جيش الشمال

جيش الشمال – ضربة استباقية روسية للالتفاف على حصار محتمل

في منطقة خالية من البشر. ولا تسكنها الا البطاريق وبعض انواع الدببة. قررت روسيا ان يكون لها جيش هناك. جيش اطلقت عليه اسم جيش الشمال او جيش القطب الشمالي.

تأسيس جيش الشمال

صحيفة الروسية نقلت عن مصادر في وزارة الدفاع الروسية عزم موسكو تشكيل جيش جديد باسم جيش الشمال ليكون جزءا من الاسطول الشمالي الذي يغطي الحدود الروسية الشمالية ومن ذلك الحدود مع فنلندا والنرويج. وتساءلت عن التوقيت ثم اجابت بعد ان كشفت تفاصيل علمتها من مصادرها في وزارة الدفاع. التي اوضحت ان شبه جزيرة كولا وهي جزيرة في المتجمد الشمالي شمالي روسيا باتت تطلب حماية وان موسكو لن تبخل في حمايتها.

يأتي ذلك في اعقاب انضمام الدول الاسكندنافية جارة في روسيا الى حلف شمال الاطلسي. والحديث هنا عن السويد وفنلندا والنرويج. وان ما اسمته موسكو الوضع الجديد بات يتطلب جيشا جديدا. وهذا الجيش قالت انه سيضم كتائب وأفواج وفرقا يخضع افرادها للتدريب على العمليات القتالية في ظروف القطب الشمالي.

تغيير في الإستراتيجية العسكرية

وبحسب الصحيفة الروسية. فان الوضع القديم كان يضع المنطقة الشمالية الغربية من روسيا لادارة منطقة العسكرية. ثم وقبيل عشر سنوات قررت روسيا احداث تغيير في استراتيجيتها قضت بدمج منطقة لينينغراد العسكرية مع منطقة موسكو العسكرية. ونتج عن ذلك ما يعرف الان بالمنطقة العسكرية الغربية ما يستدعي انشاء ما يسمى بجيش الشمال.

الإستراتيجية العسكرية

وفي ذات الوقت ووفق الصحيفة الروسية لم تكن تلك المنطقة بحاجة لحماية كبيرة من قبل الروس. حيث كانت كل من فنلندا والسويد ما زالتا دولتين محايدتين وتفصلان روسيا عن حدود الناتو. وكان التواجد الروسي هناك عبارة عن فرق عسكرية ككتيبة المشاة الالية عشرين واللواء ثمان وكتيبة المشاة البحرية واحد وستين.

تعزيز التواجد العسكري

لكن الان الوضع سيختلف. حيث سيكون التواجد الروسي عبارة عن جيش كامل يسمى جيش الشمال نواته دمج هذه الفرق مع بعضها. وضمها لاسطول الشمال الروسي بعد اضافة فرق جديدة كفيلق الصواريخ وفيلق الدفاع الجوي وغيرها من الفيالق الحربية الروسية. ما يعني ان جيشا شبه منفصل سيقوم في الشمال هنا حيث كان الاسطول الروسي يخيم وحيدا.

والان بات عبارة عن جيش الشمال خاصة بعد تعزيزه مسبقا من قبل موسكو باحدث الانتاجات من السفن الحربية والغواصة الاستراتيجية لمشروع بوريه ايه. والغواصة النووية متعددة الاغراض القادرة على حمل واطلاق صواريخ كروز. والتي تعرف بمشروع ياسين ان. الذي تم تطويرها مؤخرا لحمل صواريخ فرت صوتية من طراز تسيركون. ما يعني ان ما بات في الشمال الان هو جيش تفوق قوته وقدراته جيوشا مستقلة لدول بحالها.

ردع موسكو

وهذا الامر بحسب الصحيفة ايضا كانت شرارته التدريبات التي اجرتها النرويج اواخر العام الفين واثنين وعشرين. ضمن حلف شمال الاطلسي والتي شملت ثلاثين الف جندي واكثر من مائتي طائرة وخمسين سفينة وهي تدريبات القت بظلالها على حيث ومع انضمام فنلندا والسويد سيصبح الناتو على حدود الروس. وهذا امر مستفز بالنسبة للكرملين وغير مقبول. لذا يتطلب ردعا.

اقرأ ايضاً
105 مليارات ريال لمشاريع المياه.. تحسن الخدمات

وهذا الردع هو جيش الشمال. الذي ستكون من مهامه ايضا مراقبة التحركات الامريكية في القطب الشمالي. هناك حيث سبق لواشنطن ان اعلنت عن تعزيزات لتواجدها في اعلى نقطة في الكوكب.

ثروات القطب الشمالي

ولمن لا يعلم فان القطب الشمالي حتى عقود خلت كان عبارة عن ارض منسية لا يلتفت اليها احد. لكن في النصف الثاني من القرن العشرين وبفعل تبعات التغير المناخي. ذابت الكثير من الثلوج واظهر الجليد المذاهب كنزا كان يخفيه لقرون. حيث قدر الخبراء ان ربع ثروات العالم تتمركز في تلك المنطقة من العالم.

وهذه الثروات تنافست عليها الدول المطلة على القطب. وهي روسيا وكندا والولايات المتحدة الامريكية والنرويج والدنمارك. والتي قررت مطلع ثمانينيات القرن الماضي الجلوس والاتفاق على الية لتقاسم النفوذ في الشمال. وقضى الاتفاق بان من حق كل دولة من الدول الخمس بسط النفوذ على مائتي ميل بحري ابتداء من سواحلها.

صراع النفوذ

لكن مع ذوبان الجليد اكثر. زادت مساحة اليابسة وباتت ساحة منافسة ويريد الجميع بسط الهيمنة عليها. فاعلنت روسيا انها ستبسط نفوذا جويا في منطقة القطب الشمالي. امر استفز الدول الاخرى الاعضاء في الناتو. وانطلق سباق تسلح في الشمال. وقفت فيه روسيا وحيدة لحماية ما تقول انها سيادتها على الشمال. حيث حتى الان اكثر من احد عشر بالمائة من دخل روسيا القومي قادم من الشمال. كما ان ثمانين بالمئة من غازها ياتي من الشمال. وقرابة خمس معادنها تستخرجها من هناك ايضا.

لذا فان اي خلل او حرب في القطب الشمالي. قد تكون بمثابة الدمار على موسكو. والتي وان انشغلت بازمة داخلية وبحرب خارجية كما هي حربها مع اوكرانيا. الا انها لم تتمكن من اغفال عينها عن شمال الكرة الارضية. خاصة وان الناتو سبق له القول على لسان امينه العام ينسي ستولين بيرج صيف العام الفين واثنين وعشرين، ان دول الناتو تطمح للاستفادة من القطب الشمالي تجاريا وعسكريا. فكان هذا بمثابة الانذار لروسيا.

تذكير بقوة روسيا

قال المحللون على خبر انشاء جيش الشمال هذا ان من مهامه ايضا تذكير الاوروبيين بان روسيا قريبة منهم. فكما هي في اوكرانيا قد تكون في شبه الجزيرة الاسكندنافية. وكما طرقت بابهم مرة قد تعود لطرق ابواب اخرى ان اقتضت الحاجة. والحاجة هذه ستفرضها استراتيجية الناتو التوسعية التي تعمل على حصار روسيا وخنقها قدر المستطاع. على أمل ترويضها وتهذيب سلوكها.

قوة روسيا

لكن خلف تلك الحدود يقبع دب يقول الروس انه يرفض الترويض. واذا كان للغرب حلف الشمال العسكري المسمى الناتو فروسيا ستضع لهم جيش الشمال كي يبقى دائم التذكير لهم بانه ليس فريسة سهلة ولن يكون.

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *