هجوم القدس

مقتل 8 اسرائيليين في هجوم القدس الأعنف منذ سنوات

قتل 8 إسرائيليين على الأقل فيما سمي هجوم القدس المسلح الذي نفذه شاب فلسطيني في قلب حي النبي يعقوب الإستيطاني شمالي القدس المحتلة، في حين وصفت الشرطة الإسرائيلية الحادث بأنه الأعنف من نوعه منذ سنوات.

مقتل منفذ هجوم القدس

وقد تمكنت قوات شرطة الاحتلال من قتل منفذ الهجوم خلال تواجده في الموقع، وبعد قليل من التخبط في معرفة هوية منفذ الهجوم قال المفوض العام لشرطة الإحتلال أن منفذ هجوم القدس هو خيري علقم من سكان القدس الشرقية. كما أشار إلى أن التحقيق الأولي أظهر أنه نفذ الهجوم بشكل فردي. وبالمثل أوضحت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجهات الأمنية ذكرت أن المنفذ لا ينتمي لأي فصيل فلسطيني معروف، وأطلقوا عليه وصف “ذئب منفرد”.

وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن المنفذ يحمل هوية إسرائيلية وقد أطلق النار من مسدسه وهو يقود سيارته قرب كنيس يهودي يقع وسط مستوطنة النبي يعقوب “نافي يعقوف”. بينما ذكر مصدر مسؤول في شرطة الاحتلال أن منفذ الهجوم استطاع في البداية من الهروب من الشرطة قبل أن تلاحقه وتقتله.

تعزيزات أمنية

صدرت في البداية تقارير تشير إلى أعداد كبيرة من القتلى، لكن ما لبثت الخارجية الإسرائيلية أن أعلنت أنّ الهجوم أدى لمقتل 8 إسرائيليين إضافة إلى جرح 10 آخرين. وذكر الإعلام إسرائيلية إن حصيلة القتلى المرتفعة تجعل هجوم القدس هذا الأخطر منذ عام 2008. وقد هرعت السلطات الإسرائيلية إلى إغلاق المنطقة كما دفعت بتعزيزات أمنية كبيرة وأغلقت الحواجز العسكرية التي تربط القدس المحتلة بشمال وجنوب الضفة الغربية.

مقتل 8 إسرائيليين

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت المتواجد في أمريكا بدوره قطع زيارته وقرر العودة إلى إسرائيل، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية. كما وجه غالانت تعليماته بالاستعداد لاحتمال حدوث تطورات ميدانية أخرى وحماية المستوطنات. بدوره أوعز رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي بتوجيه قوات جيش إضافية إلى الضفة الغربية في أعقاب الهجوم.

إجراءات فورية

من ناحية أخرى قال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إن حكومته قررت اتخاذ إجراءات فورية ردا على هجوم القدس. وإنها ستقوم بتحديد طبيعة الإجراءات في اجتماع أمني مصغر، من القرر عقده اليوم السبت. في حين سارع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى موقع الهجوم وسط إجراءات أمنية مشددة وتبعه بعد ذلك رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو.

وتجمع المستوطنون الإسرائيليون بدأوا بالهتاف بعبارات عنصرية (الموت للعرب) مع وصول نتنياهو، وحرضوا على تنفيذ إجراءات واسعة للإنتقام من الفلسطينيين. كما استنكروا وقوع هذا الهجوم في ولاية هذه الحكومة الجديدة التي توصف بأنها الأكثر تطرفا بين الحكومات الإسرائيلية. بدوره، توعد بن غفير برد قوي من الحكومة كما وعد بتغيير قواعد إطلاق النار لدى قوات الأمن الإسرائيلية.

اقرأ ايضاً
«الوزراء» السعودي يثمن الجهود الاقتصادية لتحقيق مستهدفات رؤية 2030

معرفة هوية منفذ الهجوم

كان ارتباك الاحتلال واضحا حول معرفة هوية منفذ العملية، حيث أعلن في البداية اسما وصورة خاطئة للمنفذ وبعد تداولت وسائل الإعلام اسم الشاب الفلسطيني فادي عايش من بيت لحم. قام عياش بنفى الخبر عبر حسابه الشخصي في فيسبوك. ليقوم الإحتلال بعدها بالقول أن شخصين قد نفذا العملية، أحدهما من مخيم شعفاط. وفي النهاية استقرت الأخبار على اسم الشهيد خيري علقم، الذي بقيت أسرته تتصل على جواله لمدة نصف ساعة متواصلة دون أن يرد، لتجيب الشرطة عليها في النهاية.

خيري علقم

من ناحية أخرى قامت السلطات الإسرائيلية باستدعاء والد الشاب خيري علقم منفذ العملية بحجة التحقيق، وينتمي الشاب إلى منطقة الشياح في بلدة الطور بالقدس المحتلة. يذكر أن منفذ العملية يحمل اسم جده خيري علقم الذي استشهد عام 1998 بعد أن طعنه مستوطنون في القدس المحتلة.

خيري علقم

قام الفلسطينيون بالخروج في مسيرات في شوارع مدن وبلدات عدة، من بينها جنين ونابلس في الضفة الغربية، فرحاً بالعملية. وردد المتظاهرون هتافات تبارك بعملية هجوم القدس وتحيي منفذها وتندد بالإحتلال، واعتبروا العملية ردا على مجازر الاحتلال في جنين. في حين شهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مسيرات شعبية ابتهاجاً بالعملية.

اقتحام مدينة جنين

يأتي هجوم القدس بعد يوم من استشهاد 9 فلسطينيين من بينهم سيدة مسنة. علاوة على إصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال لدى اقتحامها مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية. الأمر الذي أثار غضبا فلسطينيا واسعا وتحذيرات دولية من عواقب التصعيد. يذكر أن الفصائل الفلسطينية باركت العملية واعتبرتها ردا على ما فعلته قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين.

وحاولت وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية أن تشير على أن الهجوم وقع خلال الصلوات اليهودية التي تحيي ذكرى المحرقة اليهودية المعروفة بـ (الهولوكوست)”، لكن المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم أكد لوكالة رويترز أن العملية هي رد طبيعي على “الأعمال الإجرامية للاحتلال خصوصاً التي جرت في جنين.

القضية الفلسطينية في مجلس الأمن

المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة

قال جانغ جون المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة: “مجلس الأمن غير قادر على إيصال رسالة قوية بشأن القضية الفلسطينية على الرغم من مناشدات الدول الأعضاء بالأمم المتحدة ومجلس الأمن” ذلك قبل بدء جلسة المشاورات التي دعت إليها كل من الصين والإمارات وفرنسا. وأضاف المندوب الصيني: “يجب على إسرائيل أن تمتنع عن استخدام المزيد من العنف، وأن تحمي المدنيين وفقا للقانون الدولي”. وتابع: “لست متفائلا. قد ينفجر بركان في أي وقت وقد تكون هناك عواقب أخرى. نحن بحاجة إلى التفكير بجدية فيما سيحدث”.

بدورها قالت روبرت وود نائب المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي “واشنطن تعمل على تخفيف التوترات في الشرق الأوسط”، وأكد أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيتوجه إلى المنطقة للتركيز على ذلك.

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *