الإعلام السعودي

الإعلام السعودي والمسؤول – انتقاد وإصلاح أم تسلق وتملق

يبدو أن قضية الصحافة والمسؤول والصراع الدائم مستمرة الفصول والأحداث، ويبدو أن عديدا من الإعلاميين السعوديين دخلوا ما يشبه المتاهة التي ليس لها خارطة طريق مرئية يستطيعون من خلالها التعرف على طريق الخروج. والسبب يكمن في ما يشبه التناقض لدى بعض المسؤولين الحكوميين أو حتى في القطاع الخاص.

تطوير الإعلام السعودي

تحدث المسؤولون بشكل عام عن وجوب تطوير الإعلام السعودي، متطرقين إلى أن كل المجالات والإدارات في البلد تطورت إلا القطاع الإعلامي، فهو نسبيا لم يلحق بالركب. ورغم تشجيعهم الظاهري للإعلام، وضرورة الارتقاء به وبحرية الصحافة، فإن الإعلاميين لا زالوا ينصدمون من ردود فعل هؤلاء المسؤولين عندما يتم التطرق للجهات التي يديرونها نقداً. وهنا يتحول هذا المسؤول إلى «محارب» وليس «مدافعا» يسعى لاحتواء الموقف.

فيبدأ يقزّم الإعلام ويسقط عليه ويتهمه بأنه فاشل ولم يرتق إلى مستوى الطموحات. وهنا يتخلى المسؤول عن دعمه للإعلام، فيقع الإعلاميون وكتاب الرأي في ما يشبه المتاهة التي لا مخرج منها. بمعنى أن آراء المسؤولين الداعمة للإعلام، مبنية على ألا ينتقدهم أحد أو ينتقد إداراتهم، ويعني بالمختصر (نشجع الإعلام دامه بعيد عني!).

الإعلام ليس تسلق وتملق

من ناحية أخرى فهناك نوع آخر غريب من التناقض. لو سأل صحفي أجنبي خصوصا إذا كان من ذوي العيون الزرقاء والشعر الأشقر سؤالا صعبا، فإن الرد يكون مفصلا، وفيه مديح واحترام للصحفي. وردود أفعال تفيد أن الصحافة العالمية تعرف كيف تطرح السؤال. وأن صعوبة السؤال دليل على احتراف الصحفي. لكن اذا ما سأل صحفي محلي السؤال نفسه حرفيا، يتغير وجه المسؤول ويزبد ويرعد، وربما أوصى فريقه الإعلامي والعلاقات العامة بعدم دعوة الصحفي لمناسبات إدارته مرة أخرى.

تسلق وتملق

هل يريدون من الإعلامي أو الصحفي السعودي أن يسألهم أسئلة معلبة أكل عليها الدهر وشرب من قبيل «ما شعورك في هذه المناسبة، أو ما أكلتك المفضلة؟». وعندما يسأل مثل هذه الأسئلة، يقولون الإعلام السعودي ضعيف وأسئلته باهتة مكررة.

هل يرغب المسؤولون بصحفي محترف يسأل الأسئلة التي يجب أن تسأل وينتقد باحترافية، أم يفضلون نصف إعلامي متسلق، متملق، يريد حضور المناسبات، ويجيد العزف والطرق على الطبلة.

اقرأ ايضاً
بلديات الخرج والدلم والحريق تحتفي بيوم التأسيس بفعاليات متنوعة

الإنتقاد يخلق أعداء

للأسف فإن الكثير من المسؤولين في الإدارات الحكومية جيرت وخصصت أقسامها القانونية لملاحقة الإعلاميين ووسائل الإعلام الذين ينتقدون عمل الإدارة أو عمل المسؤول. وأصبح عمل بعض الأقسام القانونية، مطاردة صحفيي الإعلام السعودي في المحاكم واللجان القضائية. السبب هو أنه انتقد وحسب، بعض المسؤولين يصر على متابعة القضايا رغم أنها خاسرة من جهته ويقوم باستئناف الأحكام. من أجل أن يبقى الصحفي مشغولاً بالمحاكم ويتحاشى تكرار انتقاداته مرة أخرى، بل ليكون عبرة أيضاً لغيره من الصحفيين.المسؤول يجلس في مكتبه بطبيعة الحال، والأقسام القانونية بما لديها من موارد تلاحق القضية، فالخاسر عمليّا الذي يضيع وقته وجهده وربما ماله هو الصحفي أو الإعلامي المسكين.

يبقى السؤال: هل يجوز تجيير موارد الإدارات الحكومية التي هي موارد الدولة، من أجل الدفاع عن كلام أو أداء مسؤول قابل للنقد والتقييم؟

لماذا لا يحضر المسؤول نفسه، ولماذا لا يدفع من جيبه إذا أراد استئناف قضية خاسرة. أو منذ البداية تذهب القضية للجنة للبت فيها، فإذا كان الموضوع ينطوي تحت حرية الصحافة أو النقد البناء، ينهي القضية. وإذا كان فيه تطاول شخصي أو خطأ واضح يتم ارسال القضية للمحكمة.

السلطة الرابعة

السلطة الرابعة

للأسف أصبح عديد من الإعلاميين والصحفيين الجدار القصير الذي يسهل تخطيه بدل أن يكون عينا موضوعية خارجية، تساعد المسؤولين لتصحيح الأخطاء، فالإعلام هو السلطة الرابعة كما هو معروف. لكن وللأسف لم يجد الصحفيون الدعم اللازم من صحفهم أو مؤسساتهم الإعلامية أو حتى جمعياتهم، بينما الموارد متوفرة لبعض المسؤولين للمطاردة.

يتطلع الصحفيون في الإعلام السعودي إلى المزيد من الدعم والحماية من وزارة الإعلام لتطوير الإعلام والصحافة والصحفيين. خصوصا مع وجود وزير مخضرم مثل الدكتور ماجد القصبي الذي لديه مكانة رفيعة عند الإعلاميين والمسؤولين. مما يؤهل الوزارة لتكون جسرا بين الطرفين، بدلاً من المعادلة الحالية غير المنصفة بالنسبة للصحفي.

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *