام، ومنع انتهاكات القانون. كما قال الجيش الإسرائيلي إن “جنوده مطالبون بالعمل لوقف حوادث انتهاك القانون التي تشمل مدنيين إسرائيليين، مع التركيز على حوادث العنف أو الحوادث الموجهة ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم”. 

انهاء الهجمات

يذكر أنه شارك مؤخراً مئات الفلسطينيين في تشييع جنازة الشاب صلاح بريكي (19 عاما) في جنين. وكان الفتى قد قتل برصاص الجيش الإسرائيلي خلال غارة على المدينة فجر يوم الجمعة 21 أكتوبر. وردد المشيعون هتافات منددة بالعدوان الاسرائيلي المستمر. وقتل ما لا يقل عن 124 فلسطينيا، بينهم عدة أطفال، في الضفة الغربية منذ بداية العام.

قال والد بريكي إن ابنه كان يركب دراجته النارية مع أصدقائه عندما اقتحم الجيش المدينة وأطلق النار على ولده. قال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه عالج 64 مدنيا أصيبوا في اشتباكات في نابلس. واضافت ان شابين اصيبا بجروح في العين والرأس بعد تعرضهما للهجوم في بورين جنوب نابلس.

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *