التحالف الخليجي الايراني – هل يحل محل الغرب في مياه الخليج

التحالف الخليجي الايراني الذي بدأنا نسمع به هو في الحقيقة أمر مفاجئ. لا يذكر التاريخ صيغة جمعت العرب والفرس يوما سوى “اما ان تحتلني انت او اقوم انا باحتلالك“. منذ كانت فارس مملكة كسرى. وكان العرب قبائل. مرورا بصدر الاسلام وعصر الفتوحات وصولا لامبراطورية الصفويين ونزاعهم مع الاتراك على ارض العرب. حتى حرب العراق وايران وما تلا ذلك من عودة الاحلام الفارسية.

اعلان قيام التحالف الخليجي الايراني

على هذا صارت العلاقة بين الطرفين الذين حتى على تسمية مياه الخليج اختلفا. وفي حين ظن الجميع ان الحرب بينهما باتت على الابواب. خرجا يعلنان ولادة التحالف الخليجي الايراني بينهما وهذا سيبرد المياه المستعرة التي لطالما اختلفا عليها.

اعلن قائد بحرية الجيش الايراني الادميرال شهرام ايراني عن خبر فاجأ البعض وصدم البعض الاخر وقلة قليلة فقط من توقعوه. وفي متن هذا الاعلان ولادة تحالف عربي خليجي. خرج الادمران على شاشة التليفزيون الرسمي لبلاده للقول ان طهران بصدد انشاء تحالف جديد بحري مع عدة دول.

الدول المشاركة في التحالف

ذكر عددا من هذه الدول التي قال انها العراق السعودية والامارات وقطر والبحرين ومعهم باكستان والهند. كما ضرب مثالا عن تعاون سابق بين بلاده وسلطنة عمان. التي لم يفهم من كلام المسئول الايراني اذا ما كانت ستكون هي عضو بالتحالف الخليجي الايراني ام لا. لكن ليست عمان القضية في الحقيقة لكون ان السلطنة صديقة للجمهورية الاسلامية منذ زمن ولا حتى العراق.

القضية والمفاجأة كانت السعودية والامارات وقطر والبحرين. وهذه دول حتى قبل اشهر كانت طهران على خلاف مع بعضها وتحديدا السعودية والبحرين. ولم يكن خلافا عاديا او اختلاف وجهات نظر بل اكثر بكثير من ذلك.

تحولات سريعة

سبق للايرانيين ان هددوا منذ سنوات باحتلال البحرين كما سبق للرياض ان قال ولي عهدها انه لن يسمح للفرس باحتلال بلاده. اذا هي كانت قاب قوسين او ادنى من الحرب. بل تحاربتا في عدة ساحات كان اخرها اليمن. وحتى اكثر المتفائلين بالمصالحة الايرانية السعودية الاخيرة لم يكن ليتوقع ان تصل احلام طهران الى حد دخول وتكوين تحالف مع العرب.

ويا ليت تصريحات الادميرال الطهراني ظلت هنا. فالرجل قرر تفجير مفاجآت اكثر. حين حدد الهدف من هذا التحالف. حيث المح ان التحالف الخليجي الايراني هو من سيحكم المياه التي تفصل الطرفين وفرقتهم سابقا عن بعض. مضيفا لتلميحاته لخروج القوات الاجنبية من المنطقة. وهنا قطعا لا بد لنا ان نتوقف.

تهديد التحالف الدولي الامريكي

المسؤول الايراني يقول بما معناه ان التحالف الاسلامي الهندي الجديد هذا بديلا عن التحالف الدولي الامريكي الذي يستوطن مياه الخليج والمنطقة منذ عقود. فاي عقل قد يتصور ان يجتمع العرب في معسكر واحد وضد من? ضد تحالف الامريكيين.

الحقيقة ان الكلام الذي يتعلق بالعقل هذا ليس كلامنا نحن. بل هو كلام الامريكيين انفسهم. حيث ووفق موقع امريكي فان المتحدث باسم الاسطول الامريكي الخامس والقوات البحرية المشتركة تيم هوكينز خرج للتعليق على الخبر بالقول انه امر غير منطقي. ويتحدى العقل.

صدمة العالم

هذا قد لا يكون كلاما امريكي فحسب بل كلام اغلب سكان الكرة الارضية الذين شهدوا على خصام عربي فارسي طويل. ترأسته السعودية ولم تقدم فيه ايران الا مزيدا من التعنت. خلاف دفع العرب للتقارب مع الغرب ومع امريكا تحديدا ودفع الايرانية لتلغيم المنطقة بميليشيات متطرفة. غزت عدة دول عربية.

خلاف شابته تصريحات لطالما اثارت الجدل. تضمنت طموحات عربية ضد الفرس ومطامع فارسية ضد العرب. والان يخرج من قلب طهران وجيش طهران. من يقول ان هذا العالم الشاهد نفسه يشهد ولادة التحالف الخليجي الايراني الجديد بين المتصارعين. واين؟!!! في مياه الخليج، الخليج ذاته الذي ما زالوا مختلفين على تسميته والذي ما زالوا لم يعلموا اصله وفصله. اهو عربي خالص ام فارسي قديم.

كيف للطرفين الذين لم يتفقا على اسم موحد المياه بينهما ان يقيما هذا التحالف الخليجي الايراني في هذه المياه.