طريق الحرير الامريكي – بهدف التجارة أو توسيع النفوذ السياسي؟!

الصين تبني طريقا يوسع نفوذها. فتكرر الفكرة روسيا كي تحدد مناطق سطوتها. فتأتي امريكا لتطلق مشروع طريق الحرير الامريكي ليقطع الطريق على الاثنين. وهنا نحدثك في مقالتنا عن حرب الطرق هذه.

الحلم الأمريكي

والخبر عن ذمة موقع اكسيوس الامريكي. الذي نقل عن مصدرين مختلفين ان ما بين امريكا والسعودية وربما الخليج تدور فكرة مفادها تدشين مشروع عملاق يوازي فكرة الحزام والطريق الصيني يبدأ من اسرائيل ويمر بالخليج وينتهي بالهند. وقبل ان نحكي قصة هذا الطريق سنذكرك سريعا بطرق الصين وروسيا.

مشروع الحزام الصيني

قبل البدء مشروع الحزام والطريق الصيني. وهذا مشروع اطلقه الرئيس الصيني الحالي. وهو وفق الصينيين مشروع لخدمة العالم وتطوير البنية التحتية لعدد من الدول وتسهيل عمليات التجارة وغير ذلك من الاسباب المنمقة. لكن وفق اعداء الصين فهذا مشروع سياسي هدفه تطويق العالم من قبل بكين.

• المسار الأول وفق خارطة الطريق هذه. هو طريق يبدأ من اراضي الصين ويمر عبر اسيا الوسطى. وتعبر ايران وتركيا وصولا لحدود القارة العجوز. وهذا مسار واحد فقط للطريق الذي يعرف ايضا باسم خط الحرير الجديد.
• المسار الثاني البحري. ينطلق ايضا من الصين ويمر من البحر قبالة الشواطئ الهندية. وصولا الى شرق افريقيا التي سيقطعها وصولا الى اوروبا وتحديدا الشرقية منها.
• المسار الثالث فهو بري ايضا كما الاول. حيث سينطلق من الصين عبر روسيا ليصل الى اوروبا من الشمال. بالاضافة لمسارات اخرى ليست باهمية تلك المسارات الكبرى.

المشروع الروسي

وهذا مشروع ماء ينتهي العمل به حتى يضمن للصين نفوذا ما بعده نفوذ. لكن لان الصين ليست وحيدة على هذا الكوكب خرجت روسيا معلنة انها هي الاخرى بصدد تدشين خط حرير خاص بها. يحدد لها مناطق نفوذها ويفصل الشرق عن الغرب. مبادرة عرفت باسم ممر الشمال الجنوب. ينطلق من اقصى الشمال الروسي وصولا لاقصى جنوب ايران حيث ومنه الى القارة الافريقية.

وكما الطريق الصيني ايضا الطريق الروسي له عدة مسارات. اهمها

• المسار الأول يقطع البر المحاذي لبحر قزوين وصولا الى ايران ومنه الى افريقيا.
• المسار الثاني الاخر يقطع بحر قزوين ثم ايران وصولا للهند.
• المسار الثالث يقطع دول وسط اسيا مرورا بايران ثم الى الهند.

طريق الحرير الامريكي

ولكن ايضا لان روسيا والصين ليستا وحيدتان على الساحة. قدمت امريكا من بعيد لقطع الطريق على الاثنين. وقدمت مشروعا جزافا يمكن تسميته بطريق الحرير الامريكي. وهذا المشروع بدأ العمل عليه بلقاءات مختلفة بين مستشار الامن القومي الامريكي جيكس سوليفان وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.

خلال زيارة سابقة للمملكة العربية السعودية جرت مطلع ايار مايو من العام وثلاثة وعشرين. ذاته المستشار وفق موقع الامريكي كان قد التقى نظيره الاماراتي الشيخ طحنون بن زايد. كما سبق له ان التقى نظيره الهندي اجيد دوفال. اذا هو مشروع ملح للبيت الابيض. فما هو معول عليه الكثير.

المسار المقترح للطريق الأمريكي

وقبل الحديث عن مشروع طريق الحرير الامريكي بابعاده السياسية. لابد من توضيح مساره المقترح. والقائم على ربط الشرق الاوسط سكك حديد وهي مبادرة سابقة تحمل اسم الشراكة من اجل البنية التحتية العالمية والاستثمار. كانت واشنطن قد اعلنت عنها رفقة الدول السبع الكبرى منتصف العام الفين واثنين وعشرين. وتستهدف ضخ استثمارات في مشاريع البنية التحتية للدول المنخفضة والمتوسطة الدخل. من اجل مواجهة مبادرة الحزام والطريق الصينية. والتي تمنح بكين مزيدا من النفوذ

ووفق الصور الاولى للمشروع فهو ينطلق من اسرائيل على الولايات المتحدة تربط حليفتها اكثر بدول المنطقة. ويمر عبر السعودية وصولا للامارات العربية المتحدة. التي من شواطئها سيقام مسار بري الى سواحل الهند. اي ان خط الحرير الامريكي هذا مسار واحد عبارة عن شقين.

شق بري يضم سكك حديد تقطع دول الشرق الاوسط انطلاقا من اسرائيل وصولا لسواحل الخليج. تتخللها طرق وشوارع برية ايضا. ثم شق اخر بحري ينطلق من الخليج وصولا الى الهند. وهذه هي خطة طريق الحرير الامريكي حتى الان. وقد تتفرع منها مسارات اخرى مستقبلا وربما تنضم دول اخرى.

عوائق طريق الحرير الأمريكي

لكن ما زال هنالك عائق بالخطة وهي العلاقات السعودية الاسرائيلية التي لم تتوضح بشكل نهائي حتى الان. فما بين كلام عن قرب التوصل الى صيغة للتفاهم بين الرياض وتل ابيب. وكلام اخر يوحي بشروط تعجيزية بين الطرفين لا يعلم مستقبل هذه العلاقة.

الشروط السعودية

فآخر ما رشح هو شروط سعودية مقدمة لواشنطن لاكمال مسار تطبيع العلاقات العربية مع اسرائيل والبدء بتنفيذ طريق الحرير الامريكي. ومن هذه الشروط

• تمليك السعودية لبرنامج نووي للاغراض السلمية باشراف امريكي.
• تعهدات امنية موقعة من الكونجرس الامريكي. تتضمن صفقات اسلحة متطورة للمملكة.
• حل للقضية الفلسطينية يضمن للفلسطينيين إقامة دولتهم المستقلة.

الطريق السياسي

وما بين هذا وذاك. ما زالت التحركات الامريكية لاتمام مشروع طريق الحرير الامريكي، الذي وان غلفته امريكا بالمنافع الاقتصادية انه مشروع سياسي بحت. فكما ذكرناه هو لمواجهة الصين والحد من نفوذها وسطوتها. ومعلوم مؤخرا حجم ما وصل اليه الصراع بين بكين وواشنطن. من حروب تجري بالخلفية وفي كافة القطاعات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية وحتى الفضاء. وامريكا تدرك انه لا يمكنها الدخول بحرب مباشرة مع الصين. على الاقل في المدى المنظور. نظرا لما الصينيون من قوة لكنهم يسعون لتطويقها.

تطويق الصين

فكما هو الحال في مشروع الشرق الاوسط هذا. تعمل واشنطن بجد ليل نهار لتطويق الصين من الجهة الاخرى حيث اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين. حتى انها كادت تضع الفلبين في مواجهة عسكرية مع الصينيين. كما دعمت امريكا نهضة عسكرية شاملة في هذه الدول الثلاث تحسبا لاي حرب قد تندلع من أجل ضم الصين لجزيرة تايوان كما تخطط بكين.

بل ان الولايات المتحدة ذهبت الى استراليا واقنعتها هي الاخرى بالبدء بعملية تسلح لمجابهة الصينيين. وهي تسعى لكسب دول اخرى في صراعها هذا. لذا اقترحت على العرب هذا المشروع. خاصة ان دول العرب كانت مؤخرا قد ابدت انفتاحا على الصينيين اقلق البيت الابيض كثيرا. حتى بدأ الصراع على الولاء والتحالف. وحتى الان العرب يقودون توازنات ما بين العلاقة مع الطرفين. تضمن الاستفادة من هذا وذاك.

ربما تريد واشنطن زج العالم كله بحرب مع الصينيين. وهذا السعي لن تظهر نتائجه الان. فما هو ثابت حتى الان حروب بالخلفية. ومشروع طريق الحرير الامريكي يأتي في مقابل مشروع الحزام الصيني. تماما كما هو الحال بحرب الطرق هذه التي انضم اليها طرف ثالث وهم الروس، بانتظار معرفة من سينجح بان يكون قاطع الطرق الاجدر.