أزمة الشرق الأوسط

أزمة الشرق الأوسط – هل تتجه نحو التصعيد؟!

ما تشهده أزمة الشرق الأوسط اليوم ليس بالأمر البسيط. إن عملية “طوفان الأقصى” تحولت إلى شرارة تسببت في زلزال.

جبهات متعددة

منذ اليوم التالي، بدأت حرب محدودة موازية أطلقها “حزب الله” عبر الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، مع قرار بعدم الانزلاق إلى حرب واسعة بدون ضوابط. كما قامت الفصائل العراقية الموالية لإيران بشن معركة لطرد الأميركيين، وتقريباً بدأت تتحول إلى حرب أو شبيهة بالحرب. في الوقت نفسه، قدّم الحوثيون تهديداً للملاحة في البحر الأحمر، رغم أنهم قاموا بتصويب معركتهم نحو استهداف السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إلى إسرائيل.

The northern front is on alert 1

ليس بالأمر البسيط أن نرى طائرات أميركية وبريطانية تستهدف مواقع الحوثيين في اليمن، وأهدافاً إيرانية في سوريا والعراق. وكل هذا يحدث في زمن تعلن فيه واشنطن أنها لا ترغب في حرب واسعة في المنطقة، وتعلن طهران موقفاً مشابهاً ولكن من زوايا أخرى.

أزمة الشرق الأوسط خارج السيطرة

في مثل هذه الظروف وفي المناطق الهشة، قد تفلت الأمور من سيطرة الأطراف المعنية لتتحوّل إلى مواجهات أكبر وأكثر خطورة. بين الأشخاص الذين يراقبون الوضع الكارثي في غزة، يُعرض لنا رواية أزمة الشرق الأوسط التي تستحق التأمل. تفيد هذه الرواية بأن زعيم “حماس” في غزة، يحيى السنوار، كان يخطط بلا شك لعملية نوعية لتحريك الوضع الساكن.

السنوار

وتُضيف الرواية أنه على الرغم من قوة المهاجمين، كان السنوار يطمح في اختطاف عدد من الجنود الإسرائيليين لإجبار إسرائيل على التفاوض لإطلاق سراحهم، وبالتالي فرض تخفيف الحصار الذي تفرضه على غزة. تذكر الرواية أن المهاجمين من “حماس” فوجئوا بتقديرات الاستجابة الإسرائيلية في المناطق التي تعرّضوا لها، وبحجم النجاح الذي حققوه. وكانت النتيجة تجاوز عدد الأسرى الإسرائيليين بكثير ما كان متوقعًا، وكذلك عدد الخسائر في صفوف الإسرائيليين.

صدمة اسرائيلية

تذكر الرواية أيضاً أن السلطات الإسرائيلية اندهشت من حجم الاختراق الذي حقّقته “حماس”، وعجزت عن حلّ هذه الأزمة إلا بإطلاق حرب تدمير واسعة، وخلال هذه الحرب واجهت تحديات ضخمة، بما في ذلك حجم وتعقيدات الأنفاق التي فاجأتها، وكذلك قدرة “حماس” على الاستمرار في القتال على الرغم من الخسائر الكبيرة في صفوف مقاتليها والضحايا الهائلة بين المدنيين.

ولقد فوجئت أميركا أيضًا بعملية “العبور” التي نفذتها “حماس”، والتي هزّت المستوطنات والمستوطنين، مكشوفةً هشاشة الأمن الإسرائيلي. وباعتبارها جزءًا من العملية، سارعت واشنطن إلى التدخل واتخذت قرارًا حاسمًا بدعم إسرائيل، وأرسلت بوارجها لمنع توسّع الحرب.

توقعات حماس

تشير الرواية أيضًا إلى توقعات السنوار برد قاسٍ يشبه حروب إسرائيل السابقة مع غزة، أو ربما أكثر. ولم يكن يتوقع أن تشن إسرائيل حربًا تستهدف شطب “حماس” تمامًا من غزة، وربما حتى شطب غزة نفسها من خلال تهجير سكانها.

اقرأ ايضاً
مستجدات الغزو الروسي.. أوكرانيا تواصل التقدم في سيفيرودونيتسك.. و"بوتين" يتحدث عن الانتصار

وتشير الرواية أيضًا إلى أن قرار إيران بالمضي قدمًا في معركة طرد الأميركيين من العراق وسوريا كان يهدف إلى فرض ضغوط لوقف الحرب أو الحصول على تعويضات بنفس الحجم في حال نجاح إسرائيل في شطب “حماس” من حياة غزة. ولكي تكمل دورها في فرض الضغوط، كان من الضروري على إيران تذكير الجميع بأن لديها ورقة الأمن في الملاحة عبر البحر الأحمر من خلال الحوثيين.

توسيع الصراع

هكذا وجدت أزمة الشرق الأوسط نفسها تتحول إلى مسرح لسلسلة من الحروب، على الرغم من التصريحات المتكررة من جميع الأطراف بعدم رغبتها في توسيع الصراع.

  • حرب لإخراج “حماس” من السلطة في غزة وتقليص دورها العسكري في القطاع.
  • حرب في جبهة شمال “إسرائيل” التي شنها “حزب الله” اللبناني.
  • حرب لطرد القوات الأميركية التي بدأتها الفصائل العراقية.
  • حرب لاستهداف السفن في البحر الأحمر.

استنتجت إدارة الرئيس بايدن أن الصراع في غزة أصبح أكبر من غزة نفسها، وأنه بات يستهدف الوجود العسكري والسياسي الأميركي في جزء من الشرق الأوسط. ورأت أن ما يربط بين هذه الحروب هو إيران.

تصعيد أمريكي

كثير من الناس اعتقدوا أن إدارة بايدن، المشغولة بالتحضير للانتخابات، ستقتصر على دعم إسرائيل دون قيود، ولكنها لن تكون متحمسة لاستخدام القوة ضد الفصائل التي تستهدف قواعدها في العراق وسوريا. مرة أخرى، فوجئ الجميع بالتطورات.

  • قامت الولايات المتحدة بالرد على قتل ثلاثة من جنودها بغارات على أهداف في سوريا والعراق. وضعت واشنطن سقفًا لهذه الحرب عندما اختارت عدم استهداف أهداف على الأرض الإيرانية نفسها.
  • وفي عودة لدور الشرطي الأميركي فيما يتعلق بأزمة الشرق الأوسط الذي اعتقد الكثيرون أنه ولى، فتحت الولايات المتحدة معركة لردع الحوثيين استجابةً لاستهدافهم أمن الملاحة في البحر الأحمر.

وبالتالي، وجدت المنطقة نفسها في وجه حرب مختلفة تكاد تكون موضع شك: أين تمتد حدود إيران في المنطقة؟ وأين تقع حدود الولايات المتحدة فيها؟ أطلقت إيران محاولة للإطاحة بالوجود العسكري الأمريكي في بعض أجزاء الشرق الأوسط، وردت الولايات المتحدة بسعيها لصد هذه المحاولة.

مرحلة ما بعد الحرب

يشير المتابعون لأزمة الشرق الأوسط إلى أن “حماس” أصبحت تدرك أنها قد لا تيقى ممسكة بالسلطة في غزة في مرحلة ما بعد الحرب. يجرى حاليًا البحث في تشكيل حكومة “توافق” تحظى بقبول الفصائل دون تمثيل مباشر منها، مع إصلاح وتأهيل السلطة الفلسطينية لأداء دورها المنتظر.

يأتي هذا السيناريو مع وعود بإعادة الإعمار والمساعدات، ولكن النقطة الرئيسية هي اعتقاد متابعين غربيين بأن قيام دولة فلسطينية يُعتبر ضرورة لكل من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث لن تتمكن إسرائيل من الاستقرار ما لم تكن الدولة الفلسطينية إلى جانبها.

لا تزال أزمة الشرق الأوسط تشهد العديد من التحديات الكبيرة والحلول الصعبة. إن العيش في الشرق الأوسط يظل تحدياً شديد الصعوبة، حيث تعاني المنطقة منذ عقود من الحروب والمفاجآت والزلازل.

المصدر: أخبار السعودية 24

شاهد أيضاً

نتساح يهودا

نتساح يهودا – أول اعتراف أمريكي بالإرهاب الاسرائيلي

بعدما تسربت معلومات من مصادر أمريكية تفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد يُعلن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *