المسيرة المائية ماجورا – احدث واخطر أسلحة الحرب البحرية

المسيرة المائية ماجورا هي الاسرع في البحر الاسود. لا يغرك صغر حجمها. فضربتها مدمرة لابعد الحدود. تحول مياه البحار والمحيطات لمناطق وعرة. سلاح جديد يطفو على سطح الحرب. انها معجزة البحر الاوكرانية ماجورا. احدث واخطر المسيارات المائية على وجه البحر. تراهن عليها اوكرانيا لايقاف الاسطول الروسي عند حده.

نجحت في عمليات سرية وحساسة يقولون ان البحر يخاف منها. فما الذي تستطيع فعله؟ وهل تصبح مفتاح النصر الاوكراني في المواجهات البحرية؟

معجزة البحر

معداتهم من القرن العشرين. اما نحن فاسلحتنا من القرن الحادي والعشرين هناك مائة عام بيننا. هكذا يتباهى الاوكرانيون بالمسيرة المائية ماجورا الجديدة. يعتقدون ان التصدي لها سيكون مهمة مستحيلة بالنسبة للروس. فحتى لو فتحوا النار عليها واخترقها الرصاص ستصل الى هدفها. يعتبرونها ليست مجرد مسيرة بحرية عادية بل معجزة مائية.

تفتخر كييف بان ماجورا انتاج اوكراني بالكامل. تم تصميمها واختبارها وصناعة جميع مكوناتها داخل اوكرانيا. مهمتها الرئيسية محاصرة السفن الروسية في المياه المضطربة للبحر الاسود. تتميز بتصميم مذهل يجعلها شبه مخفية في البحر. ما يجعل من الصعب اكتشافها. تسير وكانها مختبئة في المياه. فارتفاعها لا يتجاوز نصف متر. لذا يمكنها الافلات بمنتهى البراعة من محاولات العدو لضربها.

مزايا تكنولوجية متقدمة

الصانع الاوكراني منح المسيرة المائية ماجورا مزايا تكنولوجية متقدمة للغاية لم ترى في اي مسيرة بحرية قبل ذلك.

• نظام بصري مزدوج الرؤية مع امكانية الرؤية الليلية.
• مستشعرات جيروسكوب لتحديد الاتجاهات والانحناءات بدقة.
• رادار بحري من احدث طراز
• جهاز ضبط المسافة
• معدات فائقة الحساسية لارسال الصور المفصلة والبيانات.
• امكانية الكشف عن مواقع السفن الاخرى القريبة والتحذير من عملية النقل البحري المشبوهة.

والفضل في هذا كله يرجع لاتصالها المباشر والسريع بالاقمار الصناعية والانترنت. فالزوارق مجهزة بمحطات الكترونية ضوئية متطورة وهوائيات ستارلينك. ما يمنح كييف سيطرة كاملة حركتها في المياه.

التحكم بالمسيرة المائية ماجورا

تبدو لوحة تحكم المسيرة المائية ماجورا اكبر بقليل من جهاز كمبيوتر محمول. يمكن من خلالها توجيه عدة قوارب بوقت واحد في وضع السرب. هذا يعني ان المسيرات قادرة على مهاجمة اهدافها بوقت قياسي. تكنولوجيا بحرية متطورة للغاية تتيح لتلك الزوارق المدارة عن بعد الابحاربمدى يصل الى ثمانمائة كيلومتر في الرحلة الواحدة. حاملة متنها متفجرات تتجاوز ثلاثمائة كيلو جرام. تمكنها من الفتك باي سفينة تعترضها ونسف الهدف الذي ارسلت اليه بضربة قاضية.

يتجاوز طولها خمسة امتار. وعرضها متر ونصف فقط. وتزن نحو الف كيلو جرام. لكن الميزة ليست في حجمها الصغير مع قوتها الضارية فقط. بل في سرعتها الفائقة ايضا. تشق البحر بسرعة ثمانين كيلو مترا في الساعة متفوقة على اي مركبة اخرى موجودة في البحر الاسود.

طريقة الاستهداف

وبفضل ميزة التصميم الهيدروديناميكي الذكي والمحرك المطور تستطيع المسيرة تغيير مسارها بكل يسر. والاندفاع الى اي نقطة تريدها بسرعة انطلاق تبلغ اثنتين وعشرين عقدة. وصولا الى حدها الاقصى اثنتين واربعين عقدة. سهولة اطلاق قوارب ماجورا تمنحها الافضلية. شخصان فقط يمكنهما تشغيلها وتسييرها في البحر. دون الحاجة الى منصات خاصة او رافعات.

