كاتبة “وش وضهر”: تصوير المسلسلات خارج القاهرة والصعيد أمر ملح

منذ عرض حلقاته الأولى تمكّن مسلسل “وش وضهر” من أن يحقق نجاحاً كبيراً وحالة من التشويق، خاصةً أن الجمهور اشتاق لرؤية قصص من داخل محافظات مصرية مختلفة، بعيداً عن سكّان الأماكن الراقية. ويناقش هذا المسلسل قضايا تحدث في مجتمعنا المعاصر، وقد حصل على إشادة من الوسط الفني ومن عدد من الإعلاميين الذين أكدوا استمتاعهم بمشاهدته وأثنوا على جودته الاحترافية، معتبرين أنه من طراز أعمال المخرج الراحل عاطف الطيب. هذا المسلسل اعتمد في كتابته على “ورشة كتابة” تحمل اسم “سرد” أشرفت عليها السيناريست مريم نعوم المهتمة بدعم كُتّاب السيناريو في العالم العربي، والتي تهدف إلى الارتقاء بالدراما العربية والمصرية. على مسلسل “وش وضهر” وتميزه كما عن ورشة “سرد”.. وجاء حوار مريم نعوم مع موقع “العربية.نت” على النحو التالي.

طرح مسلسل “وش وضهر” موضوع العقوبة التي تقع على منتحل صفة طبيب، فماذا تخبرينا عن هذه النقطة؟

الفكرة في البداية كانت للكاتب شادي عبدالله، إذ استوقفه أن مهنة الطبيب أكثر مهنة نسمع بانتحال أشخاص لها. في الحقيقة، اكتشفنا خلال التحضير للعمل العقوبة التي تقع على أي شخص ينتحل صفة طبيب، حيث لم نكن على علم بما يحدث للمنتحل. وكانت المفاجأة أن العقوبة هي الحبس عامين فقط وغرامة ضعيفة، لذا شعرنا أن الأمر يستدعي الوقوف عنده درامياً ويستحق المراجعة.

وهل كان مقصوداً ألا يتأذى بطل العمل؟

لقد كنا نقصد ألا يتأذى “جمال” بطل العمل، الذي يؤدي دوره الممثل إياد نصار، وألا يأذى أي مريض. لكن “جمال” يستحق العقوبة بشكل عام لانتحاله صفة طبيب فهو شيء جسيم، وليس أمراً بسيطاً. لكن أحببنا الشخصية وتعاطفنا معها فـ”جمال” لا يبرر ما فعله في النهاية، حيث هناك أشخاص يقعون في الخطأ وتجد نفسك تتعاطف معهم. وعلي الرغم من أن البطل تصرف بشكل خاطئ، إلا أنه يستحق التعاطف أيضاً لأن هناك أوجها كثيرة لشخصيته، فهو ليس فقط “جلال الطبيب المزور”، بل هو “جمال الإنسان الذي لديه أحلام لم تتحقق بعد”.

مسلسل وش وضهر

ولماذا تم اختيار “وش وضهر” كاسم للعمل؟

منذ اللحظة الأولى للعمل على المسلسل، كنت أتمنى أنا والكاتبان شادي عبدالله وأحمد بدوي وجود مواسم أخرى له، لاستكمال قصة “ضحى” و”جمال”، وإن كنت لا أعرف هل سيتحقق ذلك أم لا، ولكن هذا ما كان في نيتنا. وفي الحقيقة كان هناك أسماء كثيرة لهذا العمل قبل الاستقرار على هذا الاسم، وقد أخدنا وقتاً طويلاً للتوصل للاسم الأنسب، وهو أكثر اسم يعبر عن الحكاية بمواسمها المختلفة، إذ تم ذلك. كما أن هذا الاسم هو الاسم الذي تم الاتفاق عليه من الجميع، والمخرجة أحبته، وكذلك جهة الإنتاج والعرض. أحياناً يكون اختيار الاسم تحديا لإيجاد شيء تتفق عليه جميع الأطراف.

الجمهور كان له العديد من التعليقات حول فكرة تقديم العمل في “أماكن واقعية” وتحديداً الخروج من القاهرة؟

أعتقد أن الجمهور كان متلهفا لمشاهدة عمل تدور أحداثه خارج القاهرة، ونحن كصناع كنا متشوقين لذلك أيضاً. كما أن القصة نفسها كانت تحتم علينا هروب “جمال” من القاهرة لأي مدينة أخرى، والخيارات عادة ما تكون الإسكندرية أو الصعيد، لكن مصر بها الكثير من الأماكن الأخرى التي يمكن الذهاب إليها. واختيار طنطا له علاقة بوجود السيد البدوي فيها، والأمر مرتبط جداً بشخصية “ضحى” وتكوينها ومعتقداتها بشكل عام. ولما طرحنا على جهات الإنتاج أن نصور خارج القاهرة، تحمسوا ودعمونا، وأتمنى أن يتكرر الأمر في أعمال أخرى، سواء التي تقدمها ورشة “سرد” أو زملاؤنا من المؤلفين الآخرين، لأن الجمهور ونحن كصناع في حاجة لذلك بشكل ملحّ.

في المسلسل هل كان هناك إصرار على إظهار ذوي القدرات الخاصة؟

إن تقديم ذوي القدرات الخاصة بالصورة التي ظهروا عليها في المسلسل كان له أكثر من وجه. وتم ذلك من خلال الاستعانة بالطفل كريم لؤي لأداء دور شقيق “ضحى” التي قامت بدورها الفنانة ريهام عبدالغفور، ومن خلال بائعة الألعاب. درامياً ومن أول لحظة، كنا في حاجة أن يكون أخو “ضحى” غير قادر على الاعتماد على نفسه أو أن يساهم في دعم الأسرة، وهو ما يجعل الحمل يزيد على “ضحى”. أما اختيار كريم شخصياً لتأدية هذا الدور فتم من خلال فريق “الكاستينغ” مع المخرجة مريم أبو عوف، وهو اختيار عظيم لأنه موهوب فعلاً.

ظهرت أيضاً فتاة من ذوي القدرات الخاصة في أحد المشاهد، فهل كان ظهورها مقصوداً؟

هي فتاة موجودة بالحقيقة في طنطا وليست ممثلة، فأحيانا الظروف والصدف تعطينا هدية ليس بالضرورة أن يكون هناك تخطيط لها. وعندما يكون الشخص منفتح للأشياء يتمكن من التقاط الإشارات، والمخرجة مريم أبو عوف عيونها دائماً مفتوحة لكل التفاصيل، وهو ما أسعدني في التعامل معها.

مسلسل وش وضهر

وكيف وجدت مشاركة الفنان محمد ممدوح في آخر حلقتين من الأحداث؟

شخصية المحامي التي قدمها محمد ممدوح كان مقصوداً أن تكون بهذا الشكل كتحية للأستاذ رأفت الميهي، فشخصياته فيها “الحس الساخر العبثي وليس الكوميدي”. لقد كنا نقصد أن يكون المحامي بهذا الشكل، والمخرجة اختارت محمد لتأدية هذا الدور. وأنا وجدت أنه اختيار عظيم والدور أصبح أقوى مما كنا نتخيله ومما كان مكتوباً، وهو بالفعل من الهدايا التي قُدمت لهذا العمل.

يقدم مسلسل “وش وضهر” على منصة “شاهد”، فهل ترين أن المنصات الرقمية أثرت على شكل صناعة الأعمال التلفزيونية؟

ثقافة وفن

خاص


ثراء جبيل: “وش وضهر” وضعني في مكانة أخرى

سوشيال ميديا

تغريدة لطيفة من سفير كندا بعد زيارة مو صلاح لمشجعة بمنزلها

أتصور أن المنصات أتاحت فرصة للعديد من الأمور، فنحن نحكي الحكاية في عدد الحلقات الذي نحتاج إليها، سواء كان 10 أو 15 أو 30. لقد حررتنا المنصات، ككتاب وصناع بشكل عام، من عدد الحلقات المفروضة سابقاً في التلفزيون. كذلك أصبح هناك عدم التزام تحديداً بشهر رمضان لعرض المسلسلات الجديدة، وهو ما يمنح إمكانية أن نعمل في إيقاع مريح أكثر، وألا نكون مرتبطين بتوقيت محدد للانتهاء من الكتابة، فهذا الأمر قاتل. كما إنها خلقت تنوع للأعمال التي تُقدم على مدار السنة، وتحتمل كل الأنواع: الاجتماعي والكوميدي والرعب.

وما جديد ورشة “سرد” خلال الفترة القادمة؟

لقد عقدت منصة “نتفليكس” شراكة مع “سرد” من أجل تدريب النساء على الكتابة وتطوير مهاراتهن في فن السرد القصصي والتعبير الإبداعي عبر برنامج “لأنها أبدعت” الخاص بالكتابة الدرامية. وسيعمل البرنامج على تدريب 20 امرأة من مناطق خارج القاهرة، بهدف تعريف المواهب غير المُستَغلَة بالأدوات الإبداعية، وتوجّهات القطاع لتعزيز تطورهنّ على المستويين الإبداعي والمهني.