ضعف اسرائيل

ضعف اسرائيل سيمنع قيام حرب جديدة – انتصار غزة 2022 شاهداً

بقلم إبراهيم العجيري محلل سياسي متخصص بالقضية الفلسطينية

هل تحاول إسرائيل شن حرب واسعة النطاق؟ وهل يمكن أن تتطور الهجمات الصاروخية داخل الأراضي اللبنانية والسورية وكذلك في غزة إلى حرب؟ أم أن التصعيد الأخير ما هو إلا محاولات من نتنياهو للقيام بمغامرات عسكرية في سورية ولبنان وغزة من أجل التغطية على ضعف اسرائيل وتهدئة أوضاعها الداخلية من دون أن يكون له أدنى أمل في الإنتصار بحرب واسعة النطاق. والشاهد الأحدث على ذلك هو حرب الثلاثة أيام في العام الماضي التي سارعت إسرائيل على إنهائها موافقة على جميع الشروط الفلسطينية.

انتصار غزة 2022

لقد أوقف الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة عام 2022 بعد ثلاثة أيام فقط من اندلاعها بعد تلبية شروط حركة الجهاد الإسلامي كاملة. وقد تسيدت الحركة الميدان في معركة وحدة الساحات وأفشلت التصعيد الاسرائيلي واهدافه واجبرته على وقف اطلاق النار. سرايا القدس بصواريخها التي أطلقت من قطاع غزه جالت في سماء فلسطين وثبتت رسائل الردع والقوه والدفاع عن شعبها والمقدسات.

الاسرائيليون اعترفوا بأن ما مر على مستوطنات غلاف غزة لم يكن مسبوقاً ورشقات الصواريخ لم تتوقف. ويعتبر وقف إطلاق النار دليلاً على ضعف اسرائيل ويعدّ انتصاراً للفلسطينيين للأسباب التالية:

  • اتفاق على التهدئه في غزه بتحقيق مطالب حركة الجهاد الاسلامي كاملة.
  • إجبار الجيش الإسرائيلي على وقف إطاق النار.
  • تعامل الفلسطينيون بكثير من التروي مع الوساطات المبذوله ورسموا خطوطهم الحمراء.
  • الاتفاق على التهدئه في غزه بعد ثلاثه ايام فقط من العدوان افشل التصعيد الاسرائيلي واهدافه.
  • أعطى إطلاق الف صاروخ نحو المستوطنات مؤشرات بارزة عن تطور منظومه الصواريخ والقدرات القتالية لسرايا القدس.
  • أعلنت مصادر فلسطينيه أن حركه الجهاد الإسلامي تمتلك أسلحة جديدة كاسرة للتوازن قادرة على تغيير وجه المعركة.
  • القدرات الفلسطينية أثبتت ضعف اسرائيل وأجبرتها على تغيير حساباتها. حيث سقط الاحتلال مجددا في رهانات الحسابات الخاطئه بالمغامره نحو حرب بدأها غدرا وسعى لإنهائها بسرعة.

كيف بدأت الحرب

الاتفاق على التهدئه في قطاع غزه بتحقيق مطالب حركه الجهاد الاسلامي كاملة. اي انتصار حققت الجهاد الاسلامي ومعها فلسطين كامله بهذا الاتفاق وكيف اضطر الاسرائيلى للخضوع لهذه المطالب؟

بدايه يجب ان ندرك لماذا حدثت هذه المعركه لكي نفهم حجم الانجاز والانتصار الذي حققته حركه الجهاد الاسلامي بقياده الذراع العسكري سرايا القدس. كلنا نعلم ان التوترات بدات بعد اعتقال الرمز الوطني الكبير والقائد بسام السعدي في شمال الضفه الغربيه ومن ثم بدأ الإعلام الاسرائيلي يتكلم عن نوايا من قبل سرايا القدس بعد اعلانها استنفار جنودها وسراياه وكتائبها للرد على هذه الجريمه.

خالد منصور

بات الاعلام الاسرائيلي يتكلم عن نوايا للجهاد الاسلامي و تم اقفال مستوطنات الغلاف لمدة أربعة أيام. اراد الجهاد الاسلامي من هذ الاستنفار ربط الجبهات او ساحات المواجهة. هذه المبدا الذي حاولت اسرائيل منذ احتلال فلسطين ان تمزق الجبهات الفلسطينيه و تستفرد بكل جبهة على حده. وتفرق بين غزه والضفه وبين أراضي 48 والقدس وبالتالي تستفرد اسرائيل وتحت عنوان فرق تسد يكون هذا العنوان الذي تستطيع اسرائيل ان تقاتل على كل جبهة عندما تريد أن تعمق الانقسام والانفصال الفلسطيني.

توحيد الجبهات

حركه الجهاد الاسلامي والمقاومه الفلسطينيه ادركت ان اهم منجز من منجزات معركة سيف القدس التي حدثت قبل عام انه يجب توحيد الجبهات. هذا الشعار المهم الذي يضرب بالعمق الاستراتيجية الاسرائيليه وبالتالي يؤثر استراتيجياً على مسار الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لصالح الفلسطيني. وبالتالي من هنا بدات الاشكالية. الاسرائيلي في المقابل اراد من تلك المعركة التي بدأها معاقبة الجهاد الاسلامي على هذا حمل هذا المبدا الذي يطالب بالربط بين الجبهات وبين الساحات وخاصه مع تنامي العمل المقاوم في الضفه الغربية بعد انتشار كتائب كتيبة جنين ومن ثم نابلس.

https://twitter.com/mhmwdjwhr7/status/1643736028715585536

وبدأ هناك حراك عسكري حقيقي مقاوم ضد الاحتلال ومستوطنيه في الضفه الغربية. أرادت اسرائيل ان تقطع هذا الامر بعقاب الجهاد الاسلامي من خلال الصدمه باغتيال قادته. الجهاد الاسلامي استطاع أن لا يفقد منظومه السيطرة بعد الاغتيال. بدا بمرحله جديده وهي عقاب اسرائيل على عمليه الاغتيال.

اقرأ ايضاً
شاب ثلاثيني يضرم النار في نفسه بالشارع.. ماذا حدث؟

بيان وقف اطلاق النار

لكي لا نطيل في هذا الاطار انتهت الحرب بناء على البيان المصري الذي ينص على ثلاثه امور مركزية توضح ضعف اسرائيل وقيامها بقبول الشروط الفلسطينية:

  • الامر الاول ايقاف كل العقوبات التي مورست على قطاع غزه بسبب العدوان الاسرائيلي عليها من اغلاق المعابر وادخال الوقود.
  • الامر الثاني هو ملف الاسرى الاداريين والذي في مقدمته الاسير المضرب عن الطعام لمده اكثر من 160 يوم خليل عوايدة ابن الضفه الغربية. مايثبت أن ملف الاسرى ملف وطني مع كل الفلسطينيين. بل إن  مركز ثقل ملف الأسرى في الضفة الغربيه.
  • الامر الثالث وهو العمل على اطلاق سراح بسام الساعدي القضيه التي على علاقة بالكرامة الوطنية الفلسطينيه التي حاولت أن تهينها اسرائيل من خلال اجتياحات واعتقالات يومية في الضفه الغربيه لذلك الرمزيه للشيخ بسام الساعدي ان يطمئن الناس على حياته ووضع اسمه في بيان رسمي من قبل الوسطاء المصريين هذا جبر للاسرائيلي ان يربط الجبهات.

نجاح استراتيجي للفلسطينيين

في المحصلة الجهاد الاسلامي استطاعت ان تحقق الهدف الاستراتيجي حتى ولو فقدت اهم قياداتها العسكرية تيسير الجعبري وخالد منصور القائدين الكبيرين ولكن على المستوى الاستراتيجي في هذه المعركه ظهر ضعف اسرائيل حيث أجبرت تحت وطأه صواريخ المقاومة “صواريخ سرايا القدس” التي وصلت الى اكثر من 65 كيلو متر وأدخلت اكثر من 4 مليون مستوطن إلى الملاجئ وحولت منطقه غلاف غزه على على طول 20 كيلومتر الى منطقة أشباح غير مأهولة.

تيسير الجعبري

ولأول مره يسجل في اسرائيل ما يسمى بالنزوح  الطوعي والنزوح القسري للمستوطنين حيث تم ترغيب سكان العديد من المستوطنات بالخروج منها لأن سلطات اسرائيل لم تسنطع حمايتهم من الصواريخ الفلسطينية. الجهاد الاسلامي استراتيجيا استطاع ان يجبر اسرائيل على الاعتراف بربط الجبهات ما بين جبهة غزه والضفه الغربيه والقدس في نص بيان وقف اطلاق النار.

علامات ضعف اسرائيل

دائماً ما كانت اسرائيل تحظى بدعم دولي تقوده الولايات المتحدة والدول الغربية. واسرائيل بمفردها لن يكون لديها الجرأة لإشعال حرب كبيرة قد تنتهي بهجرة ملايين الإسرائيليين وسقوط الحكومة وقد لا تنتهي الحرب إلا بزوال دولة الإحتلال بشكل كامل. وفيما يلي أبرز النقاط التي تثبت ضعف اسرائيل وعجزها عن بدء حرب جديدة:

  • نتنياهو يحاول إشغال الرأي العام الداخلي الإسرائيلي ولن يقوم بحرب قد تسقط حكومته.
  • استعدادات وتحضيرات الفلسطينيين وحتى جبهات لبنان وسوريا للحرب وامتلاكهم طائرات بدون طيار يمكن أن تسقط أسطورة التفوق الجوي الإسرائيلي.
  • غزارة اطلاق الصواريخ من غزة وحدها بلغ 600 صاروخ في يوم واحد وهذا سيقلق اسرائيل من القيام بأي تحرك جديد.
  • تقارير اسرائيلية تفيد بقدرة حزب الله على إطلاق 2500 صاروخ يومياً علىوة على المسيرات التي تسبب خسائر كبيرة.
  • تطور الصواريخ الباليستية الإيرانية التي يتجاوز مداها 2000 كيلومتر حيث يمكنها أن تشل إسرائيل.
  • يريد نتنياهو أن يضع نفسه على أنه “بطل إنقاذ إسرائيل” ومئات الآلاف من المتظاهرين الذين خرجوا إلى شوارع تل أبيب ليسوا سعداء بأعمال نتنياهو العسكرية، بل يعتبرونها حيلة لقمع الاحتجاجات، وأي حرب ستزيد غضبهم واحتجاجهم.
  • على مدى 75 عاما من وجوده، لم يواجه النظام الصهيوني قط مثل هذه المشاكل الرهيبة كما هو الحال اليوم من عدم الاستقرار السياسي والداخلي. ولن يتجرأ على البدء بحرب في هذه الظروف
  • عدد الذين سيغادرون إسرائيل سيصل تقريباً إلى مليوني شخص. كلهم يعتبرون أن انهياراسرائيل قريب ولن تبلغ الثمانين من العمر.
  • الغطاء الأمريكي الغربي على اسرائيل بدأ يضعف وقد يكون للحرب الأوكرانية الأثر الأكبر في ذلك

الآراء التي عبر عنها الكاتب في هذه المقالة هي آراء خاصة ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر اخبار السعودية24

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *