اجتياح مخيم جنين

اجتياح مخيم جنين -عبوات وقناصات فلسطينية تستخدم لأول مرة

زحفت اسرائيل بنخب قوات جيشها لاجتياح مخيم جنين وتدمير ما تريده من أهداف. مستعينة باكثر من الف جندي وعشرات الطائرات المسيرة. وما يزيد عن مائتي دبابة ومدرعة. فكانت المفاجأة الفلسطينية بالانتظار. ليتحول شمال الضفة الغربية الى ساحة حرب حقيقية.

اسقاط مسيرات واصابة جنود اسرائيليين

مع سقوط القتلى والجرحى بين الفلسطينيين الذين نسفوا المدرعات بعبوات تستخدم لأول مرة. واعلنوا اسقاط مسيرات واصابة جنود اسرائيليين. كرة النار تدحرجت من جنين. ووصلت لتكون احدى أكبر عمليات اجتياح مخيم جنين والضفة الغربية بفلسطين.

مع تكتيكات غير مسبوقة للفصائل الفلسطينية تشي بالانتقال لمرحلة جديدة. عمادها ايجاع اسرائيل اكثر واكثر بما لم يخطر على بالها. عبر العبوات والقناصة والعمليات في عمق المستوطنات. فالامر الذي بدأ عند تدمير كمين فلسطيني محكم لمدرعة اسرائيلية في مخيم جنين واسقط سبعة جنود اسرائيليين جرحى بانفجار عبوة ناسفة عالية التدمير بزنة اربعين كيلو جرام. بالتزامن مع حصار جنود اسرائيليين داخل المدينة.

قتل اسرائيليين وحماس تتبنى

تلاه بعد يوم واحد اللطمة الفلسطينية الثانية لاسرائيل. في عملية مستوطنة علي جنوب مدينة نابل شمال الضفة. ليسقط اربعة قتلى اسرائيليين برصاص فلسطينيين اثنين. عادت اسرائيل لقتلهم. وما تبعها من اعلان حركة حماس مسؤوليتها عنها في سابقة لم تحدث منذ سنوات قبل ان ترد اسرائيل باغتيال مجموعة مسلحة فلسطينية شمال جنين لكن هذه المرة عبر قصف مروحية عسكرية مسيرة. في حادثة لم تشهد الضفة الغربية المحتلة مثيلا لها منذ عام الفين وستة.

اعتداءات المستوطنين

فيما استمرت عملية اجتياح مخيم جنين وتفجير منازل فلسطينيين. واعتداءات مستوطنين على قرى فلسطينية وتدمير ممتلكاتها واشعال الحرائق. بالتزامن مع اقرار اسرائيل اختصار اجراءات الاستيطان كتطبيق عملي لاتفاق ائتلاف حكومة اسرائيل على ضم الضفة. اضافة لتضمين مناورات اسرائيل العسكرية الاخيرة سيناريو احتلالها. كل هذا واكثر هي شواهد على ان الضفة الغربية على موعد مع فصل جديد من المعارك بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

ربما هذا ما حدا بالامم المتحدة للتحذير من ان الوضع في الضفة الغربية قد يخرج عن السيطرة. بظل استمرار دعوات اليمين في اسرائيل خاصة وزير الامن القومي اتمار بن غفير الجيش الاسرائيلي الى القيام بعمليات واسعة في الضفة الغربية . التي باتت امام سيناريوهات تنذر بمزيد من العمليات والحرائق والتصعيد.

توجه للتصعيد

ربما تتجاوز أحداث اجتياح مخيم جنين هذه المرة ما حدث في فبراير من عام الفين واثنين وعشرين. عندما نفذ فلسطينيون مجموعة عمليات اسفرت عن مقتل ثلاثة وثلاثين اسرائيليا. قابلها الجيش الاسرائيلي بعملية كاسر الامواج التي استهدفت اغتيال كوادر من الفصائل ما اسفر عن مقتل مائتين واربعة وعشرين فلسطينيا. ما جعل عام الفين واثنين الاكثر دموية بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ عام الفين وخمسة عشر.

الا ان التطورات الاخيرة في الضفة الغربية باتت تنذر بان عام الفين وثلاثة وعشرين قد يتفوق على سابقه بالدموية على الطرفين. بعد ان سقط من الجانبين في الاشهر الستة الاولى مائة وواحد وستين فلسطينيا وسبعة وعشرين اسرائيليا. فيما ينذر نصف العام المتبقي بأن اشهره ربما ما زالت حبلى بالكثير. والمؤشرات على هذا كثيرة ومن اهمها استمرار بالتوسع الاستيطاني والاقتحامات الممنهجة للضفة الغربية واجتياح مخيم جنين. اضافة لاقتحامات الاقصى وانتشار خطط اسرائيل لتقسيمه.

اقرأ ايضاً
محاكم التفتيش الحوثية تحيل عشرات القضاة إلى التحقيق

تطوير اساليب استهداف اسرائيل

وفي المقابل يبدو ان الفلسطينيين طوروا كثيرا من اساليب استهداف اسرائيل حتى تحدثت مراكز بحثية الى انها قد تصل قريبا لمستويات متقدمة غير معهودة.

عمليات دقيقة ومحترفة

اذ انها لن تعود مقتصرة على عمليات اطلاق نار او دهس او هجوم بالسلاح الابيض بل ستصل حد تنفيذ عمليات دقيقة ومحترفة. تستهدف مواقع الجيش الاسرائيلي ومركبات المستوطنين في مناطقهم.

استخدام العبوات الناسفة

مع تطوير استخدام العبوات الناسفة ضد الدبابات الاسرائيلية باحترافية غير مسبوقة. بعد تحول الورشات البدائية لتصنيع العبوات الناسفة في مخيم جنين. الى ما يشبه مصانع متخصصة بصنع المتفجرات وفقا للجنة الشؤون الخارجية والامن في الكنيست الاسرائيلي. بعد ان كشفت عن تسلل قوة من حزب الله الى داخل اسرائيل. لتحويل جنين لورشة مصانع متفجرات عالية الجودة.

تفجير مركبة اسرائيلية

سيناريوهات جنوب لبنان وغزة

ما قد يعيد لاذهان الاسرائيليين سيناريوهات قاسية عاشوها في جنوب لبنان وغزة قبيل الانسحاب منهما. حين استخدمت ميليشيات حزب الله وحركة حماس العبوات الناسفة كسلاح اساسي لاستهداف مركبات الجيش الاسرائيلي. واليوم مع تطور هذا السلاح لم تجد اسرائيل بدا من تحصين الجزء السفلي من المركبات العسكرية لتأمين حماية الأجزاء الداخلية لسيارات الجيب الخاصة بوحدات النخبة العاملة باعماق الضفة الغربية.

قوة انفجارية عالية

مع تزايد حالات وضع العبوات الناسفة ذات القوة الانفجارية العالية على المحاور التي تتحرك فوقها القوات الاسرائيلية. خاصة وانه لا يوجد اجابات واضحة لدى الاسرائيليين حول مصدر هذه العبوات. سواء كانت محلية الصنع ام مهربة. اضافة لنقص المعلومات حول توقيت زرعها. سواء في لحظات اجتياح مخيم جنين او قبل وقت طويل وفق مخطط مسبق.

انتشار القناصين

كما طور الفلسطينيون في الضفة من طرق العمليات داخل المستوطنات المحصنة والمنيعة. من خلال استهداف مركبات المستوطنين على طرق تحركها من والى المستوطنات. فيما بات من اكثر ما يقلق اسرائيل تحول عمليات اطلاق النار من العشوائية الى اطلاق نار دقيق من خلال قناصين مزودين باسلحة متطورة. بينها بنادق مطورة امريكية الصنع من طراز ام ستة عشر مع ذخيرة بعشرات الاف الرصاصات.

اسلحة اسرائيلية مسروقة

اضافة لاسلحة اخرى يحصل عليها الفلسطينيون عبر شراء الاسلحة المسروقة من مخازن الجيش الاسرائيلي. بعد ان باتت قواعده العسكرية وجهة مفضلة لعمليات السطو. حيث يمتلك فلسطينيو الضفة اليوم بنادق ام اربعة وثمانين وتافور ورشاشات نيجيف وماغ. اضافة الى مسدسات جلوك وصواريخ لاو وقنابل انارة.

اسلحة اسرائيلية مسروقة

كما ان يرشح الوضع في الضفة للاشتعال بعد اجتياح مخيم جنين هو ان حماس باتت لا تخفي انتقالها من مرحلة العمل السري في الضفة الغربية الى المرحلة العلنية لتحقيق هدف استراتيجي تبذل في سبيل تحقيقه معظم مقدراتها المالية ومواردها العسكرية. ما يشي بانها قررت مد نفوذها من غزة نحو الضفة الغربية. التي يبدو ان اسرائيل مستعدة لاحراقها قبل ان تتحول لقطاع غزة اخر.

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *