KSA News
رئيس سجين وواحة للديمقراطية، صفعة للغرب وتأكيد على السلام
السنغال تعود للواجهة انتخابات جديدة تحمل المفاجأة وفرنسا أول المهنئين معضلة الزوجتين وصعود للمعارضة وأفريقيا المضطربة تتفرج انتصار فاي – مرحباً بكم بديمقراطية أفريقيا لا يتجاوز عمره ال 44 عامًا وأطلق حملته الانتخابية من خلف القضبان ولم يتسلم أي منصب بارز في الدولة من قبل. متزوج من امرأتين ويحمل معه الكثير من التغيير، إنه باسيرو ديوماي فاي الذي خرج من السجن ليدخل للقصر الرئاسي رئيسًا للسنغال.
انتخابات السنغال
جرت الانتخابات أخيرًا في البلد الأفريقي بجو هادئ وشارك فيها ملايين الناخبين لاختيار الرئيس الخامس في تاريخ البلاد بعد مرور ثلاث سنوات من الاضطرابات السياسية التي أدت لموجات احتجاج مناهضة للحكومة وداعمة للمعارضة.
البلد الذي يطلق عليه واحة الديمقراطية في أفريقيا شارك في انتخاباته 19 مرشحًا سعى كل منهم ليخلف الرئيس ماكي سال الذي لم يترشح للمنصب بعد الاضطرابات التي شهدتها ولايته الثانية خصوصًا بعد محاكمته زعيم المعارضة عثمان سونكو.
باسيرو ديوماي فاي
7.3 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم يوم ال 27 من مارس الماضي والنتيجة كانت انتصاراً ساحقاً لمرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي الذي حصل على 54% من الأصوات، فيما حصل أقرب منافسيه وهو مرشح عن الائتلاف الحاكم عما دوبا على 35%.
انتخاب فاي يحمل الكثير من التغييرات ويمنح المنطقة الأفريقية الأمل في وجود الديمقراطية وفي الوقت نفسه يعزز فكرة معارضة التدخل الغربي بالقارة. ولنفهم أكثر ما يحمله فوز فاي بالرئاسة تعال لنخبرك ماذا وعد قبل وصوله لسدة الحكم.
سنغال جديدة
فاي الذي نفذ حملة انتخابية قصيرة بسبب وجوده بالسجن أطلق العديد من الوعود للشعب السنغالي لم تختلف كثيرًا عما تطالب به الشعوب الأفريقية كلها تقريباً فهي تتمحور حول نزع السيطرة الغربية وتعزيز التنمية ودعم المواطنين.
وعلى الرغم من تراجع شعبية الائتلاف الحاكم والسخط عليه وهو السبب الرئيس لفوز فاي كما تقول الوقائع لكن وعود فاي أيضا كان لها أثرها الخاص، فقد وعد بإعادة تأسيس السنغال من جديد من خلال تعزيز السيادة الوطنية والحرب على الفساد في الدولة بالإضافة لمراجعة اتفاقيات الدفاع والصيد كما وعد بإعادة التفاوض في عقود الغاز مع الشركات خصوصًا في الحقول المكتشفة حديثًا على الحدود مع موريتانيا.
نزع السيطرة الغربية
ولنزع السيطرة الغربية وخصوصاً الفرنسية عن السنغال وعد باسيرو ديوماي فاي بصك عملته وطنية بدلاً من الفرنك الأفريقي المستخدم والذي يعد أرثاً استعمارياً في القارة. ومن داخل سنغال لخارجها دعا مجموعة الكواس التي تعد السنغال من الدول المؤسسة لها لاعتماد عملته جديدة بين دولها بشكل جماعي ودعى لتشجيع الاستثمار وتطوير البنى التحتية.
تلك الوعود وصفت بأنها صفعة جديدة لفرنسا والغرب في القارة الأفريقية فالرئيس الشاب يحمل معه تغييراً جذرياً بسياسة السنغال تقوض سيطرة فرنسا وتعزز الاستقلال الوطني للبلاد.
طمأنة دول الإقليم
مع ذلك وبعد فوزه بالانتخابات طمأن فاي دول الإقليم والشركاء الدوليين عندما أكد بخطابه عن تعزيز التعاون واحترام التاريخ مع الدول كما دعا الدول الأفريقية للاتجاه نحو الديمقراطية والتعاون مع السنغال لتحسين وضع المنطقة. ومن جانب آخر كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول مسؤول رفيع المستوى يهنئ الرئيس السنغالي الجديد ولنفهم أكثر طبيعة الحديث وكاريزما الرئيس الشاب سنروي لك قصة صعوده وتركيبته السياسية.
الرئيس السنغالي
لم يدرس باسيرو ديوماي فاي في فرنسا وترعرع في مدن وبلدات السنغال منذ الصغر. فاي، الرئيس المنتخب، حمل معه استثناء لم يحدث من قبل، فهو على عكس كل الطبقة السياسية التي عرفها السنغاليون من قبل. لم يدرس خارج السنغال، وتحديداً في فرنسا، بل أنهى كامل تعليمه في السنغال. وُلِدَ فاي في الخامس من مارس عام 1980 لأسرة بسيطة في بلدة ديا جانيو غرب السنغال وتلقى تعليمه في المراحل الأولى في البلدة نفسها.
دراسته
ثم أكمل الثانوية في ثانوية ديمبا ديوب بمدينة أمبور، ثم تعليمه العالي بجامعة الشيخ أنتاجوب وهي من كبرى الجامعات في السنغال. ومنها حصل على شهادة الإجازة بتخصص القانون لينهي بذلك تعليمه بالكامل داخل السنغال.
عمله
عام 2004 حصل على وظيفة في وزارة المالية وبسبب تلك الوظيفة تلقى تكوينه في المدرسة الوطنية للإدارة بداكار ليعين بعد ذلك بثلاث سنوات مفتش ضرائب.
بداياته السياسية
وهناك في الإدارة العامة للضرائب تعرف فاي على معلمه الجديد وهو المعارض عثمان سونكو الذي سبقه للعمل في إدارة الضرائب بعدة سنوات، كما أصبح عضواً في نقابة الوكلاء الضريبيين والماليين وهي هيئة أسسها سونكو وكان لها دور مهم في كشف التجاوزات وسوء التسيير في السنغال.
فتوطدت العلاقات بينهما، وعين فاي أميناً عاماً لحزب باسيف الذي يقوده سونكو وهو الحزب الذي حل ثالثاً في الانتخابات الرئاسية عام 2019، لكنه حل بالكامل واعتقل رئيسه سونكو وأمينه العام فاي، وذلك في أبريل من العام 2023، عندما اعتقلت القوات الأمنية فاي بتهمة اهانة العدالة والمساس بالأمن العام والتحريض على التمرد، وذلك عقب تصريحات خرج بها بعد اعتقال سونكو.
سجن من دون محاكمة
مع ذلك، لم يخضع باسيرو ديوماي فاي للمحاكمة ولم يصدر بحقه أي حكم قضائي، ولهذا بات ورقة رابحة بيد المعارضة التي رشحته مع سونكو من السجن للانتخابات الرئاسية، وهو تصرف عد مناورة من المعارضة التي رشحتهم كمستقلين، وذلك لتضمن وجود أحدهم في الانتخابات. وبالفعل، ذلك ما حدث إذ دخل اسم فاي وغاب سونكو عن الانتخابات.
السيدة الأولى
تلك ليست القصص المثيرة الوحيدة في حياة الرئيس الجديد، فمع وصوله للمنصب كثرت التكهنات عن المرأة التي ستشغل لقب السيدة الأولى. فالرئيس الجديد متزوج من امرأتين، الأولى هي ماري خون، والتي تزوجها قبل 15 عاماً وهي ابنة قريته ولديه منها أربعة أولاد، أما الثانية فهي عبسه، والتي تزوجها قبل نحو عام.
عالم الاجتماع ديديو خات يقول إن تعدد الزوجات في السنغال يعد تكريساً لتقاليد قديمة خصوصاً للموجودين على رأس الهرم، ويؤكد ناشطون في السنغال أن اللقب ليس رسمياً، وفي تلك الحالة يمكن القول للزوجتين بأنهما السيدتان الأوليان، وبذلك تنتهي المعضلة التي يتحدث عنها الكثيرون على مواقع التواصل.
صعود باسيرو ديوماي فاي بانتخابات ديمقراطية وبطريقة دراماتيكية وجه الأنظار من جديد للسنغال التي تعد واحة للديمقراطية في المنطقة، وفي ذات الوقت أعاد الحديث عن تشتت فرنسا في القارة السمراء. فماذا سيحمل لها فاي هذه المرة من مفاجآت؟
المصدر: أخبار السعودية 24
