الرئيس الجزائري

الرئيس الجزائري يتجه نحو بريكس – التركيز على اقتصاد الجزئر

من قلب بكين اعلن الرئيس الجزائري رغبة بلاده الصريحة والواضحة بالانضمام الى مجموعة بريكس. بعد ان حصل على الموافقة من روسيا في قلب موسكو. والجزائر اعلنتها: نحن في قلب المعسكر الشرقي وجزء منه. والصين وروسيا اقطاب عالمية. والقصة والتفاصيل نرويها في هذه المقالة.

نشاط الرئيس الجزائري

البداية من استعراض لنشاط الرئيس الجزائري الاخير عبدالمجيد تبون الذي طاف عواصم المعسكر الشرقي معلنا انخراط بلاده فيهما. وبدأ زياراته الخارجية هذه من روسيا عضلات المعسكر الشرقي هذا واختتمها في بكين العقل المدبر للشرق الجديد. وعلى اجنداته الكثير الكثير من القضايا لمناقشتها وحلها. وعلى رأسها مسألة انضمام بلاده الى بريكس.

وهي منظمة تقودها كل من الصين وروسيا وتنافس جي سبعة او مجموعة الدول الصناعية السبع. التي تقودها الولايات المتحدة. وبريكس هذه تكتل يضم فضلا عن الصين وروسيا كلا من البرازيل والهند وجنوب افريقيا. تأسست عام الفين وستة تحت اسم بريك. ثم تحولت الى بريكس عام الفين واحد عشر بعد التحاق جنوب افريقيا بها.

انضمام الجزائر لمجموعة بريكس

تسعى الجزائر اليوم لشغل المقعد الجديد في منظمة بريكس. التي ترغب بان يتحول اسم المجموعة الى بريكسج على اعتبار ان الجي الجديدة هي الرمز للجزائر. لكنها ليست وحيدة في هذه المنافسة فقد سبقتها السعودية التي وقفت على اعتاب منظمة شنجاي التي تضم ايضا روسيا والصين وعينها على بريكس. وفي حال تمت الموافقة على التحاق هذين البلدين العربيين قد نشهد ولادة بريكسجس.

لكن وعلى الرغم من التطمينات الصينية والروسية الا ان هذا الامر ما زال يتطلب بعض الوقت. وهذا الوقت مرهون بظروف دولية مواتية.

سباق التسلح بين الجزائر والمغرب

ايضا كانت ضمن اجندات الرئيس الجزائري في عواصم الشرق الجديد. حيث لم يغفل تبون قضايا اخرى غير بريكس وشانجاي التي طلب ايضا الالتحاق بها كعضو مراقب. وكما قيل في الاعلام الجزائري فان قضايا الدفاع كانت على اولويات الرئيس. حيث تخوض الجزائر سباق تسلح مع جارتها المغرب. التي يقول الجزائريون انها تراهن على الغرب كثيرا.

ومؤخرا تقدمت المغرب في المجال العسكري كثيرا بعد ان ضمنت التعاون العسكري مع اسرائيل صاحبة الباع الطويل والخبرة الكبيرة في قضايا العسكرة والحروب. لذا تريد الجزائر ضمنا مجاراة الجارة بتوثيق التعاون مع موسكو تحديدا. التي تعتمد الجزائر عليها كثيرا في اسلحتها. لكن مع مراعاة عدم اغضاب الغرب كثيرا.

صفقات السلاح الروسي

فعلى سبيل المثال كانت الجزائر قد اعلنت عن ميزانية للدفاع مخصصة للعام الفين وثلاثة وعشرين بما يتجاوز الاثنين وعشرين مليار دولار. وكانت جلها ستذهب الى موسكو المورد الاساسي للاسلحة الجزائرية. لكنها عادت وخفضتها الى ثمانية عشر مليارا تلافيا للغضب الامريكي الذي يسعى لتقليم اظافر موسكو. ومنع العالم من امدادها بالمال. لكن ومع ذلك لم تقفل الجزائر بابها بوجه الروس بل ان التقارير اشارت الى ان اثنا عشر مليار دولار قد تغادر الجزائر الى روسيا في مقابل ان يغادر بما يوازي قيمتها من اسلحة روسية الى ارض الجزائريين. وهذا ربما ما كان على طاولة بوتين وتبون في زيارة الرئيس الجزائري الاخيرة.

فقد كان الهدف التالي بعد بريكس تأمين تدفق السلاح الى الجزائر. اما الهدف الثالث فقد كان الاعلان الرسمي عن تفاهم استراتيجي مشترك بين كل من موسكو والعاصمة الجزائرية للتأكيد على المؤكد بان قبلة الجزائر العسكرية هي الى الشرق. حيث الاتجاه المضاد لقبلة جيرانهم المغاربه.

اقرأ ايضاً
أسعار النفط تسجل ارتفاعاً جراء تعافي الطلب الصيني وضعف الدولار

الشراكة الاقتصادية بين الجزائر والصين

وما ان غادر الرئيس الجزائري عاصمة الروس حتى بدأ الترتيب لزيارة مماثلة للصين اختتمها مؤخرا. بعد ان عزز الشراكة الاقتصادية بين بلاده وبكين. بل وما هو اكثر من شراكة حيث حول الجزائر الى ما يشبه بوابة الصين الاقتصادية الى افريقيا. خاصة مع الجزائريين للصينيين بتعجيل العمل على ميناء الوسط الجزائري في منطقة الحمدانية بشرشار غرب العاصمة.

ميناء الوسط الجزائري هو الميناء الذي من المقرر له منافسة اكبر ثلاثة موانئ في اوروبا. وهي ميناء روتردام الهولندي اكبر الموانئ خارج اسيا. وميناء ام فير ببلجيكيا وميناء هامبورج الالماني. مشروع اذا ما تم سيكون بمثابة فتح بوابة للصين على افريقيا وما هو اكثر من افريقيا. هذا بخلاف الاقتصادي بجوارب اخرى كالتعدين وملف الطاقة وغيرها. مما يجمع الجزائريين بالصينيين.

الجزائر والصين

انضمام الجزائر للمعسكر الشرقي

ومفاد كل هذه التحركات سواء كانت الزيارة الى موسكو او الى بكين هي الاعلان الجزائري الصريح عن تموقع بلادهم في قلب المعسكر الشرقي. وهذا ما اعلنته الجزائر صراحة. والتي قالت انها تتوافق في غالبية الرؤى السياسية مع عواصم الشرق. فالجزائر اقرت بسياسة الصين الواحدة. كما انتقدت الانتقاد الغربي لسياسة الصين في الاقاليم ذات الاقليات كالتيبت وشينجيانغ وحتى هونج كونج. فضلا عن تأكيدها على حيادها بمسألة الحرب الروسية والاوكرانية. مع عدم اخفائها لميلها الى روسيا.

كما باركت الجزائر الحضور الجديد لكل من بكين وموسكو في المنطقة العربية بعد تأكيد التعاون بين عواصم الصينيين والروس مع كل من الامارات والسعودية. وايدت خطوة الصينيين التي وجهات النظر بين الرياض وطهران.

دعم الصين لقضية الصحراء الغربية

Western Desert

كما توافق الرئيس الجزائري مع الصينيين على قضايا اخرى تريد فيها الجزائر دعم الصينيين والحديث عن قضية الصحراء التي يسميها الجزائريون غربية وتسميها الامم المتحدة مغربية. حيث لا تخفي بكين وعادة موقفها المحايد في قضية الصحراء مع الاشارة الى حق تقرير المصير. اي اجراء انتخابات في الصحراء لحسم مصيرها.

وللمفارقة ترفض الصين هذا الاجراء كل من تايوان والتبت وشينجيانغ وهونج كونج. لكن ما يهم هو التوافق مع الجزائر اكبر البلاد الافريقية والقادرة على ان تكون اغناها لو تمكنت من استغلال مواردها. فالجزائر تصب جام تركيزها كانت في السنوات الاخيرة على قضايا الدفاع حتى تحول جيشها لثاني اقوى الجيوش الافريقية بعد مصر مالكة اقوى الجيوش. لكنها تغافلت قليلا عن قضايا الاقتصاد وها هي تعلن عودة هذا الاقتصاد الى قائمة اولوياتها. بعد توقها للالتحاق ببريكس الذي يعتبر تكتلا اقتصاديا.

التوازن بين الغرب والشرق

الجزائر ربما على خطى السعودية التي سبقت نحو الاعلان عن سعودية جديدة قوية عسكريا واقتصاديا وسياسيا عبر تشعيب تحالفاتها مع الغرب والشرق. تماما كما تفعل الجزائر الان. التي من الانصاف بمكان الاعتبار انها لم تنغمس كليا في قلب الشرق فهي ما زالت تمد الجسور مع فرنسا. صاحبة النفوذ الذي لا يستهان به في مستعمرتها القديمة اي الجزائر.

وحتى الان تبدو العلاقة بين البلدين من التعقيد بمكان لا يمكن الفصل بينهما. لذا هي تحديات كبيرة بوجه الرئيس الجزائري وامال اكبر بالنهوض نحو الامام. وربما الزيارات الاخيرة لعواصم الشرق ما هي الا خطوة في خطة جزائرية نحو المستقبل. ذا المستقبل الذي قد يكشف الى اين سيصل محارب الصحراء في مساعيهم هذه.

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *