صفقة الهدنة وتبادل الأسرى

صفقة الهدنة وتبادل الأسرى – هل هي هزيمة لإسرائيل؟

صفقة الهدنة وتبادل الأسرى المرتقبة بين غزة وإسرائيل، الشقيقتان مصر وقطر، وُضِعَتا بنودها في قلب أوروبا. تتضمن تبادل أسرى ووقفًا لإطلاق النار، وأعلنت الفصائل الفلسطينية شروطها. فهل يقبلها نتنياهو؟

تسريبات وخفايا كشفتها صحف عبرية وسط انقسامات وتهديدات بالاستقالة في صفوف قادة تل أبيب. لكن نتنياهو مضطر لقبول الصفقة لهذا السبب. وهنا نروي لك تفاصيل الاتفاق العربي الأمريكي الإسرائيلي الذي تم في مدينة الأنوار وما نقاط الخلاف بين الفصائل وإسرائيل وبين إسرائيل وإسرائيل.

هل صفقة الهدنة وتبادل الأسرى هزيمة إسرائيلية؟

تفاصيل الصفقة:

منذ أيام جلست مصر وقطر وأمريكا مع إسرائيل على طاولة واحدة في قلب باريس للتوصل إلى صفقة الهدنة وتبادل الأسرى الجديدة بين تل أبيب والفصائل الفلسطينية. مقاعد إسرائيل على الطاولة الباريسية جلس عليها رئيس الموساد ديدي برنياع ورئيس الشاباك رونين بار، واللواء الاحتياطي يتان لون. أما الوسيط الأمريكي فكان رئيس المخابرات ويليام بيرنز.

هذا بغض النظر عن اعتقادك في أن واشنطن ستلعب دور وسيط أم طرف. أما من جهة العرب حضر رئيس المخابرات المصري الوزير عباس كامل ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. تسلمت الفصائل نسخة من المقترح الذي توصلوا إليه في الاجتماع. وقبل أن يقرأ قادة الفصائل كلمة فيه، أكدوا أنهم لن يقبلوا بأي اتفاق إلا إذا كان يضمن الانسحاب الكامل لجيش إسرائيل من القطاع. وهذا ما ترفضه إسرائيل، التي لا تريد الانسحاب دون القضاء على حركة الفصائل نهائياً.

صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية شبهت إسرائيل والفصائل بقطارين على سكة واحدة، فإما أن يلتقيان معًا أو أن يصطدما.

المرحلة الأولى من الصفقة

ووفقًا للمصادر الإسرائيلية، تتضمن هدنة لمدة شهر ونصف، والإفراج عن 35 إسرائيلياً. ومقابل كل إسرائيلي تُفرَج عنه الفصائل، يتم الإفراج عن 100 إلى 200 أسير فلسطيني، من ضمنهم متورطون في قتل إسرائيليين ونشطاء وحدات النخبة التابعة للفصائل الذين شاركوا في هجوم أكتوبر. على أن يتم إطلاق سراح النساء والأطفال أولاً، والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة مع الهدنة، وليس وقفًا نهائيًا لإطلاق النار. فصفقة الهدنة وتبادل الأسرى لا تتضمن مصطلحي وقف إطلاق النار ونزع سلاح الفصائل، ولكنها تتضمن آليات تؤدي إلى الغرضين فيما بعد.

وفي مقابل كل محتجز يعود إلى إسرائيل، سيكون هناك يوم هدنة واحد، بالإضافة إلى سبعة أيام للتفاهم بشأن الدفعة المقبلة. وفي أعقاب هذه المرحلة، سيبقى هناك مئة أسير إسرائيلي في غزة، مما يعني استمرار الهدنة لمدة 100 يوم إضافي.

موافقات مبدئية

إسرائيل والفصائل الفلسطينية وافقتا مبدئياً على الاتفاق، فبفضل الضغوط المصرية والقطرية والأمريكية، تم التغلب على الاعتراضات المتوقعة من الطرفين، أو على الأقل تأجيلها خلال فترة الهدنة. وهذا يفتح الباب أمام مزيد من المفاوضات والبحث عن حلول دائمة.

الفصائل الفلسطينية

رفض اليمين الإسرائيلي المتطرف

كثيرٌ من قادة إسرائيل لم يعجبوا بصفقة الهدنة وتبادل الأسرى، فقد هدد مسؤولون في الجناح اليميني المتطرف في الائتلاف الحاكم باسقاط حكومة نتنياهو في حال تم الاتفاق على المقترح. وهدد وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير بالاستقالة في حال تم الإفراج عن هذا العدد من المحتجزين، واعتبر وزير المالية بيلسايس متريتش الصفقة انتصارًا للفصائل ووسيلة لتحقيق أهدافها بدلاً من تحقيق أهداف تل أبيب. أما بن غفير فقد قال إن هذه الصفقة ستمد الفصائل بالأكسجين وستعزز صفوفها وتجعلها تعيد بناء نفسها.

اقرأ ايضاً
مختص في علم الجريمة لـ«عكاظ»: «أمن الدولة» لن تترك أي فكر ضال يحاول العبث بأمن الوطن ومقدراته

يرون أن هذه الهدنة ستفقد إسرائيل زخم القتال، وأن التحركات الدولية ستؤدي إلى وقف الحرب وستحرم إسرائيل من أحلامها بإعادة الاستيطان في غزة، بالإضافة إلى عودة السلطة الفلسطينية لغزة أو حكومة انتقالية تتولى مسألة الأمن، مما يعني السيطرة على السلاح الداخلي. وتبقى الصفقة تُحتمل أن تبقي عددًا من الأسرى في غزة، وهي أوراق قوة بيد الفصائل.

اليمين الإسرائيلي المتطرف
اليمين الإسرائيلي المتطرف

مجازفة نتنياهو

مراقبون يرجحون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيقبل صفقة الهدنة وتبادل الأسرى وتبادل الأسرى رغم المجازفة للحفاظ على حكومته، إلا أن التحدي يكمن في موافقة مجلس الوزراء ومجلس الحرب. فقد نُقل عن أبو يائير قوله لأهالي المحتجزين في غزة أنه سيوافق على الاتفاق بشرط ألا يكون ذلك نهاية للحرب، ولمح إلى أن التفاوض سيستمر لجعل وقف إطلاق النار المؤقت دائمًا.

تظهر إشارات إلى أن الولايات المتحدة وأطرافًا أخرى غربية وعربية تستعد للبناء على هذا الاتفاق، مع إعلان وزارتي الخارجية الأمريكية والبريطانية استعدادهما للاعتراف بالدولة الفلسطينية وفرض الرئيس الأمريكي جو بايدن لحزمة من العقوبات ضد إسرائيليين ارتكبوا أعمال عنف في الضفة الغربية. معترفاً في وسائل الإعلام بأن عنف المستوطنين في الضفة الغربية بلغ نسبة لا تطاق ويشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي.

كما تشير الأنباء إلى تفاهمات بين الجيشين المصري والإسرائيلي لحل الخلاف حول محور فيلادلفيا، مما يقلل التوتر بين البلدين ويفتح الأفق لمرحلة جديدة مختلفة في قطاع غزة، مع توجيه المساعدات الإغاثية للسكان.

عقبات في الطريق

رغم المؤشرات الطيبة التي تبشر بتنفيذ الإتفاق الذي يضمن الهدنة في غزة والإفراج عن الأسرى، يظل هناك عقبات أخرى تهدد اتمام صفقة الهدنة وتبادل الأسرى، حيث يبقى الجزء الأول من الصفقة إنسانيًا ويشمل إطلاق الفصائل سراح 35 محتجزًا اسرائيلياً من المرضى وكبار السن. إلا أن قادة الفصائل يؤكدون أن الاتفاق لا يشمل أي ضمانات لمنع إسرائيل من مواصلة القتال بعد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. ولا يزال الجدل قائماً أيضاً بشأن ترتيبات إطلاق سراح الأسرى الـ 35 في المرحلة الأولى. وما الذا كان سيتم إطلاق سراح أسير واحد يومياً أم سبعة في يوم محدد من كل أسبوع. وكذلك كيف وأين سيتم إطلاق سراحهم.

أما العقبة الإخرى التي تحدثت عنها هيئة البث الإسرائيلية فيمكن أن تظهر خلال الأيام التي تلي فترة 1لـ 35 يوماً التي سيتم فيها الإفراج عن المحتجزين بسبب عدم الإتفاق على التفاصيل حتى الآن.

تحديات كبيرة

بشكل عام، يظل نتنياهو أمام تحديات كبيرة لقبول الصفقة وإقناع جهات داخلية بموافقتها عليها، وسط تصاعد الضغوط الداخلية والرأي العام بسبب قضية الأسرى.

ورغم أن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أعلن أن هناك موافقة مبدئية إيجابية من جانب الفصائل على صفقة الهدنة وتبادل الأسرى، إلا أن قادة الفصائل أكدوا أن هذه مجرد موافقة مبدئية وليست نهائية. وأشاروا إلى أنهم لا يزالون في مرحلة المشاورات، إذا بوساطة مصرية قطرية أمريكية تم التوصل إلى موافقة مبدئية من إسرائيل والفصائل على هدنة وإطلاق سراح المحتجزين.

الجانب الفلسطيني لا يزال في مرحلة المشاورات ليحسم الصفقة، ونتنياهو يسير على حبل مشدود وسط اعتراضات وزرائه اليمينيين وتزايد الضغوط الداخلية وغضب الرأي العام بسبب الأسرى. هذا ما نعرفه حتى الآن عن الصفقة المرتقبة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. برأيك، من الرابح ومن الخاسر في هذه الصفقة؟

المصدر: أخبار السعودية 24

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *