زلزال تايوان

هل يكون زلزال تايوان مصطنعاً بالفعل؟! لماذا ومن المسبب؟

اقرأوا هذا الخبر جيدًا ثم تعالوا لنحكي لكم الخبر الأهم عن زلزال تايوان الذي يدور كل الكلام الآن حول كونه مفتعلاً بالكامل. وأن الحرب ضد تيوان بدأت لكن باستخدام أسلحة لم تخطر على بال بشر. وهنا القصة بكامل التفاصيل.

خسائر قليلة

هذا كان الخبر الأبرز في البداية، زلزال يضرب جزيرة الصينيين المنشقين عن الصين تايوان هو الأقوى منذ ربع قرن بل وقد يتسبب بتسونامي من شدته. لكن سيلفتكم جيدًا أن هذا الزلزال الذي قدرت قوته 7.2 درجة على مقياس ريختر خلال ال 24 ساعة الأولى لم يقتل سوى سبعة أشخاص.

@asharqnews

المذيعة ترنحت وواصلت التقديم.. كاميرا قناة محلية في تايوان توثق اللحظات الأولى للزلزال الذي ضرب البلاد بقوة 7.2 درجة #الشرق #الشرق_للأخبار

♬ original sound – Asharq News الشرق للأخبار

مقارنة مع زلزالي المغرب وتركيا

ودعونا نخبركم أن زلزال تركي الذي حمل اسم كهرمان مرعش كانت قوته أكبر بقليل عن زلزال تايوان وطالت تأثيراته ملايين البشر بل وأن من تأثروا به بل بلغ عددهم 13 مليون إنسان ووفياته كانت عشرات الآلاف ومصابه مئات الآلاف. بل وأن زلزال المغرب الأخير كان أضعف من الهزة الأرضية في تايوان وأدى لوفاة الآلاف وإصابة الأضعاف.

مقارنة بـ زلزال تايوان 1999

صحيح أن لتايوان ظروف زلزالها خاصة ولكونها جزيرة ومقر الزلزال كان بعمق كبير نسبياً قبالة سواحلها. وصحيح أن تايوان نفسها تمتلك بنية تحتية قادرة على الصمود في أوقات الأزمات لكن الجزيرة نفسها شهدت عام 1999 زلزالاً مشابهاً كانت قوته 7.6 درجة لكنه في ذلك الوقت قتل نحو 2400 شخص ودمر كلياً أو جزئياً 50 ألف مبنى.

وحتى اليابان الجارة حين يحل زلزال كضيف عليها يكون له تأثيرات أكثر من زلزال تايوان بكثير فما بال هذا الزلزال جاء على استحياء هكذا.

نظرية المؤامرة

سنخبركم بما يدور في أذهان كثيرين الآن حول العالم حيث سرعان ما صعدت للمشهد نظرية المؤامرة والتي بناها أصحابها على شواهد ودلائل ونتائج ويقولون أن الأيام المقبلة ستثبت صحة وجهة نظرهم وأن العبرة بالخواتيم. ونحن هنا سنخبركم بما دار ويدور ونفتح مجالًا لكم للتفكير والتقرير.

يقول أحد النشطاء الأمريكيين ويدعى ماركوس دلنجر إن تايوان تكاد تكون أكبر مصدر للرقائق الإلكترونية التي نستخدمها في هواتفنا ومعظم أجهزتنا الإلكترونية وسيكون لها تأثير كبير على الأسواق، الآن ظهر كل شيء.

الرقائق الإلكترونية

وهذا الذي ظهر هو ما جئنا نحدثكم عنه. لكن قبل ذلك دعونا نخبركم قليلاً لمن لا يعلم طبعًا أهمية الرقائق هذه أو الشرائح وكيف تُعتبر كنزا، وسنأتي لكم بعنوان تقرير لموقع السي إن إن الأمريكي يقول إن هذه الرقائق الإلكترونية نبض الصناعات ومحور الصراعات ومن الجيد أن يكون لفت انتباهكم عبارة محور الصراعات.

لن ندخل بالتعريف العلمي لهذه الرقائق لكن سنحاول شرحه بطريقة مختلفة وكما ورد في تقرير السي إن إن حيث وصفوا هذه الرقائق بأنها نواة الحياة الحديثة إذ تستخدم في الكثير من الصناعات والقطاعات الحيوية أبرزها صناعة الأجهزة الإلكترونية كالهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وفي صناعة السيارات والطائرات بالإضافة إلى استخدامها في صناعة الأجهزة الطبية ومراكز البيانات وغيرها.

محور الصراعات

وسنذكر لكم أيضًا لماذا يقول التقرير أنها محور الصراعات وليس فقط الصناعات وذلك نظرًا لصعوبة تصنيعها وتكلفة إنتاجها العالية كما أنه تم احتكار تصنيعها من قبل جهات معينة كتايوان والصين وهذه الصناعة باتت هي المورد الوحيد للشركات من مختلف القطاعات في العالم بحسب التقرير الذي قال أيضاً إن دولاً عديدة تنبهت لخطورة احتكار هذه الصناعة من قبل الصينيين والمنشقين عنهم خاصة بعد جائحة كورونا حيث أدى تعطل سلاسل التوريد إلى نقص في سوق الرقائق ما أدى الى خسائر كبيرة لشركات كبرى في العالم.

وباستمرار الحديث عن هذه الرقائق وقبل أن نغلق الباب وتقرير السي إن إن فإن القناة الأمريكية قالت إن أكبر شركة في العالم تصنع هذه الرقائق وتحتك تقريبًا تدعى تي اس ام سي TSMC ووحدها تنتج قرابة 57% من حاجة السوق.

نعم، أكبر شركة في العالم TSMC بدأت بإخلاء خطوط إنتاجها من تايوان. ومتى؟! بعد زلزال تايوان. هنا قبل أن نستفيض، قد يسأل السائل: لماذا العالم لا يبني مصانع أخرى كثيرة ويتحرر من هذه الشركة التايوانية؟ الإجابة: العالم بدأ مؤخرًا بالتفكير بهذه الخطوة فعلاً، لكن تقول التقديرات إن بناء مصنع واحد بعيداً عن تكلفته العالية جداً وشروط البناء والعمل الدقيقة والتي تحتاج خبرة عمرها سنوات طويلة، فإن الوقت المقدر لبناء مصنع واحد وينتج كمية متوسطة قد يستغرق عشر سنوات.

اقرأ ايضاً
15 أشهر المواقع الإلكترونية في السعودية والأكثر زيارة في المملكة

سباق الرقائق

واليوم، الولايات المتحدة تشجع على هذه الصناعة بقوة، لكن سبقتها الصين، وقبلهما تايوان، كانت سبقت الجميع، حتى أن أمريكا والغرب هم رعاة تايوان وصناعتها النادرة هذه. لذا ستفهم جزءاً من الصراع الصيني الأمريكي حول هذه الجزيرة. والآن سنعود للفكرة الأصلية: إذا كان هذا الزلزال مفتعلاً، فكيف حصل ومن يقف خلفه ومن المستفيد؟

الإجابة قد يعلمها المتخصصون في التكنولوجيا الحديثة وما جادت به المختبرات. وبحسب تقرير سابق لموقع “سكاي نيوز” العربية، فإنه أشار إلى أن مجلة “لاغوشيش” الفرنسية العلمية تطرقت في عام 1977 إلى قضية الزلازل المصطنعة ونشرت مقالاً بعنوان “هل بدأت الحرب الزلزالية؟” سلط هذا المقال الضوء على إمكانية التدخل البشري في تغيير بيئة البراكين والزلازل والغلاف الأيوني وتحفيزها.

الزلازل المصطنعة

إذاً، الفكرة قديمة وليست وليدة اليوم، لكن من قد يكون المتسبب؟

بالنظر لتعقيدات تنفيذ زلزال مصطنع، فإن عددًا قليلاً من الدول، وقليل جداً، قادر على إحداث مثل هذا الأمر. لذا، أصابع الاتهام تشير كلها إلى أكثر الدول ذات العلاقة بالأمر والقادرة على التنفيذ، لو أرادت. والحديث هنا عن أمريكا والصين بالدرجة الأولى. وهذان البلدان تحديداً من قد تمكنهما التكنولوجيا العملاقة لديهما والأبحاث العلمية المتطورة من ابتداع زلزال مصطنع. لكن من فيهما من مصلحته ضرب تايوان وتحديداً صناعتها الذهبية؟

هل تكون الصين؟

قد يتبادر للأذهان أنها الصين، فهي التي تحلم بضم الجزيرة، وبينهما حرب باردة منذ عقود، وكلاهما يتوجس من الآخر. بل وبكين وعدت شعبها أنها ستعيد الجزيرة إلى أحضانهم بالقريب والقريب العاجل. بل والبعض أشار بالتهمة للصين تحديداً لكون زلزال تايوان لم يكن مدمرًا بالمعنى الحرفي. هو فقط أرعب الحكومة التايوانية وشركتها العملاقة المسؤولة عن رقائق العالم. فمعلوم أن بكين ليس من مصلحتها تدمير تايوان ولا قتل التايوانيين، فهي تنظر للجزيرة على أنها أرض تابعة لها وتنظر لشعبها على أنهم صينيون.

تايوان والصين

تدمير ذريعة أمريكا

قد يبدو من مصلحتها تدمير صناعتها الضخمة التي تجعل الولايات المتحدة متمسكة بتايوان وتعد بالدفاع عنها حتى آخر صاروخ في جيشها. وبحسب هذه الفرضية، فإن تم تنحيه تايوان من أسواق الرقائق، فإن السبب الرئيسي الذي يدفع واشنطن للدفاع عن الجزيرة سيذهب لا بل إن صناعة الرقائق الصينية ستنتعش لكونها المنافسة الأولى لتايوان، كما ستعود بكين للسيطرة على أسواق التجارة والتصنيع. فهي ستمسك الشركات الكبرى من رقبتها، كما يقال.

ضم الجزيرة للصين

هذا ناهيك عن إنهاء أزمة الجزيرة وتكهنات الحرب بينهما. فقد يصبح من السهولة بمكان، إذا ما انهار اقتصاد الجزيرة وفقد مزاياه، أن تعود بكين لتوحيدها حتى دون حرب. وفي حال اضطرت للحرب، فلن تجد الكثير من البواكي على تايوان. فمعلوم أن هذا العالم، وعلى رأسه أمريكا، لا يبالون بالمستضعفين، طالما لا يدرون لخزينتها الأموال، إذا من مصلحة الصين، كما يرى أصحاب هذا الادعاء، أن تكون هي المتسبب والفاعل. فهي قادرة ولديها كل المصلحة بذلك.

ولكن ليس هذا كل ما في جعبة أصحاب نظرية زلزال تايوان المفتعل. ولنسمع ما يقول الآخرون الذين يدعون أن أمريكا هي الفاعل والمتسبب. فهي لها كامل المصلحة بذلك، ولنرى كيف.

هل أمريكا لها مصلحة؟

في عام 2022، صدر في الولايات المتحدة قانون عرف باسم “قانون الرقائق والعلوم”، وفيه قامت واشنطن بتخصيص حوالي 280 مليار دولار على مدى السنوات العشر المقبلة، كي تحد من سيطرة الصين وتايوان على هذه الصناعة وتتمكن من استعادة مكانتها الرائدة في هذا المجال. إذ تصنع الولايات المتحدة اليوم 12% من أشباه الموصلات فقط، بينما كانت نسبة إنتاجها 37% في عام 1990. لكن هذا ليس كافياً بالتأكيد لالصاق التهمة بالأمريكيين. فهم تقريباً يضعون يدهم على تايوان ولا يقلقهم منافستها.

تسريب تكنولوجيا تايوان للصين

انتظروا سنضيف لكم أمراً ليس سراً بل هو خبر، لكنه مر على كثيرين مرور الكرام. في أواخر العام 2023، انتشر هذا الخبر الذي مفاده أن حكومة تايوان حققت بقيام شركات تايوانية بمساعدة شركات صينية على إنتاج الرقائق، وذلك بعد انزعاج الأمريكيين من هذا الأمر. بل إن الأمريكيين أنفسهم اتهموا تايوان نفسها بالتواطؤ لمساعدة الصين، وذلك بتجاوز العقوبات الأمريكية المفروضة على صناعة الرقائق في الصين. مما يعني أن واشنطن باتت تخشى أن تقوم جزيرة الصين السابقة، أي تايوان، بمحاباة برها لأمها على حساب الأمريكيين. ولكن هل فعلتها تايوان حقيقةً، أي ساعدت؟

أمريكا و تايوان

حكومة تايوان تساير الصين

المؤكد، وفق الأخبار التي انتشرت في تلك الفترة، أي قبل أشهر من تاريخ إعداد هذا التقرير، أن شركات تايوانية فعلت ذلك. ولكن ما لم يعلمه أحد هو موافقة الحكومة أو تغاضيها عن ذلك. وبنظر محللين، فإن تايوان قد تتغاضى حقاً، فهي تريد تهدئة الصينيين وتقديم تنازلات لهم قد يتقوا بها شرها، كما يقال، حتى لو كان ذلك قد يغضب الأمريكيين. فغضب الصينيين أشد وطائهم عليهم، وهم الذين يهددونها ليل نهار بالحرب وإعادة الضم.

إذاً، قد يفعلها الأمريكيون ويفتعلون زلزالا يقضي على ذهب التايوانيين، طالما أن ذلك سيؤدي للإضرار بمصالح الصينيين. وعلى هذا، يرى كل طرف من أصحاب نظرية المؤامرة والزلزال المفتعل أن هناك شواهد وأدلة تدعم وجهة نظره وتؤيدها، وما قد يفصل بينهما هو المستقبل القريب ومعرفة من المستفيد فعلياً من زلزال تايوان الأخير.

المصدر: أخبار السعودية 24

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *