انفصال تكساس

انفصال تكساس – هل تستقل الولاية مكسيكية الأصل عن أمريكا

ظهر ترامب من لاس فيغاس ليشعل الأجواء ويعيد قصة انفصال تكساس إلى الواجهة، يعدهم بالدعم ويشجعهم على الاستمرار بالعصيان. حاكم الولاية يرفض أوامر بايدن ويتحدى إدارة البيت الأبيض، إما إيقاف شلال الهجرة من الحدود أو ستتصرف الولاية كما تريد. معضلة الهجرة تطفو للسطح من جديد في أمريكا، وهذه المرة في منطقة لطالما رسمت حولها الفرضيات.

ترامب تكساس

تكساس، التي كلما اهتزت أمريكا قالت إنها ستنفصل، تتخذ المبادرة وتتحرك لتخليط الأوراق. صحيفة نيوز ويك الأمريكية تقول إن تكساس أقرب للانفصال من أي وقت مضى، وروسيا من بعيد تشجع على ذلك، والعالم يتخوف من حرب أهلية.

  • ماذا يحدث في بلاد العم سام، وهل تتفكك أمريكا حقًا؟
  • هل يقف ترامب وراء القصة؟
  • وماذا تفعل الولايات الجمهورية ضد إدارة بايدن؟

الأكثر ثراءً وتنوعًا اقتصاديًا

تكساس تُعتبر ولاية غنية لعدة أسباب:

  1. النفط والغاز الطبيعي: تكساس هي إحدى أكبر ولايات الإنتاج للنفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة. وجود موارد طاقة ضخمة يسهم في إعطاء الولاية قوة اقتصادية كبيرة.
  2. الزراعة: تكساس تمتلك أراضي واسعة ومناخ متنوع، مما يسهم في نجاح قطاع الزراعة. يُنتج الولاية مجموعة واسعة من المحاصيل والمنتجات الزراعية.
  3. الصناعة: تكساس تضم مجموعة واسعة من الصناعات، بما في ذلك الصناعات الهندسية والتصنيعية والتكنولوجية والفضائية.
  4. السياحة: تكساس تقدم مجموعة متنوعة من وجهات الجذب السياحي، بما في ذلك المتنزهات الوطنية والحدائق والمواقع التاريخية.
  5. قطاع الخدمات: تتمتع تكساس بقطاع خدمات قوي يشمل التعليم العالي والرعاية الصحية والخدمات المهنية.
اقتصاد تيكساس

جمع هذا التنوع في الاقتصاد يجعل من تكساس واحدة من الولايات الأمريكية الأكثر ثراءً وتنوعًا اقتصاديًا.

أسئلة تطفو على السطح

على وقع التوتر الحاصل في تكساس الأمريكية، جريج أبوت، حاكم تكساس، تحدى إدارة بايدن علنًا، و25 ولاية أخرى تبدي نيتها دعم انفصال تكساس. أصل الخلاف الحالي يدور حول قضية لطالما تصدرتها الرئيس السابق دونالد ترامب، وهي قضية الهجرة من المكسيك إلى الولايات المتحدة. فتكساس تقع على الحدود المكسيكية وتعتبر نقطة العبور الأبرز في خطوط الهجرة إلى أمريكا، وذلك بسبب حدودها المتداخلة بشكل كبير مع الأراضي المكسيكية.

خلال فترة حكم ترامب، تم تشديد الرقابة على الحدود بشكل كبير للغاية، حيث شيد الجدار الفاصل وزادت الرقابة على الحدود. لكن مع وصول بايدن، تغير الوضع كثيرًا، والفارق هو أن حاكم تكساس ومعه أكثر من 20 ولاية أخرى هم من الحزب الجمهوري وما زالوا متمسكين بالإجراءات التي تحدث عنها ترامب السابق، خصوصًا تكساس التي باتت تعاني بسبب ارتفاع معدل الهجرة إليها.

إجراءات فردية

قبل شروع المظاهرات الأخيرة المطالبة بانفصال تكساس كانت الولاية قد اتخذت إجراءات فردية للحد من قضية الهجرة. في الماضي، استخدمت الأسلاك الشائكة دائمًا لمنع تدفق المهاجرين من المكسيك. ولذلك، قرر حاكم ولاية تكساس جريج أبوت توسيع استخدام الأسلاك، حيث سمح بتركيب السياج حتى على الممتلكات الخاصة، خصوصًا بالقرب من نهر ريو جراندي ومنطقة شلبي بارك، وتلك المنطقة بالتحديد والتي تقدر بـ47 فدانًا في إيغل باس تعتبر من أكثر النقاط توترًا في قضية الهجرة وممرًا أساسيًا لعبور المهاجرين بسبب اتساع مساحتها وتضاريسها.

أسلاك تيكساس

تركيب الأسلاك

وبالتالي، قامت ولاية تكساس بتركيب الأسلاك على طول الضفة المقابلة للحدود ودققت في عملية الوصول للمنتزه الشهير ذاك. منعت تلك الأسلاك المهاجرين بنسبة كبيرة من الوصول، حتى سجل غرق امرأة وطفلين بسببها، مع منع الحرس الوطني في تكساس من وصولهم.

إزالة الأسلاك

إدارة بايدن منحت في وقت سابق الإذن لإزالة تلك الأسلاك، وعليه قام المدعي العام في تكساس برفع دعوى قضائية ضد إدارة بايدن. وذلك على إثر قيام عملاء الجمارك وحماية الحدود بإزالة بعض من تلك الأسلاك. حيث قال المدعي العام إن تلك العملية تعتبر تدميرًا لممتلكات الدولة، كما أنها نُفذت لتسهيل وصول المهاجرين إلى الولاية بدلاً من منعهم. وكانت هذه القصى هي الشرارة التي أدت إلى عودة المطالبات بانفصال تكساس مرة جديدة.

تصاعد التوتر

ومن هنا بدأ التوتر يتصاعد، حيث منعت قوات الولاية قوات الجمارك والحدود من الوصول للمنطقة، وقبل أيام أصدرت المحكمة العليا قرارها النهائي. يؤكد فيه لعملاء الجمارك والحدود الحق في الوصول للمنطقة وقطع الأسوار. والسبب في ذلك هو أن الدستور الأمريكي ينص على أن السيطرة على حدود البلاد مسألة فيدرالية، ويمكن للإدارة الأمريكية أن تتصرف فيها وفقًا لما تراه صحيحًا.

اقرأ ايضاً
هالوين السعودية - صوت إماراتي يصف احتفالات السعودية "بالكارثة الأخلاقية"

انتهاك الإتفاقية مع الولايات امتحدة

ذلك القرار أدى لارتفاع حد التوتر والخلاف، حيث عاد حاكم الولاية ليقول إن الحكومة الفيدرالية انتهكت الاتفاق بين الولايات المتحدة والولاية. وهو ما كان إعلانًا مبطنًا عن نيته منع القوات من الوصول للسياج، وهو ما حدث فعلًا حيث انتهت المهلة التي منحتها المحكمة للولاية في 26 من يناير، وبقي جنود الولاية يمنعون حرس الحدود من الوصول للسياج.

فيما تعهد حكام جمهوريون من 25 ولاية تشكل نصف الولايات الخمسين في أمريكا بتقديم دعمهم لحاكم تكساس والسلطة الدستورية في الولاية للدفاع عن نفسها، بما في ذلك وضع أسوار الأسلاك الشائكة لتأمين الحدود ضد ما وصفه أبوت بأنه غزو المهاجرين لولايته.

توتر عسكري

وقد صعد أبوت حد تصريحاته من جديد، قائلاً إنه وجنود الولاية مستعدون للدفاع عن حدودهم الجنوبية، وذلك في ظل غياب إدارة بايدن وامتناعها عن حماية الحدود. وهو التصريح الذي وصف بالتحدي العلني الذي قد ينتهي بانفصال تكساس، حيث تدفقت القوات من باقي الولايات الجمهورية إلى تكساس ونفذت عدة احتجاجات لمنع وصول القوات الفيدرالية التابعة للإدارة الأمريكية إلى المنطقة. وهو ما دفع البعض للتخوف من حرب أهلية قد تندلع إذا استمر التوتر.

تدخل دونالد ترامب

تلك التوترات تأتي استجابة لدعوة دونالد ترامب للولايات التي يقودها الجمهوريون، حيث دعاهم لمكافحة مشكلة الهجرة على الحدود الجنوبية، وقال إن بايدن يفشل بالتعامل مع القضية بشكل صحيح، وعلى جميع الولايات الراغبة نشر حراسها في تكساس حتى يتوقف تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة.

ويستخدم الجمهوريون قضية الهجرة باستمرار لمهاجمة خصومهم في الحزب الديمقراطي، ومن المتوقع أن تزداد حدة هذه الانتقادات مع اقتراب الانتخابات الرئاسية. وهو ما يحاول ترامب أن يواجه به بايدن لكسب السباق الرئاسي من جديد.

انفصال تكساس عن أمريكا

التوتر في تكساس أعاد للأذهان قضية الانفصال عن أمريكا من جديد، حيث لطالما تعهدت عديد الأصوات من الولاية بالانفصال وتنفيذ استفتاء قريب لتحديد رأي السكان بهذا الشأن، وهو ما توقعته عديد الصحف على ضوء الأزمة الأخيرة. قالت نيوزويك الأمريكية إن انفصال تكساس يقترب بشكل كبير حاليًا.

ولاية تكساس المستقلة

وقال دانييل ميلر، رئيس الحركة القومية في تكساس، للصحيفة إنه يأمل في إعادة الولاية لدولة مستقلة كما كانت قبل عام 1845. وذكر: “إذا اتبعت الحكومة الفيدرالية سياستها التي استمرت قرابة قرن من الزمن في احترام حق تقرير المصير، فإننا نتوقع أن تكون العلاقة مع باقي الولايات المتحدة ودية وتعاونية.

ويمكن القول إن انفصال تكساس سيشكل معضلة كبيرة للإدارة الأمريكية ليس فقط اقتصادياً ولكن سياسياً، حيث تدعم واشنطن حق تقرير المصير للكثير من الأقاليم والولايات الساعية للانفصال حول العالم. وإذا منعت تكساس من ذلك، فإنها ستكون أمام انهيار سياسي عام للدولة وحرب أهلية قد تندلع لتحديد الفائز في النهاية.

حل بايدن المؤقت

في الوقت الذي يقول البعض إن بايدن يملك حلاً مؤقتاً حاليًا لقضية انفصال تكساس وهو إضفاء الطابع الفيدرالي للحرس الوطني في تكساس لمنعه من تدشين المزيد من الأسلاك، وفي ذات الوقت سحب القوة العسكرية من يد حاكم الولاية، إلا أن هذا القرار قد يكون له تبعات أشد، حيث يتمثل ذلك في عصيان الحرس الوطني لأوامر البيت الأبيض وانقلابه رسميًا ووقوفه مع حاكم تكساس.

تكساس، التي أصبحت رسميًا ولاية أمريكية في عام 1845 بعد أن كانت ولاية مكسيكية ثم دولة مستقلة، لطالما أثارت الجدل في الولايات المتحدة. فمنذ انضمامها للاتحاد الفيدرالي، عارض الكثيرون في المكسيك وأمريكا هذا الانضمام، لكن ثرواتها وموقعها المهم أجبرا الكونغرس الأمريكي على الموافقة على الانضمام، إلا أن التوترات بقيت مستمرة ومعها القلق في كل إدارة أمريكية من انفصالها. يمكن القول إن الأزمة الحالية كلما استمرت أطول زادت الاحتمالات أمام تكساس وغيرها من الولايات بالانفصال أو حرب أهلية قد تعيد أمريكا لنقطة الصفر.

المصدر: أخبار السعودية 24

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *