حرب المرتزقة

حرب المرتزقة – تجنيد أكراد سوريا والعراق للقتال الى جانب كييف

وانت تتابع مجريات الحرب الروسية الاوكرانية ترى أن استخدام قوات رديفة للجيوش النظامية أصبح هو التكتيك الأكثر تأثيراً. ولا نبالغ اذا قلنا أن حرب المرتزقة هي استراتيجية الحروب المقبلة. والتي نشهد أن للمقاتلين المسلمين الدور الأبرز فيها. فبعد المقاتلين الشيشان الذين شكلوا علامة فارقة بالحرب. جاء الدور للاستعانة بالاكراد. مسلمو امريكا بمواجهة مسلمي روسيا.

تجنيد أكراد سوريا للقتال في أوكرانيا

صحيفة روسية مقربة من الاستخبارات في موسكو تنشر تقريرا يتحدث عن حرب المرتزقة ما اثار كثيرا من الجدل في الصحافة الغربية قالت فيه ان وكالة الاستخبارات الامريكية السي اي ايه قررت اعتماد نهج روسي بالحرب ضد روسيا وعرضت على مسلحي الاكراد وتحديدا في سوريا القتال لصالح كييف في حربها ضد موسكو وتحديدا مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية يعرفون اختصارا باسم قسد. كما حددت راتبا شهريا نظير هذه الخدمات يقدر بالفي دولار. وهو يوازي اربعة اضعاف المبلغ الذي يتقاضاه المقاتلون المجندون في مناطق الاكراد شمال سوريا. والذي لا يتجاوز خمسمائة دولار.

أكراد سوريا

نفي قسد

خبر نفته قوات سوريا الديموقراطية ووصفت هذه الاخبار المتعلقة عن مشاركة الأكراد في حرب المرتزقة الجارية في أوكرانيا بالمدسوسة على حد تعبيرها. لكن بالعودة للصحيفة الروسية التي اشارت ايضا الى ان استخبارات الامريكيين قدمت ذات العرض لاكراد العراق ولقبائل عربية في شمال سوريا. حيث تتواجد قواعد وقوات امريكية هناك. لكنها اي الصحيفة الروسية قالت ان العرب غير معنيين بقتال الروس ولا يملكون موقفا معاديا لموسكو كما هو موقفهم من واشنطن.

في حين وجدت استجابة من الاكراد ولاسباب عديدة. على رأسها التدخل في سوريا والذي ساهم في تقوية موقف النظام السوري بوجه الاكراد. ومن ناحية اخرى شبه التحالف والتعاون الذي قام في سوريا بين موسكو وانقرة عدوة الاكراد الابرز. والذي اعطى الضوء الاخضر للاتراك لدك حصون قسد.

دوافع الأكراد للقتال بجانب الأمريكيين

وفي معرض الاسباب التي قد تدفع الأكراد للتورط في حرب المرتزقة هذه، يأتي التحالف والرعاية الامريكية للاكراد عموما في سوريا والعراق. امر سيسهل مهمة الامريكيين في تجنيدهم. ومن الاسباب الاخرى. فهو قرب التوصل لنهاية الازمة في سوريا. والتي قد تنهي الحاجة للمقاتلين الاكراد الذين يقتصر دورهم مؤخرا على حراسة مصالح امريكا في الشمال السوري. وايضا من الاسباب الانتخابات التركية الاخيرة. التي جددت لاردوغان واعطته دفعة جديدة. ما يعني عودة خطة التخلص من الاكراد على حدوده على قائمة اولوياته. وارسالهم الى اوكرانيا قد يكون حلا. وربما تطول القائمة لتصل الى براعة المقاتلين الاكراد وخبرتهم بعد عشر سنوات من الحروب في سوريا.

الدوافع الأمريكية لإستخدام الأكراد في حرب المرتزقة

اما عن اسباب الامريكيين لتوريط الكرد في حرب المرتزقة فهي النجاحات التي حققتها الميليشيات التابعة لروسيا في اوكرانيا. او ما يمكن تسميتها بالجيوش الرديفة الملحقة بالجيوش النظامية. والحديث هنا عن قوات فاغنر التي سجلت حضورا لافتا في اوكرانيا. وعن كتيبة احمد الشيشانية التي كان لها دورها المتميز في الحفاظ على التقدم الروسي في بلاد الاوكران.

اقرأ ايضاً
هل ستتغير سياسة بايدن الخارجية بعد تغير ميزان القوى في الكونغرس الأمريكي
القوات الامريكية في سوريا

وتحديدا هذه كتيبة احمد التي يحسب لمقاتليها الشراسة وبث الرعب في صفوف القوات الاوكرانية. ومسألة التصدي لمثل المقاتلين الشيشانيين وحتى الفاغناريين تتطلب الحصول على خدمات مقاتلين لا يقلون شراسة عنهم. وقد يكون الامريكيون وجدوا ضالة في المقاتلين الاكراد الذين قالت الصحيفة الروسية نقلا عن صحف تركية بانهم يقاتلون في اوكرانيا منذ شهور وابلوا بلاء حسنا هناك.

زيادة أعداد المرتزقة في أوكرانيا

حيث ذكرت ان ما يقرب من الفي مقاتل كردي من وحدات حماية الشعب يقاتلون في اوكرانيا لصالح كييف. والاستراتيجية الجديدة تقضي بزيادة اعدادهم. بل تتطلب تنويع مصادر المرتزقة المقاتلين في الحرب الدائرة شمال الكوكب. حيث ذات المصادر ذكرت ان امريكا تعمل على تدريب مقاتلين افغان ممن كانوا موالين لها في فترة احتلالها لافغانستان. وممن فروا بعد استيلاء طالبان على السلطة هناك. ومن ثم ارسالهم لجبهة الحرب المشتعلة على الحدود الروسية الاوكرانية.

ما يعني ان شبه جيش من المرتزقة يستعد للاشتراك في حرب المرتزقة مع الغربيين. واللافت انهم من المسلمين. اكراد وافغان. وبالنسبة لواشنطن هؤلاء مقاتلون باحثون عن المال وامتيازات القتال في صفوف الغربيين. والاهم من ذلك هم مقاتلون متمرسون بفعل عديد الحروب التي خاضوها في بلدانهم. كما انهم يتميزون بما يعرف بحروب الشوارع او حرب المدن.

الإبتعاد عن المواجهة المباشرة بين الجيوش

حرب المرتزقة هي الاستراتيجية التي تطبقها اوكرانيا في قتالها مع الروس. ولا تقوم على المواجهات بين جيشين نظاميين كما كان يحصل عادة. وانما تعتمد استراتيجية الانسحاب وجر الاعداء ثم ضربهم. وامريكا ذاتها كانت قد انكوت من هذه الاستراتيجية في القتال سواء في حربها في افغانستان او حربها في العراق. وروسيا عانت منها ايضا وكانت قد تفاجأت منها في اوكرانيا. لذا سارعت مبكرا للاعتماد على ذات الناش حين استعانت بقوات فاجنار وكتيبة أحمد. وهم مقاتلون متمرسون بحروب المدن والشوارع.

الحرب الأوكرانية

في مقابل ذلك الغرب ذاته يتهم روسيا بتجنيد والاستعانة بمرتزقة اخرين من الشرق الاوسط للقتال في اوكرانيا لصالح الروس. والحديث هنا عن مقاتلين شيعة من ايران والعراق وسوريا. وهؤلاء جلهم كانوا قد قاتلوا في الحروب التي دارت هناك ويمتلكون خبرة في ممارسة هذا النوع من القتال، اي حروب الشوارع والمدن لتصبح اوكرانيا بذلك ساحة حرب مفتوحة يقاتل فيها المرتزقة من شعوب الارض بعضهم البعض في حرب اشبه بالوكالة بين القوى الكبرى او بين الروس والامريكيين.

وللمفارقة فان غالبية القوات المشاركة في حرب المرتزقة هم من دول ساهمت روسيا وامريكا في تدميرها. والحديث عن افغانستان والعراق وسوريا او حتى الشيشان التابعة لروسيا. والتي سبق أن قاتلت الروس في حربين ضاريتين تسعينيات القرن العشرين. والان هؤلاء المقاتلون الاجانب ذاهبون لخوض حروب جديدة لا ناقة لهم فيها ولا جمل. وربما فائدتهم الوحيدة منها هي الرواتب التي تعتبر مرتفعة بالنسبة لما كانوا يتقاضونه في بلدانهم. بالاضافة الى وعود لهم بالتجنيس والمكافآت ان هم حققوا نصرا في تلك الحرب وهذه قصة اخرى تستحق البحث والتأمل.

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *