نيران المظاهرات الفرنسية

نيران المظاهرات الفرنسية – رصاصة الشرطي الفرنسي تدخل قلب أوروبا

حتى قبل ايام كان الاوروبيون يشمتون بالروس بعد تمرد قوات فاغنر على حاكم الكرملين. والان حان وقت شماتة الروس بعد نيران المظاهرات الفرنسية. في حين ان الحليف الكبير على الضفة الاخرى لمياه الاطلسي يلتزم الصمت. واوروبا ما ان تطفئ نارا حتى تشتعل اخرى.

انتقال الشرارة إلى أوروبا

ربما لم يكن يعلم شرطي المرور الفرنسي مفجر نيران المظاهرات الفرنسية ان الرصاصة التي اطلقها على صدر المراهق الشاب نائل الجزائري الاصل ستكون رصاصة في قلب بلده بل وفي قلب قارته الاوروبية كاملة. فبعد ايام من مظاهرات عمت عموم فرنسا تقريبا. استلزمت للتصدي لها لاكثر من خمسة واربعين الفا من رجال الشرطة الفرنسية. باتت اوروبا كلها ترسم مرحلة ما بعد هذه الرصاصة.

انتقال الشرارة إلى أوروبا

حيث اعلنت الشرطة السويسرية انها اعتقلت سبعة اشخاص قاموا ليلا رفقة اخرين باستنساخ تجارب المتظاهرين في فرنسا. واحرقوا وخربوا واجهة عدد من المحلات في مدينة لوزانا السويسرية. ذات الامر جرى في بلجيكا. وذات الفكرة حذرت منها المانيا واستعدت. فاوروبا باتت على موعد مع الحرائق. ربما كانت شرارتها ما بات يعرف ببوعزيز فرنسا.

شماتة روسيا بعد نيران المظاهرات الفرنسية

ما دفع الصحافة الروسية للدخول في مبارزة مفتوحة فيما بينها لصياغة عناوين شامتة لمقالاتها وتقاريرها التي تتحدث عن نيران المظاهرات الفرنسية وما يجري في اوروبا. وما بين الرصاصة التي ستغير اوروبا الى وقوع في فرنسا بحرب اهلية عرقية الى غير ذلك من العناوين اللافتة.

اسهبت الصحافة الروسية في تفصيل ما جرى بحس شامت ساخر متشف. وهم اي الروس تمضي ايام على ما جرى في بلاده من ازمة افتعلتها قوات فاغنر. دفعت الاوروبيين والغرب عموما للشماتة منهم. لكن دارت دوائر القدر لقلب الادوار. خاصة وان اوروبا جميعها تقف على قدم واحدة الان. فحتى وان هدأت نيران الغاضبين والمحتجين الان في فرنسا. فهذا لا يعني ان التوتر سينتهي ولا يعني ان الاوروبيين سيهنئون.

شرارة نايل

فتحديدا باريس لم تمض اسابيع على اطفاء نيران الاحتجاجات والاعتصامات التي اشتعلت بفعل قانون التقاعد حتى اشتعلت نيران المظاهرات الفرنسية بسبب ازمة الضواحي الفقيرة بعد شرارة نايل. ما يعني ان حالة اللا استقرار باتت هي المخيمة على بلاد الفرنسيين كبرى بلاد القارة العجوز واقواها عسكريا. والاوضاع فيها وصلت من الهشاشة بمكان حد ان تنطفئ نار وتشتعل اخرى. وهذا مؤشر يقول المراقبون والمحللون.

نائل المرزوقي

قلق من السقوط

فكثرة القلاقل والهزات غالبا ما يعقبها ما هو اسوأ والحديث هنا ربما عن سقوط. فحتى وان خرج المستشار الالماني شولز ليهدئ روع من في اوروبا كاملة. حين اعلن انه لا يتوقع سقوط جارته فرنسا بمستنقع الفوضى. الا انه وبذات محاولة الطمأنة اعلن جهوزية بلاده لمثل هذه الاحداث. ما يعني انه قد يتوقع.

ويشاركه ذات التوقع اكثر المتحمسين لسقوط اوروبا في الفوضى اي الجار اللدود روسيا. التي كانت قد اعلنت حربا على اوروبا من بوابة اوكرانيا في شباط / فبراير عام الفين واثنين وعشرين. ومن مصلحتها ان تبقى النيران لا تفارق ديار الاوروبيين. الذين يتشاركون مع امريكا دعم كييف بالسلاح والمال لتعطيل عجلة موسكو.

اقرأ ايضاً
تقديرا لتضحياته.. إطلاق اسم الشهيد الشلوي على شارع العنود في الطائف

الموقف الأمريكي

وعلى ذكر الامريكيين. فهؤلاء وان اظهروا تعاطفهم ودعمهم لباريس بعد اندلاع نيران المظاهرات الفرنسية الا انهم صامتون عما يجري في القارة العجوز. وليس هذه المرة وحسب بل في اي نار اشتعلت سبقت هذه النار الجديدة.

انشغال واشنطن

ولهذا تفسيرات عديدة. سنبدأها بانشغال واشنطن بمقارعة موسكو وبكين. ولا وقت للدخول في حروب اوروبا الداخلية.

انتقام من ماكرون

وفي تفسير اخر قيل ان الامريكيين قد يكونوا سعيدين تحديدا لما جرى في فرنسا البلد الذي كاد يعلن وفاة حلف الغربيين. حيث لم تنسى واشنطن بعد تصريحات ماكرون الرئيس الفرنسي بعد مغادرته الصين. حين اعلن ان الصين دولة عظمى والقطب الثاني في العالم. وقال ان على قارته الاوروبية ان تنأى بنفسها عن الصراع بين القطبين والسعي ليكون قطبا ثالثا.

توظيف أوروبا في الحرب مع الصين

وعن تحليل اخر لموقف الامريكيين. فكثيرون باتوا يرون ان اوروبا اصبحت من الماضي ولا مكان لها بين الكبار. بل انها اصبحت حملا على الولايات المتحدة خاصة بعد ان ارهقت اوكرانيا خزائن الامريكيين. والامريكيون هؤلاء امامهم حرب طويلة مع الصين الكبيرة. وليسوا بوارد ان يبقوا حاملين لاوروبا على ظهرهم. الا ان ارادوا توظيفها في حربهم الجديدة ضد بكين. وهذا امر قالت اوروبا انها لا تريده.

أوروبا والصين

فكبرى دولها فرنسا والمانيا واسبانيا جميعها حجت الى الصين. وقالت ان لا علاقة لها بهذا الصراع الذي قد يتحول الى حرب بين الصين وامريكا. لذا من المتوقع ان امن واستقرار القارة الاوروبية لم يعد على قائمة اولويات الامريكيين. وعلى اوروبا ان تقلع اشواكها بايدي ابنائها. لكن هنا تكمن المشكلة تحديدا، في ابنائها.

خاصة بعد انما يميل المتطرف في بلاد الاوروبيين في محاكاة لحال القارة قبيل الحرب العالمية الثانية. حين تصاعدت فيها تيارات اليمين التي تمكنت من الوصول للحكم واعلنت حروبها على الاقليات. الامر الذي تسبب في اندلاع اكبر حرب في العصر الحديث والتي اودت بحياة عشرات الملايين. والتي ايضا لم تتوقف الا بعد قنبلتين نوويتين.

اليمين العنصري الأوروبي

والان ما يجري ربما يكون بمثابة الخطوة الاولى في رحلة الالف ميل. خاصة بعد ان بدأ اليمين الاوروبي باستفزاز واسع للاقليات على ارضه. فمؤخرا السويد سمحت لمتطرف باحراق نسخة من القرآن الكريم في استفزاز واضح للمسلمين.

اليمين العنصري الأوروبي

وكذلك الشرطي الفرنسي الذي قال المحتجون انه اطلق رصاصته تلك في صدر الشاب الجزائري الاصل بدوافع عنصرية وهذا ما أشعل نيران المظاهرات الفرنسية. كل ذلك هو استفزازات متكررة منبعها افكار اتباع نهج اليمين الاوروبي القومي المتطرف. والذي لم يحكم بعد الا انه قريب من الحكم. فكيف سيكون حال اوروبا بعد ان يحكم اليمين؟

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *