الجيش الاسرائيلي

الجيش الاسرائيلي – عصيان وأزمة ثقة مع القيادة السياسية

انتم المسؤولون عن دمار اسرائيل. اكثر من عشرة الاف جندي احتياط من الجيش الاسرائيلي، لم يكتفوا باعلان العصيان والتمرد على القوات المسلحة للدولة العبرية. بل وجهوا رسالة للحكومة ما بين سطورها أن استمروا بمشروع قانون الاصلاح القضائي وحينها انتظروا حربا اهلية وشاهدوا بام العين جيشا ممزقا.

نتنياهو في المستشفى

وبينما كل المخاطر تحيط بالجيش الاسرائيلي. كان رئيس وزراء الدولة العبرية بنيامين نتنياهو المصر على التعديلات القضائية في المستشفى يخضع لعملية تركيب جهاز مراقبة نبضات القلب. في وقت تشهد اسرائيل مظاهرات حاشدة هي الاكبر بتاريخها.

نتنياهو في المستشفى

الانقلاب القضائي

حتى ان المحتجين على ما يسمونه الانقلاب القضائي وصلوا لحصار الكنيست وفيما يبدو ان كلمة انقلاب ليس فقط المحتجون من يستخدمها اليوم في اسرائيل. حيث وصف قادة كبار اعلانات العصيان في جيش الاحتياط انقلابا في الجيش. بينما اعرب اكثر من مائة من كبار قادة الامن السابقين في البلاد عن دعمهم للجنود والضباط الذين اعلنوا العصيان.

عصيان جيش الاحتياط

وفي رسالة الى نتنياهو. اعتبروه مسؤولا شخصيا عن الاضرار الجسيمة التي لحقت بالجيش وامن اسرائيل. خاصة ان الامر لم يتوقف عن عصيان بل تعداه الى تدني نسبة التحاق جنود الاحتياط بوحداتهم القتالية. حيث بلغت النسبة بحسب الصحف العبرية اقل من سبعة بالمائة في مقابل تسعين بالمائة في الاوقات العادية.

عصيان جيش الاحتياط

ولمن لا يعرف ماذا يعني جيش الاحتياط في اسرائيل فهو ليس كسائر جيوش الاحتياط في العالم. بل يتفوق عدده باضعاف على الجيش الاسرائيلي النظامي. وبلغ قوام هذا الجيش بحسب اخر احصائية نحو خمس مائة وستين الف جندي. بينما لا يتجاوز عدد الجيش النظامي مائة وسبعين الفا. كما ان بنية جيش الاحتياطي في اسرائيل تتشكل بمعظمها من المستوطنين. الذين يستخدمون في اوقات كثيرة لتنفيذ مهام عسكرية على اساس النظامين. ويعتبرون في اوقات الحرب الكتلة الرئيسية التي تقوم بالجهد الاساسي للعمليات القتالية. ويتفوقون في نسبة المشاركة في الجهد القتالي على نظرائهم جنود الذين يخضعون للخدمة النظامية الالزامية.

عصيان الجيش الاسرائيلي النظامي

واضافة الى جنود الاحتياط تبرز حالات عصيان الجيش الاسرائيلي الاخرى في الجيش خاصة بين وحدات المظليين وسلاح الجو. ومن هنا تتضح التداعيات التي ستكون غير مسبوقة على جاهزية جيش اسرائيل وقوات احتياطه لاي طارئ. خاصة وان وجود اسرائيل كلها يرتبط عضويا بوجود جيش قوي فيها.

اقرأ ايضاً
ولي العهد يهنئ الحسين بن عبدالله بمناسبة خطوبته

تآكل الردع الاسرائيلي

ما حدا بمركز ابحاث الامن القومي من التحذير من تآكل الردع الاسرائيلي في مواجهة ميليشيات حزب الله والفصائل الفلسطينية. اضافة الى احتمال استغلال ايران الوضع لتوجيه ضربات بالوكالة لاسرائيل. ما سيؤدي بحسب تقارير الاستخباراتية الاسرائيلية الى وضع استراتيجي خطير.

ورغم تصاعد الازمات في اسرائيل واعلان العصيان داخل جيش الاحتياط على وقع التوترات بالجبهة الشمالية مع حزب الله. ما زال هناك باحثون عسكريون يقللون من تبعات العصيان داخل الجيش على كل العمليات العسكرية خاصة في حالة الطوارئ. على اعتبار ان هذا العصيان ليس الا ورقة ضغط على الحكومة. من اجل التراجع عن الاصلاحات القضائية.

ازمة ثقة في المؤسسة العسكرية

الا ان الخبراء ذاتهم يرون ان العصيان ورفض الخدمة بالجيش ستكون له تداعيات تلحق ضررا جسيما بالدولة والجيش. وان لم يكن هذا الضرر انيا حال وقوع ضرورة عملية عسكرية وانما بالنظر الى حالة العصيان عموما بانها سابقة خطيرة قد تمهد لسلوك مماثل مستقبلا لاسباب ودوافع اخرى لاي شرائح اجتماعية قد لا توافق على سياسات الحكومة.

ازمة ثقة

كما ان الجيش الاسرائيلي في ظل السجال حول التعديلات القضائية وجد نفسه في عمق المستنقع السياسي. وهو مكان لا ينبغي ان يكون فيه اي جيش في العالم. لان من شأنه أن يتسبب بازمة ثقة في المؤسسة العسكرية. ومع تطبيق حالة العصيان هذه في جيش الاحتياط في اسرائيل فان العصيان الذي وقع مرة مع تورط الجيش بمستنقع السياسة ربما سيقع مرات كثيرة مستقبلا

تأثر صنع القرار الاسرائيلي

العصيان قد يحدث مستقبلا ليس فقط في جيش الاحتياط ولكن ايضا داخل الجيش النظامي، ما قد يدمر بحسب كثير من المحللين الهيكل الحساس للعلاقات بين الجيش والمجتمع في اسرائيل. لجانب زعزعة الثقة بين المستوى السياسي والجيش بشدة والتأثير على عملية صنع القرار لدى القيادة السياسية. خاصة بكل ما يتعلق بالقضايا الامنية والعسكرية. ومواجهات التوترات على مختلف الجبهات خاصة مع لبنان وحزب الله وفي مستوى اكبر مع ايران.

واليوم بينما يحاول وزير الدفاع الاسرائيلي السعي الى اجماع ينهي حالة العصيان في الجيش الاسرائيلي الا ان هذا الاجماع حتى لو لا يعني انتهاء تبعات اول عصيان واسع النطاق في جيش الدولة العبرية. ولا يعني ان المخاطر الكامنة والمحدقة بمتانة القوات الاسرائيلية قد ولت. بينما لسان حال الاسرائيليين اليوم كما كان قبل عقود وما زال ان ذهب جيشنا ذهبنا.

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *