حرق المصحف في السويد – ازدواجية معايير الحريات الغربية

بعد حرق المصحف في السويد ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محتضنا المصحف الشريف. ومشددا على قداسته وشاكرا احد الشيوخ في بلاده على ما اسماها الهدية القيمة. في وقت خرج متطرف في بلد غربي مستهزئا ومدنسا لاقدس مقدسات المسلمين في احد اقدس ايامهم. ثم يسألونك لماذا يميل العرب لبوتين على حساب الغربيين.

تدنيس القرآن

في اول ايام عيد الاضحى المبارك والمقدسة لدى المسلمين متطرف في بلد بات يعتبره الكثيرون متطرفا يخرج ليستفز مشاعر المسلمين في كل العالم. حيث تم حرق المصحف في السويد امام احد اكبر مساجد العاصمة ستوكهولم وامام اكثر من مائتي مسلم ومزق مصحفهم قبل ان يسيء له ويسخر منه. ثم لطخ صفحاته بدهن الخنزير والكحول ليحرقه امام عدسات الكاميرا والمصورين.

في بلد قال انه يحرس الحقوق والحريات ويعلي من شأن الديموقراطية. لكن اذا كانت على ما يبدو ضد المسلمين. هكذا فجرت السويد ازمة عامدة متعمدة حتى لو ادعت العكس. فقبل ايام خرج المتطرف من الاصول العراقية السريانية المدعو سلوان موميكا البالغ من العمر سبعة وثلاثين عاما. معلنا انه حصل على تصريح يعطيه الحق باحراق نسخة من القرآن الكريم. حق منحته اياه محكمة سويدية لاستفزاز مشاعر ما يقارب من ملياري مسلم حول الارض. وفعلا نفذ المدعو وعيده تحت حماية الشرطة السويدية وامنها. ذاتها الشرطة والامن الذين قد يموتون في سبيل الا يجرح احد مشاعر السامية على سبيل المثال او يهاجم احد او يدنس علم المثليين.

حريات فئوية

فالديمقراطية والحريات في السويد كما اظهرت مؤخرا تطبق على فئات من الناس دون اخرى. والحقوق لديهم منحة يعطونها لما شاءوا. فكان قرارهم الاخير بالسماح بحرق المصحف في السويد وحماية من تجرأ على استفزاز بتدنيس اقدس مقدساتهم في اقدس ايامهم. حادثة ما كانت لتمر مرور الكرام.

فاولى ردود الفعل القوية كانت من العراق مسقط رأس من يسمونه المخبول. اي المتطرف الذي اقدم على هذا العمل. حيث لاقت دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اذانا صاغية لدى العراقيين. الذين اقتحموا مقر سفارة السويديين في بغداد بعد فرار طاقمها لجهة قيل انها غير معلومة. وغير معلومة معناها ان حياتهم في خطر.

تحذيرات أمنية لسفارات استوكهولم

ربما ليسوا وحدهم اي البعثة السويدية في العراق. فحاليا رفعت ستوكهولم التحذيرات في معظم سفاراتها حول العالم خاصة التي تتواجد في بلاد المسلمين. المسلمون الذين تذكرت السويد بعد استفزازهم ان لهم مشاعر ومقدسات يحمونها. ولم تقف ردة الفعل عند العراقيين فحسب بل في غالبية الدول العربية وانظمتها الرسمية والتي قررت استدعاء سفراء ستوكهولم للاعراب عن استنكارهم وادانتهم لحرق المصحف في السويد.

من الامارات الى السعودية والاردن وسوريا ومصر والجزائر والمغرب وحتى فلسطين. جميعهم وجهوا رسائل للسويد. ولكنهم ليسوا وحيدين. حيث سارع الرئيس التركي اردوغان للتنديد هو الاخر والتوعد برد لا احد يعلم كيفيته. وكذلك ايران التي استنكرت بشدة. وغيرها من بلدان المسلمين بما فيها حركة طالبان التي تستخدم عادة لغة اخرى غير الدبلوماسية والسياسة. ما يعني ان السويد ربما تكون كما يقال نكشت عش الدبابير.

غضب شعبي من حرق المصحف في السويد

لكن هذا على المستوى الرسمي. فعلى المستوى الشعبي عم غضب هائل جموع الشعوب الاسلامية بسبب حرق المصحف في السويد وبدأوا باطلاق حملات لمقاطعة الشركات السويدية. كما وصل الامر ببعضهم ان انهالوا بالتحريض على السويديين في كل مكان. فلا يمكن العبث باقدس مقدسات المسلمين.

ومن بعيد دخلت على الخط روسيا عبر رئيسها بوتين الذي تلقى هدية عبارة عن نسخة من القرآن الكريم. احتضنها وفرح بها. كما قال ودعا العالم جميعه لاحترام هذه القداسة. مذكرا ان بلاده تمنع وتحظر اي اساءة للمسلمين. وحتى لو كان تصرف بوتين هذا استغلالا سياسيا لما جرى في الغرب من اساءة للاسلام. الا انه موقف ثمنه الكثير من شعوب العرب والمسلمين.

ازدواجة المعايير الغربية

تبين للعرب اكثر واكثر ما اسموه النفاق الغربي. والازدواجية في المعايير. فمن تحظر مثلا دول الغرب وتحديدا السويد الاساءة لما يسمونها السامية كما يمنعون اي اساءة للمثليين. بحكم ان هؤلاء اقليات مضطهدة ويحتاجون لمن يدافع عنهم. بينما لا تنطبق ذات المعايير على جموع المسلمين الذين يرون بالسويد تحديدا بلدا يصر على استفزازهم. خاصة ان هذه ليست المرة الاولى التي تجري فيها مثل هذه الحادثة.

منذ ست اشهر. كان متطرف دينماركي اقدم على حرق المصحف في السويد كذلك. ما الذي تستفيده السويد من السماح بمثل هذه الامور او ما هي اهدافها. وما هو معلوم هو بكاؤها ونواحها في حال تلقت رد فعل من احد المسلمين على ما اقدمت عليه. حينها ستبدأ بوصفهم بالمتطرفين والارهابيين. في حين هي كما يراها كثيرون، من تحتضن التطرف والمتطرفين. وهي من بدأت وفتحت على نفسها كما قيل ابواب جهنم. وعليها تحمل ما قد يصدر من ردود.

المصدر: أخبار السعودية 24