المسيرة المائية ماجورا ليست فقط قادرة على تدمير سفن العدو. لكنها الوسيلة الامثل للهجوم والاستطلاع والقيام بدوريات في البحر. وكذلك تستخدم في نقل البضائع وتنفيذ عمليات خاصة. تتمتع بمرونة فائقة، حيث يمكن تجهيزها بمجموعة مختلفة من اجهزة الاستشعار والحمولات وفقا لاحتياجات كل مهمة. لتصبح منصة متعددة الاغراض تستخدم لاجراءات مكافحة الالغام وحماية الاسطول البحري والبحث والانقاذ.

تقليل الخسائر البشرية

كما ان الزج بتلك الزوارق في الحرب يقلل الخسائر البشرية. فهي تنزل ميادين القتال وتتلقى الرصاصات في صدرها بدلا من المقاتلين الذين يديرون المعارك من داخل الغرف المكيفة. بدأ التفكير في صناعة هذه المسيرات البحرية بعد الحرب الاوكرانية في فبراير الفين واثنين وعشرين. لتعزيز قوات اوكرانيا لمواجهة الروس في المياه.

رصدت صحيفة فاينانشيال تايمز الامريكية دخول تلك الزوارق الانتحارية الاوكرانية المفخخة بالقنابل الى البحر الاسود في بداية الحرب بالفعل. ومنذ ذلك الحين خضعت هذه المسيرات لتطوير كبير. حيث انتقلت من النماذج الاولية الى نماذج الجيل الثاني. وصولا الى هذا التطوير الجديد المسمى ماجورا جي فايف حيث تم تقديمه اول مرة منذ ايام بمعرض صناعة الدفاع الدولي في اسطنبول.

تمويل المشروع

تكاليف صناعة تلك المسيرات تكفلت بها منظمة يونايتد توانتي فور التي جمعت تبرعات مالية من افراد وشركات حول العالم لدعم القضية الاوكرانية.

ماذا فعلت ماجورا؟

سنبدأ حملة اخرى لجمع التبرعات في الاسبوع المقبل. ان اوكرانيا تريد المزيد من الاسلحة من هذا النوع. اننا نريد اسطولا كاملا من المسيرات البحرية. هذا فولوديمير زيلينسكي في اوائل اكتوبر الماضي. يبدو متحفزا للغاية تجاه تلك الزوارق المسيرة بعد مهمات ناجحة ضد اسطول البحر الاسود الروسي بالقرب من ميناء سيفاستوبول الشهير في شبه جزيرة القرم. حيث نفذت المسيرة المائية ماجورا هجوما وصف بالمذهل ضد ثلاث سفن حربية روسية بما في ذلك الفرقاطة الروسية الجديدة التي كانت قد انضمت للخدمة منذ وقت قريب. الادميرال ماكاروف.

ضربات ناجحة في الحرب الاوكرانية

الرئيس الاوكراني لم يكن هدفه الاستعراض. بل طلب المزيد من الزوارق بعد ان شاهد الجميع لا سيما الاوكرانيون كيف كان اداء تلك المسيرات البحرية في عدة هجمات. فهذا جسر كاتش الذي يربط روسيا بشبه القرم كان قد تعرض لهجوم في السادس عشر من يوليو الماضي. نفذته مسيرات بحرية حسب ما اعلنت كييف وقتها.

تؤكد مصادر دفاعية اوكرانية ان المسيرات المقصودة هي المسيرة المائية ماجورا. وانها استخدمت في عمليتين على الاقل خلال العام الجاري. منها الهجوم على سفينتي استطلاع البحرية الروسية في مايو ويونيو الماضيين. ورغم ان وزارة الدفاع الروسية أعلنت صد الهجوم وتدمير المسيرات باستخدام مدفعية السفن. الا ان تلك المسيرات اظهرت مدى اطول مثيرا للدهشة.

سلاح لا غنى عنه

وفي منتصف يوليو الماضي كتبت صحيفة فرنسية تقول ان الجانبين الروسي والاوكراني عززا ترسانتيهما بهذا النوع من المسيرات البحرية الانتحارية. وبحسب الصحيفة فان استخدام اوكرانيا المتزامنة لمسيرات بحرية وجوية بدقة بالغة في ضرب اهداف حساسة يعد دليلا على تمكن الاوكرانيين من التعامل مع هذا النوع من السلاح.

وبغض النظر عن تحيز الصحيفة للمسيرات الاوكرانية من عدمه. لكننا لا نختلف في ان المسيرات البحرية يصعب التعامل معها في الحروب الحديثة. وانها صارت اداة لا غنى عنها لما لها من مميزات ومهمات متعددة تؤديها بتكلفة منخفضة نسبيا بالمقارنة مع تكلفة الانظمة البشرية. وانت اخبرنا برأيك هل ستكون للمسيرات البحرية كلمة الفصل في مستقبل الصراع بالبحر؟؟

المصدر: أخبار السعودية 24